تكاليف إجراء مباراة واحدة في الملعب الكبير بطنجة تكلف ميزانية موسم كامل لفريق بالقسم الثالث
جريدة طنجة – عبد النبي بـورزين( حوار السبت )
الإثنين 25 ماي 2015 – 15:47:30
• قـال عبد النبي بورزين، الكاتب العام لعصبة الشمال لكُرة القدم، إن بُطـولـة العُصْبَـة قــابلة للتعرُض لسَكْتة قلبية في أية لحظة جراء أزْمَــة البنيــات التحتية التي تشكون منها. و أفـادَ المسؤول ذاته أن لجنة البرمجة تكْتـــوي بنـــار هذه الأزمة وتجد مشاكل في بــرمجة بطولة العصبة بالقسمين الثالث والرابع، وبدرجة أكبر في بطولة الفئات الصغرى ، ..
كيف ترى واقــع البنيات التحتية في منطقة الشمال؟
فيما يخُص واقع البنيات التحتية بالشمال فهي تعرف شبه منعدمة، بالمقارنة مع عدد الأندية المنضوية تحت لواء العصبة أو بعدد هده الملاعب بكل مدينة. فمدينة طنجة بامتدادها الجغرافي الكبير وعدد أنديتها الذي يفوق 35 فريقا لا يستفيدون إلا من ملحق الزياتن دو العشب الاصطناعي و بحصص قليلة. و لايرخص لمباريات فرق القسم الثالث أو الرابع إلا بعد انتهاء أنشطة مدرسة اتحاد طنجة أو برامج أخرى للفئات الصغرى لهذا الفريق، وحتى في أيام العطل المدرسية التي نعتبرها المتنفس الوحيد للفئات الصغرى لفرق العصبة التي تعج بالمواهب لا يتم الترخيص لنا باستغلال الملعب إلا بعد اللجوء لمساطر معقدة بسبب توفر اتحاد طنجة رخصة استغلال الملعب طيلة الموسم.
بــالنسبة للمَلْعب البَلدي بمرشان فهو مَمْنــوع على هذه الفرق و حتَّى على الفئات الصغرى. بل أصْبحَ الملعب قلعة مُحصنة خـاصة بقضاء مآرب أخرى. وأي طلب من العصبة لاستغلال الملعب يواجه بالرفض. أما الملعب الكبير فهو ممنوع على هذه الفرق، فتكاليف إجراء مباراة واحدة في هذا المركب تساوي الميزانية السنوية لفريق بالقسم الثالث .بالنسبة لمعب التحرير التابع لوزارة الشبيبة والرياضة الذي كان هو المعقل الوحيد لهذه الفرق بجميع فئاتها، فسيُحاسب الـتـّاريــخ من كان وراء إقْبـــار هذا الملعب .
فــــأين هي وزارة الشباب والرياضة مالكة هذا الملعب و دورها في إيجاد بَديــل لهُ على الأقل. أمــا بخُصــوص محــــور القصر الكبير العرائش ، فجميع أندية هذا المحـــور من فرق الهــُـواة و القسْم الثــالث و الـرابـــع فهي تجري مُبـاريـاتهــا بمَلْعَب العـــرائش الـــوحيد الذي يوجد بهذه المدينة. فيما تُعـانـي بــاقي فــِرق القصر الكبير من تأخر المصادقة على تسليم الملعب المدينة. كما أن فرق مدينة تطوان تضطر لاستقبال ضيوفها بأمسا او المضيق. و فرق العوامرة لاحول ولاقوه لها.
و رغم تَوجيهنا للعديد من الشِكايات والطَلبات لإصلاح ملعبها فلم نجد من مجيب لحد الساعة.
فكيف إذا تشتغل لجنة البرمجة في ظل أزمة الملاعب؟
بالنسبة للقسم الثالث يتم تقسيم الفرق إلى مجموعات من 8 فرق حتى نتمكن من إتمام البطولة في أواخر ماي ، وهدا ما يجعل لجنة البرمجة تضطر إلى اعتماد أسلوب التناوب بين المجموعات وتارة إلى الراحة أو إراحة اضطرارية لمعظم الفرق من أجل إجراء باقي اللقاءات المتعلقة بالمجموعات الأخرى.
