زاباتيرو: المغرب “دولة مفتاح” في مجال مكافحة الإرهاب
جريدة طنجة -مهدي الحبشي ( اليوم24)
الثلاثاء 26 ماي 2015 – 12:18:31
وكان زاباتيرو قد أطلق مشروعاً طموحاً تحت لواء الأمم المتحدة سنة 2004 سمي بـ”مشروع تحالف الحضارات”، وجاء المشروع في سياق تعرض اسبانيا لهجمة إرهابية خلال السنة ذاتها. كما طرح فكرة التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين الدول العربية و نَظيراتهـــا الغربية لمحاربة الإرهاب، بخلاف مشروع “الحرب على الإرهاب” الذي أطلقه الرئيس الأمريكي جورج بوش، والذي رَكّـز على المُقـاربة العسكرية لحـل مشكلة الإرهـــاب.
و عَبّـرَ زاباتيرو الذي وصف نفسه بصديق المغرب، عن إعْجـابـه بهَذــا الأخير واصفـًا إيــّاه بالنــموذج الإسلامي المحترم والمنفتح على الحوار و نبذ التطرف، وهي القيم التي قـام على أساسها مشروع تحـالـُف الحضارات.
كما علق الزعيم اليساري الإسباني على المشروع الذي كان محـــور المحاضرة بالقول: “بعد تعرض بلادنا لهجوم 2004 الإرهابي من طرف إسلاميين متشددين، كنت حريصاً أن لا يتسبب الأمر في حفر هُــوة من الحقد والكراهية بين العالمين الغربي والعربي، لقد أردنا أن نقنع العالم بأنّـهُ لا وُجــود لعقيدة أو إله يدعمان العنف، إنما هنالك أشخاص سيــؤون”.
وأضاف أن السياسات الثقافية في إسبانيا منذ ذلك العهد تمحورت حول هذه الفكرة، وتم الاهتمام بنشر قيم التسامح والتعايش وترسيخ مفاهيم كونية كالديمقراطية وحقوق الإنسان، في المنظومتين الإعلامية والتعليمية في إسبانيا.
وأسهب السياسي الاسباني في الثناء على المغرب، من خلال سرد مجموعة من المعطيات تفيد تقيده بالعمل على محاربة التطرف، وقال إن المغرب “دولة مفتاح” في مجال مكافحة الإرهاب نظراً لموقعه الجغرافي الحساس، الواقع بين القارتين الأوروبية والإفريقية فضلاً عن العالم العربي الإسلامي.
مشروع تحالف الحضارات الذي أطلقه زاباتيرو بداية القرن الحالي بالشراكة مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تمحور حول 4 نقاط أساسية : التّعْليم و الإعلام و الهجـرة فَضْلاً عن قطــاع الشباب. وهي المجالات نفسها، حسب زاباتيرو، التي يركز عليها المغرب في سياسته الدينية والثقافية، وينشر عَبْرها قيم التسامح والتعايش. كما شارك المغرب في كل المنتديات التي عقدها الإتحاد المُنبَثق عن المشروع.
اختتم زاباتيرو كلمته كما بدأها بالحديث عن السلام والتعايُش، و قــال إن تـزاوج الثقـافـات و تعـايشها ينتـج حَضـارات قـويـّة ، وعلى غير المتوقع ضرب المثال على قوله بحقبة الأندلس الإسلامية، التي تحدث عنها بكثير من الإعجاب، وهو أمر غير شائع في إسبانيا؛ بحيث يعتبر الكثير من الإسبان هذه الحقبة بمثابة الكارثة التـّاريخية، ولا تزال تداعياتها ترخي بظلالها على نظرة الإسبان للمغاربة والعرب عموماً إلى اليوم. غير أن زاباتيرو أكد على كونها فترة تاريخية مهمة، ساهمت في إغماء الرصيد الثقافي الإسباني وفي الإشعاع الذي ستعرفه إسبانيا فيما بعد.