أمّـة ..
جريدة طنجة – حمزة الحسّـاني بنطنيش( دين ودنيا)
الأربعاء 03 يونيو 2015 – 17:59:00
مصر أم الدنيا، كلمة كلاسيكية لم تعد تحمل في طـياتهــا أي محتــوى وازن، دمـار ، و خـراب، و دمــاء، وأشلاء بشرية، وإعدامـــات يومية، واغتصاب للشرعية، ومحاكمات ظالمة تصدر بالليل قبل النهار، لم يبق من مصر غير العلم، فالعسكر تجبر، وصار على بدل مع – على الشعب وليس معه – ، وأزهر ماتت شهامة العلم والحكمة منه، ولم يعد سوى بناية تشهد على قوم مروا من هناك …
العراق العريقة، ليست بأفضل من سابقتها، مجموعة من الطوائف، تفجر وتهدم المساجد والمَعـابد و الكنـــائس، بـــاسم الدين للأسف، حتى يتمنى الواحد أن لو كان ملحدا لا محل للعبادة له !
ونفس الأمر يجري على اليمن، ليبيا، سوريا … كل العمران قد تَهدم، والطبقات السامية تظهر من جديد، لتعيش في أوكار من ذهب، والشعوب أو العامة، لا قيمة لإنسانيتهم، غير أن يموتوا بالحروب، وتباع كرامتهم بأبخس الأثمان.
العجيب في العالم العربي، هو أن هناك أنـاسـًا يَبيتــون بـــالشوارع، و كلابـــا على الأرائك بـالبُيـوت الفَخْمضة !
من العبث، أن يكون نفس الطريق الذي وصل به الرئيس اليمني للسلطة، هو الذي وصل به الرئيس المصري محمد مرسي، فيقبل العرب الرئيس اليمني و يـرفضـــون الـــرئيس المصري، إن هذه لفوضى، بل أكثر من هذا أن يحاكم الرئيس الشرعي لمصر، بـ 20 سنة سجنا، ليتطور الأمر إلى حكم بالإعدام، والكل ساكت، عدا أقليات قليلة من أفراد الشعوب هي من خرجت للشارع لتندد، وأطرف ما رأينا في هذا، هي لافتة رفعها بعض شباب مصر، مسجل عليها (القضاة ثلاثة، اثنان في مصر وواحد في الجمة).
يــأتي هذا بعد مهزلة لا تحكى، خرافة ما سمي بعاصفة الحـزم ، بلـغة أخرى، الحـــرب القومية الطائفية العنصرية، برأيي الشخصي الذي لا ألزم به أحـدًا طَبْعـــًا، أن ذلك مجرد “قَلْت الشْغُـولْ” ! إذ لم يبق للمسلمين صورة محترمة، عدا التقتيل والدماء، أي عقل هذا الذي يقبل ان يقتل أبناء الأمة الواحدة بعضهم بعضا ؟ أمة كفرت بكل آيات الأخوة والترابط، وأولت النصوص لصالح الحرب ! سموها بحرب على الخوارج، استحياء من أن يقولوا حرب على الشيعة، وقتال إخواننا الشيعة، من طرف إخواننا السنة، مذلة، وما هكذا تحل الأمور !
الكل يقول لا إله إلا الله الله أكبر، ثم ينفذ، والكل يكتب على قبره بمداد الذل القومي، شهيد، حاش لله أن يكون الشهيد من قاتل أخاه المسلم فقتله (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار).
سنة، شيعة، كلنا إخــوة، إن فـرَّقَتْنـا عَقـائـد، فقد جَمعتنـا أخــرى، و رحمــ الله الحسن الثـــاني، الذي أعطى للعالم صـورة الأخـوة، في افتتاحه إحدى الجلسـات بقــراءة سورة الفاتحة جمـاعـة ، وفــي دلالات شتَّـى، فمهما فـرقتنا المصالح والسياسة، هناك قواسم مشتركة تجمع الشمل.
أحلم أن لا يقبضني الله، حتى أرى المسلمين إخـوة ، مغسـولـة أطـــرافهم من دَنَس الطـائفية الخَبيـثة ، يتسابقـــون في إبـداع الحضـــارة، لا في اقتسام الأشلاء البشرية.