أمين بنهاشم : المُدرب تحميه النتائج وليس الجمهور، وتيفو هيركوليس سيبقى في القلب

هددت بالاستقالة في لحظة كان فريقك في الريادة. ما هي الأسباب ولماذا هذا التصرف في تلك اللحظة بالذات؟
لأنني كنت أرى من الصعب دخول مرحلة الإياب والفريق يحارب و غير محمي ويعيش تشويشا. وهذه أمور لست لوحدي من يتحدث عنها. الجميع يعلم بهذا بما فيهم الجمهور. وحتى على الصعيد الوطني، الجميع يعلم أن اتحاد طنجة عاش مشاكل وأزمات على مدار سبع سنوات. الفريق ارتبط خلال هذه المدة مع أكثر من 20 مدرب، أكثر من 240 لاعب، بسبب التشويش وانتشار المشاكل. والفرق هذه السنة أنني تجرأت للحديث عن هذه المشاكل وصرحت بها، وهذا ما عجز الآخرون عن فعله. لأنني كنت أخاف عن هدم ما بنيناه بمجهودات كبيرة من أجل بلوغ الهدف الذي حققناه بعدما كان البعض يحاول عرقلة هذه المجهودات وتحقيق هدف الصعود. والفضل يعود للجمهور والمكتب المسير، وبعض الصحافيين النزهاء الذين ساهموا في حماية الفريق وفسحوا لي المجال لأتمام مسيرتي إلى أن حقت الهدف.

انخرطت في فصيل هيركوليس، وهذا أمر نادرا ما يحدث بين مدرب وجمهور. البعض اعتبر المبادرة وسيلة لكسب عطف الجمهور وتوفير الحماية لنفسك. ما هو ردك؟
أي مدرب في العالم بأسره تحميه النتائج. صحيح أن احترام فريد يسود بيني وبين الجمهور الطنجاوي، ولكن إذا لم تكن هناك نتائج سأكون بدون شك مطالب بالرحيل، وربما بلباقة في ظل الاحترام الذي يجمعنا. لكن أن يحميني هذا الجمهور في غياب النتائج، فهذا أمر غير مقبول. تربطني علاقة ود واحترام بالجمهور الطنجاوي، أحترمه أكثر لأنه ربما الوحيد الذي ضحى مع فريقه في اللحظات العصيبة وفي الأزمات. الجمهور الذي كان يملئ مدرجات الملعب بأكثر من 30 الف متفرج لتشجيع فريق كان ينافس من أجل عدم النزول للهواة. لهذا أقدر هذا الجمهور و أحترمه لأنه يستحق هذا الاحترام. وهذا ما دفعني للانخراط في فصيل “إلترا هيركوليس”.

خلال الميركاتو الشتوي لم تقم بانتدابات كبيرة، هل يعني هذا أنك كنت مقتنع بالتركيبة التي يتوفر عليها الفريق، أم أن المشكل المادي لم يسمح للفريق بانتداب أكثر من ذلك؟
ختمنا مرحلة الذهاب برصيد 36 نقطة، كانت تفصلنا 14 نقطة لبلوغ 50 نقطة التي تسمح لنا بالصعود. وكنت واثق بأن التركيبة التي كنت أتوفر عليها باستطاعتها جمع 14 نقطة من المباريات المتبقية. لهذا قررت عدم جلب أكثر من لاعبين للحفاظ على الاستقرار الذي يعيشه الفريق والتركيبة التي انطلقت بها. سيما أن حتى مستقبلي مع الفريق كان غامضا بخصوص الاستمرار مع الفريق أو عدمه. لذا انتدبت لاعبين فقط حسب الخصاص الذي كنا نشكو منه، وأعطوا إضافة للفريق. وهذا كان قراري الشخصي في حجم الانتدابات الشتوية.

