الدين يذاب
جريدة طنجة الورقية – حمزة الحسّاني بنطنيش ( دين ودنيا)
الجمعة 15 ماي 2015 – 16:43:02
كثر في أيامنا تدنيس صورة أهل الله، والعـارفين به، ومحاولات الحط من شأنهم، واللّعـــب بشخصياتهم عبر ألسنة إعلام فاسد مفسد، لا شغل له في شتى أحايين غير الخوض في ملفات تتطلب بحْثـًا علْميـًا مَحْضـًا.
كثيرون من رُواد الإعلام اليـوم، يخـوضـون في نبْش مَجــال الكـَرامات، التي يختص الله بها بعض عباده، هو أعلم بحالهم، وأدرى بما يستحقون، خوضا دون علم، أو أي إلمام بالموضوع، فهل يعقل أن يضحك إعلامنا السني من أمور هي من عقيدتنا ؟ ترى هل يجهل هؤلاء أن السنة يؤمنون ويقرون في عقيدتهم أن المعجزة للنبي والرسول، والكرامة للولي ؟؟ لعلنا نتفق جميعا، أن هذا الموضوع أتى النيل منه، من جهتين اثنتين، من مبالغات أهله أولا، ومن تنكيل خصومهم ثانيا، ومن الشر أن نبخس الناس أشياءهم، وأن نتهم عبادا لسنا نحن المسؤول عن مجازاتهم خيرا أو شرا ! فلماذا نتهم الناس ما دمنا نوكل أمرهم إلى ربهم أولا وآخرا ؟ إن ظللنا على هذا النهج، وتشبثنا بفكرنا الذي يتمتع بنوع من التطرف، سار مجتمعنا الصغير والكبير، دون أن أبالغ نحو مجتمع لا متدين ! إذ نرى جميعا تخلف كثير من الناس عن المساجد، و الـزوايـا ، و مَقــامات الذكر عـــامة، لا لشيء يعللون به أمرهم، غير دَعـــاوى فاسدة، من مثل: (زعما مخطية فالصلاة – كيصليو ويخرجو يهدرو فـالنـّاس…) وهلم فتاوى شيطانية، تلقنها أجيالنا الصاعدة لبعضها البعض، دون نقاش أو تحليل، وإنه لمن المؤسف أن نخرج من الجمعة فنجد من تخلفوا عن الصلاة، صغارا وكهولا وكبارا… ليس الذنب كله عليهم، ولكنا نتقاسم معهم كثيرا منه، بتحملنا رغما عنا مسؤولية التوعية والتبليغ (بلغوا عني ولو ءاية) (لا خير في قوم لا ينصحون ولا يستنصحون).
إننا جميعا نتحمل مسؤولية الدفاع عن دين الله، من مسجد، و زاوية، ومجلس علمي، ومجتمع مدني كـافـة، حتّـى لا يَزيـغَ أبْنــاء أمتنــا عن نهج ربّهــم، أو على الأقــل لا يقدحوا في أمور هي من الدين حَتْـمًـا.