الحكاية ذْ الطلبا (2)
جريدة طنجة – محمد وطاش ( Textes Arabes de Tanger )
الإثنين 04 اماي 2015 – 15:02:12
أرى لنا دابا للطلبا مناين جلسوا يتعشوا، كايجي الطالب الصغير كاينزل الطاجين والخبز والمعارف، وكايجلس البرادة ذالما قدامو، والشماعة ف يدو. الطالب الكبير، كايبدا يختار المعارف اللي فيها اللحم، كايكبها ف الطاجين ، كايجوا هما كايقولوا لو: «وهذو المعارف اللي ما فيهم شي اللحم على اش خليتهم»، كايقول لهم: «يا وذي حتى نكملوا هذا اللحم اللي ف الطاجين والبطاطة، ونرجعوا الي لهم»، كايقولوا لو: «يك ف كرشنا ماشي يكون كل شي»، كايقول لهم: «أيه»، كايقولوا لو: «خلط كل شي ناكلوهم مخلطين»، كايجي هو كايخلط كل شي، كايخلي غير الطعام، كايقربوا هما، كايكسروا ذيك الخبز كاملة، كايقول هو: «بسم الله آ الطلبا»، كايبدوا ياكلوا المرق والخبز، مناين كايشوفهم ذيك الطالب بغوا ياكلوا اللحم، يقول لهم: «بسم اللهوا ف اللحم»، وإذا شي طالب مد يدو قبل ما يقول «بسم الله» ف اللحم، كايبدوا عليه بالتقاريق والكمارة، ويضربوا عليه المعاني، كايقول واحد الآخر: «آسي الطالب ما عندك خبر، راه كاينة اليوم واحد الليلة ذعيساوة إذا شهوتك تمشي تتفرج ف واحد خينا فراس..»، وكذا من مرة حتى، كايدركوا ينوضوا يتصيطروا عليه.
ومناين كايكملوا بالماكلة ذالطاجين، كايبدوا ينزلوا الطعام، أش حال ما كانوا ذالمخافي عندهم واحدة من ورا واحدة، كايقول لهم الكبير فيهم: بسم اللهوا ف الطعام آ الطلبا»، كايبدوا ياكلوا كل واحد منهم كايدخل زوج ذالاصابع ف وسط الطعام، وكايتبع من وراهم الاصابع آخرين اللي يشوفهم يقول: «كايكلوا بزوج ذالاصابع»، وهما كايدخلوا بالزوج ويخرجوا بالخمسة، وكل واحد كايطلع واحد اللقمة قد ما مايلها، وكايبدا يكور فيها حتى كاترجع ف حال اللحينة، وكايصيفطها لسلطان الحلاقم، ما تسمع غير سرطان بلا مضغان، وإذا اعمى الله شي واحد فيهم وزهق لو الطعام ف حناجرو، وكايبدا يسعل ما كاينفعو غير ينوض واقف باش مايسعل شي على الطلبا، ومناين كايغرق الحفرة اللي قدامو، كايبدا يهدم ف الطعام من فوق، وكايعمر ف وسط الحفرة، وكايبقوا هكذاك حتى كايلحسوها، وعاود ثاني كايجيبوا القاصعي ياخرين هذو من ورا حتى كايشلطوهم كاملين.
والقاعدة ذالطلبا إذا كانوا مجموعين ف حال شي موسم، والا شي زردة، الطلبا الصغار اللي ما زالين حتى ما حضروا شي شواربهم ما كايهذروا ما كايتكلموا، صاكرين مكونين ف حال بومقاص ف الزيت، وما كايهدروا غير الطلبا الكبار موالين اللحي الشلاغمية، موالين الطرابش ذالصوف معنكرين، واما ذيك الطلبا الصغار مساكن غير القبوب مدليين على وجههم ويدهم مدخلين تحت الجلاب ومحايزين الركن كاطعين. الزي وحتى إذا جاهم العطش ما يقدروا شي يشربوا حتى جغمة ذالما قدام الكبار، الطالب الصغير ذقمو ناشف قلبو، كايتقطع وهو صابر.
مناين كايجلسوا على السفيرة، كايجلسوا على ركبة ونصد، كل واحد بين فمو وركبتو اربعة ذالاصابع والبنان درجلو ما كايظهروا شي، وإذا كانوا كايظهروا وشافو شي طالب آخر كايزكي عليه «آفلان ذيك الناس راهم كايظهروا»، إذا كان آخر كايفهم، كايبدا بادي عينو مع رجلو اللي كايصيب رجلو عريانين، كايغطيهم وإذا ما كان شي كايفهم، وما غطاهم شي كايدوروا فيه الطلبا كايقولوا: «آسي الطالب الغشيم معنا»، كايجي آخر كايادي عينو كايقول: «آش اخبارني»، وآخر كايقول لو: «يا ودي الغشم معنا»، كايجي الكبير ذيالهم كايقول: «التفالس بزاف»، كايقول الآخر: «صابها وصابتو»، عاد كايفهم راسو ذيك اللي رجلو عريانين، كايبدا يغطيهم بالشويش كايجي ذيك الكبير ذيالهم، كايدور ف الطلبا، كايقول لهم ذيك اخينا عاد ضربت فيه وسرحت.
واحد النهار، كانوا تجامعوا الطلبا على السفيرة، وكانت خمسين طالب ف ذيك الجامع هما كيف قالوا بسم الله ف ذيك الماكلة، واحد الطالب حمزاوي فلتت لو واحد الحزقة سمعوه الطلبا، وطلقوا ضحكة واحدة كاملين ذيك الطالب مسكين حشم مع الاخرين داروا ببعضهم وبدوا، كايقجموا عليه واحد كايقول لو: «هو طيح النصف ف الجامع»، واحد كايقول لو: «أرى نقلبوا عندك تكون القرطاسة وغلت لو»، آخر كايقول لو: «عندك يكون الزناد تهرس لو» والآخرين كايقول: «عندو البارود الإنكليز والمدفع صاين، ضربت ف الحايط ذالجامع، وخرجت» وكلها واش كايقول جا وحاد الطالب خرج من الجماعة وجاب واحد القصبة وعلق فيها واحد السبنية وبدا كايقول:
الحزاق في الجماعة
ربي يخزيه…
ذيك الطالب مسكين اللي اقاها حشم وكان جبر الارض وكان شَقْها، ودْخل فيها لكن ما عندو قدرة غلبت عليه نفسو والحشومة…
(يُتبع) الجُزء الأول