حين كان الجميع يجمع أن اتحاد طنجة أكبر مرشح للصعود، كنت ترفض ذلك وتصرح أن فريقك بعيد عن ذلك.
هل كان مجرد تمويه لتبعد اللاعبين عن الضغط، أم كنت تنظر لأشياء أخرى كانت خفية؟
إذا عدت للتصريحات الرسمية بخصوص مصير اتحاد طنجة وطموحاته في البطولة طيلة السبع السنوات الماضية، تجد الجميع يصرح في بداية كل موسم بأنه سينافس على الصعود فيحدث العكس. لذا قررت هذا الموسم أن أبعد الفريق عن الضغط بالحديث عن طموح ضمان مقعد للفريق بالقسم الثاني ثم نرى ما سيحدث بعد ذلك. هكذا نحرر حتى اللاعبين من الضغط. والحمد لله أن الطريقة أعطت أكلها.

كيف تعاملت مع اتهام زميلك المريني لفريقك بشراء الحكام؟
تلك التصريحات تخص المريني لوحده. من جانبي أظن أن المريني ربما كان في حالة قلق حتى تلفظ بذلك. ولا أعتقد انه سيشكك في نزاهتي ولا في نزاهة فريق اتحاد طنجة، أكيد أن النرفزة دفعته للحديث بهذا الأسلوب.

هل ستستمر مع اتحاد طنجة في الموسم المقبل؟
لدي مشروع جاهز وواضح كي أستمر مع الفريق، فلحد الساعة لم يجالسني المكتب المسير. ويوم يجتمع المكتب معي ويفاوضني، كما قلت أنني جاهز بمشروع واضح، وأظن أن أي مدرب يمكنه أن يضحي حتى إن كانت هناك ضائقة مالية، سيما من أجل إسعاد الجمهور الطنجاوي الذي يستحق فريقا كبيرا بالقسم الأول.

هل ترى التركيبة الحالية قادرة على مقارعة أندية القسم الأول في ظل الحديث عن شروع المكتب في انتداب لاعبين جدد؟
لم يكن هناك أي تصريح رسمي من المكتب المسير بخصوص قيامه بانتدابات تحضيرا للموسم المقبل. فقط كانت أخبار تأتي من الشارع وعبر بعض وسائل الإعلام. لكن كان لذلك تاثير على نفسية اللاعبين الحاليين وهم في مراحل البحث عن ضمان الصعود مع الفريق. وهم لاعبون محترفون، يشتغلون مع الفريق بعقود، ومن حقهم كسب الاحترام والتقدير على المجهود الذي بذلوه بذل التشويش عليهم بتلك الأخبار المستفزة. لا أرى عيبا في انتداب لاعبين جدد، لكن يجب اختيار الظرف المناسب للحديث عن ذلك. وطرحت حتى أسماء بعض المدربين، ومن الأليق على الأقل احترام الأشخاص الذين يشتغلون في الظرف الراهن.

هل يعني هذا أن المكتب المسير لم يكن له الحق في التبكير بالانتدابات؟
نرى فرقا في البطولة الاحترافية يحرز اللقب وتنتدب لاعبين في الموسم الموالي، فما بالك فريق صاعد من القسم الثاني. نحن في حاجة إلى انتداب لاعبين، لكن ذلك يتطلب التريث وتحكيم العقل. بالنسبة لي إذا كنت سأستمر مع الفريق فلن أسمح لأي لاعب بدخول اتحاد طنجة بدون استشارتي وموافقتي. هذا هو شرطي الأول والأساسي. لأنني حين منحني المكتب الصلاحية في الانتدابات، جلبت لاعبين أعطوا نتائج للفريق. أنا الأقرب من الفريق ومن اللاعبين. أعرف إمكانيات كل لاعب، وما هو مطلوب مني، والطريقة التي يمكنني نهجها في اللعب. إذا فأنا المسؤول عن الانتدابات مثلما كنت في بداية الموسم الجاري.

هل من سؤال كنت تود أن أطرحه عليك ولم أقم بذلك؟
أتساءل لماذا يوجد أناس فقدوا ثقتهم في الفريق. أنصح هؤلاء ليثيقوا بفريقهم، سيما أنه دخل البطولة الاحترافية ولا مجال للسماح له بالعودة من حيث أتى. فعلى الجميع أن يتجند ويساند الفريق ليحقق نتائج إيجابية ويصبح من الفرق الكبرى حتى ينافس على الألقاب.