وبالنسبة للقسم الرابع يتم تقسيم الفرق إلى مجموعات من أربع فرق تتبارى فيما بنها بنظام المداورة حين يتم زيادة ساعة في التوقيت المغربي أي أن بطولة القسم الرابع مرهونة بساعة إضافية حتى تتمكن من إجراء المباريات وسط الأسبوع. أما بطولة الفئات الصغرى التي تعتبر مستقبل كرة القدم فلم نجد حلا لمشاكلها. فنضطر في آخر الموسم لإجراء مباريات إقصائية لتحديد بطل العصبة. مما يؤثر سلبا على مستوى تكوين اللاعبين وتنعدم بذلك فرصة إبراز المواهب لكي يستفيد منهم الفريق الأول بالمدينة وباقي فرق المنطقة.
وهنا يكمن السبب الحقيقي في تَواضع فِرَق الجهة في بطولة الهُوَاة و عَوْدتهـــا السريعة لبطولة العُصْبة بسبب قِلّة المُبـاريـــات في بطولة القسم الثالث جراء انعدام الملاعب لإجراء المباريات الرسمية، فما بالك بالتداريب اليومية بالمقارنة من أندية العضب الأخرى.
هل من قراء لعدد ملاعب العصبة وأنديتها؟
دون الحديث عن بطولة الميني فوت، فباقي الأندية التي تمارس كرة القدم (11) المنضوية تحت لواء العصبة يصل عددها إلى 71 فريق.
ويصل عدد الممارسين 4129 ممارس. وبالنسبة لملاعب الفرق الممارس في النفوذ الترابي لعصبة الشمال عددها 12 ملعبا. الملعب الكبير والملعب البلدي بمرشان وملحق ملعب الزياتن، وجلهم متاحين لاتحاد طنجة فقط. وملعب سانية الرمل والملاليين بتطوان، يتحكم فيهما المغرب التطواني. وملاعب البلدية بأصيلة، المضيق، الفنيدق، شفشاون، العرائش القصر الكبير ووزان، والقروي بكلا من العوامرة وأمسا. وجل هذه الملاعب يشكو خصاصا على مستوى الأرضية أو المرافق.
هل طرقتم أبواب الجهات المعنية لبحث حلول لهذه المشاكل؟
راسلنا جميع المسؤولين وعقدنا عدة اجتماعات وتبقى كل الوعود مجرد التزامات بدون تنفيذ. منذ مدة قصيرة راسلنا من جديد والي جهة طنجة تطوان، ورئيس الجماعة الحضرية لطنجة ورئيس مجلس جهة طنجة تطوان جهة من أجل عقد لقاء في هذا الموضوع لكننا لازلنا ننتظر الرد. عقدنا فعلا اجتماعات مع بعض هذه الأطراف، لكن الحلول تبقى غير واضحة لحد الساعة.
كما راسلنا رؤساء المقاطعات بمدينة طنجة الدين استقبلونا وأبدوا استعدادهم للتعاون مع الاندية في حدود مسؤولياتهم ، كدعم الأندية التابعة لتراب أية مقاطعة من المقاطعات الأربعة بالتجهيزات الرياضة. كما وعدونا بوضع سيارة الإسعاف بالتناوب رهن إشارة مباريات بطولة العصبة التي تجرى بطنجة، هذا في حدود إمكانيات هذه المقاطعات.
هناك حديث عن مَلعب بْنخلدون بطنجة و إمكانيات تخفيف العِبء عن الأندية، أين وصلت الإصلاحات بهذا الملعب، وهل من حُلول أخرى؟
بـالنّسْبة لـ مَلْعَب ابن خلدون فهو جاهز حسب بعض المصادر، لكننا كعصبة ننتظر ترخيص الجماعة الحضرية لوضعه رهن إشارة برامج العصبة. وإن كان ذلك جزء من الحلول. بالمناسبة ندعوا جميع المسؤولين المعنيين بالتدخل لتفعيل الرسالة الملكية حول الرياضة التي وضعت اليد على مكامن الخلل ووصفت النتائج بالهزيلة والمخيبة للآمال، وأرجعت سببها إلى عدم توسيع نطاق الممارسة واقتصارها على فئة محظوظة علاوة على الغياب الواضح والفادح في البنيات التحتية الرياضية، الذي يقتضي توفيرها تضافر الجهود من أجل وضع إستراتيجية وطنية متعددة الأبعاد وقادرة على سد هذا الخصاص بشراكة بين جميع الجهات الفاعلة والمتداخلة، ونخص بالذكر الجماعات المحلية والجهوية .