طنجة في برلين آثار ألمانية في طنجة والمغرب
جريدة طنجة – عزيـز گنوني
الإثنين 20 أبريل 2015 – 16:10:22
و يَنْـدَرجُ هَذا المَعْرض ضِمْنَ أنشطة أسبوع المغرب بألمانيا المنظم من طرف الجمعية المغربية ألمانية، بشراكة بين الوزارة المكلفة بشؤون المهاجرين وسفارة المغرب بألمانيا . و يهدفُ إلى إبــراز ذاكرة مدينة طنجة في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وتأكيد أهمية الحضور الأماني بطنجة التي كانت تعتبر عاصمة دبلوماسية للمغرب وبوابته نحو التعالم.
ويُقَدّمُ هذا المعرض من خلال 68 لوحة من الحجم الكبير عددا كبيرا من الصور والوثائق التاريخية والمقالات المنشورة بعدة صحف ألمانية وفرنسية ، لمحة تاريخية عن الحضور الألماني بالمغرب في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية والتعاون العسكري بين البلدين في مطلع القرن التاسع عشر كما يؤخر لبداية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في سنة 1873،
ويأتي هذا المعرض نتيجة لجُهــود مُتواصِلَة طِيلة سبع سنوات من البحث والتنقيب عن الوثائق وجمع المستندات التي تؤرخ للوجود الألماني في المغرب ، بذله الباحث الألماني هانز يواكيم تيشليدر Tischleder المقيم بطنجة منذ أزيد من عقدين. وقد أصدر كتابا يضم كل محتويات المعرض.
وفي كلمة بالمُناسبة ، أكد سفير المغرب بـألمـانيـا عمر زنيبر ، أهمية تعميم ونشر التراث التاريخي للعلاقات القائمة بين المغرب وألمانيا بهدف تقريب لجمهورية ألمانيا الاتحادية من الحقائق التاريخية للمغرب كأمة عريقة حافظت على الدوام على علاقات متميزة مع القوى الأوروبية الكبرى وعلى رأسها دولة ألمانيا الصديقة. وأشار زنيبر إلى أن المغرب يشكل مفترق طرق تاريخي وجغرافي وأيضا صلة وصل بالنسبة لأوروبا في علاقاتها مع القارة الأفريقية، والمنطقة العربية والشرق الأوسط.

من جانبه قدم السفير فولكمار فو شتوكر الذي له جذور في المغرب حيث عاش جده وجده الأكبر في مطلع القرنين 19 و20 ، لمحة عن المسار التاريخي لمفوضية الإمبراطورية الألمانية في طنجة ما بين 1873 و 1914 ، والتي أغلقت إبان الحرب وكذا عن الرحلات التي قام بها مثقفون ألمان وعائلات ألمانية وتجار إلى المغرب حيث تركوا بصمات واضحة.
وكان هذا المعرض قد أقيم بمدينة طنجة ، السنة الماضية، بمبادرة مشتركة بين الجمعية المغربية الألمانية ومعهد غوته بطنجة والمعهد الاسباني بهذه المدينة حيث شكل فرصة هامة بالنسبة للزوار من أجل الاطلاع على الحمولة التاريخية الكبيرة لمجموعة اللوحات والوثائق المعروضة وعددها 68 والتي توثق للوجود الألماني بطنجة منذ النصف الثاني للقرن 19 وللعديد من الأحداث المرتبطة بالحضور السياسي والدبلوماسي والثقافي الألماني بطنجة، التي شهدت انطلاق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ترجع العلاقات المغربية الألمانية إلى بداية القرن السادس عشر، حين حصلت هذه الدولة على رخصة من سلطان المغرب على إقامة تمثيليات تجارية ألمانية في بعض الموانئ المغربية. ومع تعزيز علاقات التبادل بين البلدين، تم إبرام اتفاقية تجارية بين البلدين، بداية القرن التاسع عشر، وبالضبط سنة 1802.
وقد صاحب نمو العلاقات التجارية بين المغرب وألمانيا تزايد اهتمام الألمان بالمغرب، حيث تعددت الزيارات الاستكشافية لهذا البلد الذي كان يتمتع باحترام القصور الملكية والحكومات الأوروبية وكان لهذه الزيارات السياحية أثرها الكبير في التعريف بالمغرب لدى الألمان بما حمله السياح الألمان من أخبار عن ثقافة المغرب وما نشروه من ذكرياتهم عنه .
من ذلك كتاب الدكتور جرهارد ورلفز، الذي نشر سنة 1873 عن رحلته الأولى إلى المغرب في إطار بعثة طبية ألمانية.
وسرعان ما أثارت أخبار المغرب اهتمام القيادة الألمانية التي سعت إلى فتح قنصلية ألمانية بطنجة ، وكان ذلك على عهد السلطان الحسن الأول حيث عرض القنصل الألماني كوليش مساعدة ألمانيا في تأسيس جيش مغربي نظامي وتزويده بالعتاد والقيام بإصلاحات تهم البنيات التحتية من سكة حديدية ومواصلات تليغرافية وغيرها.
وفسي سنة 1878 قرر المغرب فتح قنصلية مغربية بألمانيا ما ساعد على تزايد العلاقات التجارية بينما بدأت تتضخم المصالح الألمانية بالمغرب وحاجيات هذا البلد إلى مواد مصنعة ألمانية ومنها السلاح لتحديث جيشه.
وتم إبرام اتفاقيات تجارية جديدة بين المغرب وألمانيا كما قرر المغرب إرسال بعثة عسكرية مغربيى للتدريب على السلاح الألماني الجديد، على أن أول معاهدة تجارية مغربية شاملة تم إبرامها في فاس سنة 1896 بإيعاز من السفير الألماني تاتانباخ الذي قام بدور بارز في الدفع بالعلاقات التجارية المغربية الألمانية إلى مزيد من النمو والتوسع.
وتود هذا المجهود بــالزيارة التـاريخية التي قام بها الأمبراطور الألماني فيلهلم الثاني إلى طنجة سنة 1905 بهدف التعبير عن وقوف ألمانيا ضد الأطماع الفرنسية والأنجليزية حول المغرب ومناصرته لسيادة السلطان و وَحْدَة بــلادهِ واستقلالها.