فنُّ المَلْحُـون (6)
جريدة طنجة – مصطفى الحراق (الملحون)
الأربعاء 22 أبريل 2015 – 10:45:02
وانطلاقا من أهمية هذا الموروث الثقافي الأدبي والفني، ولتعميم الفائدة سنحاول في هذه الحلقة مواصلة الحديث عن مصطلحات فن الملحون كما حددها الباحث المختص الدكتور عباس الجراري في 300 مصطلح مما يبين ثراءها وغناها، ومن بين هذه المصطلحات نجد مصطلح “لخصام” ويطلق على قصائد المحاورة، ومصطلح “الخلخال” يبين الناظم فيه بعد وصاله بالمحبوبة يقدم لها تذكارا لتخليد تلك اللحظات، وغالبا ما يكون التذكار إما دملجا أو خاتما أو خلخالا، إلا أنه يضيع له فيأخذ في البحث عنه إلى أن يجده، والنمودخ نسوقه من قصيدة عبد السلام الزمزمي القصري، وتقول حربتها.
خلخال يامنا تفكيرا خلاتو امش لي
عجى افيومتو في اوتقول أراه ما نقول
أما مصطلح “لخلوق” فيطلق على قصائد يتناول فيها الناظم سيرة مولد رسول الله (ص)، نمودج قصيدة الشاعر الغالي الدمناتي ويقول في حربتها.
ابديت باسم المولى نعم الغني الستار
باسمو نستفتح يا صاح في شعاري
“الخمرية” مصطلح من مصطلحات فن الملحون التي يكون موضوعها الخمر، والخمارة عنوان لبعض قصائد الخمريات مثل التي يقول التهامي المدغري في حربتها.
كنت امهني اسليم ما نعرف ياخماري كاس أولا طاسا أو لا خمر
ولا ندري اشروطها فحضرت الخمارا
مصطلح “الخماسي” أم “خامس لشطار”، ويطلق هذا المصطلح على وزن المبيت الذي يتكون البيت فيه من خمسة أشطر، ومن قياساته ما جاء به الناظم الحاج ادريس علي في قصيدته “أساداتي اولاد طه” حيث يقول القصيدة :
أسادتي اولاد طه برضاكم عالجوا الحال
ياناس الجود ولفضال
أنا فعار للافاطما الزهرا الطاهرا
ونظام القافية في هذا الوزن يسير غلى شطلين، الأول بقافية واحدة في كل شطرالبيت مع اختلاف في الحركات، والثاني غير ملتزم بذلك.
مصطلح “اخياطا” ومعناها عند شخراء الملحون بسرقة معاني الغير، و”الخياط” هو الشاعر الذي يسرق معاني غيره ويضيفها في أبياته الشعرية، ويربط فيما بينها ويطلق عليه أيضا ب “السلاخ“.
“امدبرا” وهو مصطلح، ويقال عند شعراء الملحون ب “اسجيا امدبرا” أي شعر غير ناضج أو مكتمل، ومن أمثلة أهل الملحون “اخياطا مزيانا احسن من اسجيا مدبرا”.
ومصطلح “الدخول” ويقصد به أولا، التمويلة التي يقدم بها لقصائد مكسور الجناح والسوسي، باستثناء الحراز مثل ( يانا يا سيدي ) و (هو يا سيدي).
والثانية، يقصد به الشطر الذي يستهل به القسم في بحر مكسور الجناح.
ثالثا، يقصد به الأبيات الأولى للسرابة.
رابعا، يقصد به مطلع القصيدة التي تجيئ بعدها الحربة ثم الاقسام، وفي الغالب يستهل بالبسملة، أو الخطاب، يوجهه الشاعر لنفسه أو غيره.
“الدربلة” أو “المرقعة“مصطلح تطلق على القصائد التي تتنوع فيها القافية، وتعرف أيضا ب “المرشوش” و “العزرودة”.
مصطلح الدرج في الملحون وهو ميزان موسيقي، كما هو في الموسيقى الأندلسية.
“الدريدكة” وهو مقطع تختم به بعض القصائد، ويتضمن عادة ما اعتاد الشاعر تضمينه في القسم الأخير من قصيدته مإسم الناظم، أو التصلية على النبي المصطفى، أو الدعا للمشاييخ والعلماء والمنشدين، أو هجو الخصوم، وكذا تاريخ النظم القصيدة، وأما من حيث القافية فإمها تأتي موحدة في جميع أبيات “الدريدكة”، وقد تكون كذلك غير موحدة، ةقد تكون ملائمة مع قافية القصيدة وقد لا تكون، وأحيانا تكون على حرف واحد كما نجدها في “السوبرحات”.
“الدراع” مصطلح من مصطلحات فن الملحون، ويطلق على الذكر وخاصة عند طوائف “احمادشة” وقد برز في هذا اللون الشاعر الكندوز، وحسب ما ذكره الباحث الدكتور عباس الجيراري أن الناظم والشاعر الكندوز هذا كان لا يعتقد في الطائفة الحمدوشية، ولا غيرها من الطوائف الصوفية الأخرى، وكان للكندوز ولد ينتمي لحمادشة، ذات يوم رآى ابنه يسير في استعراض هذه الطائفة وهو في حالة من الحماسة والجدبة، فانقض على ولده وأخرجه من الصفوف، محاولا منعه، فأفلت منه الولد بطريقة أصابت ذراع الكندوز، التي ظلت منتفخة ومتقيحة إلى درجة تفوح منها رائحة العفن، مما أضطر الناس أن يعتزلوه لشدة الرائحة الكريهة التي تنبعث من ذراعه، وذات ليلة جاءه مؤذن جامع الحي يزوره، وكان هذا ينتمي للطائفة الحمدوشية، فضرب المؤدن على ذراع الكندوز فشفي على الفور، الشيئ الذي جعل الكندوز يتراجع عن رأيه في هذه الطائفة، وبدأ ينظم القصائد الحمدوشية.



















