“شيخ المالكية” .. العلاّمة محمد التاويل في ذمة الله
جريدة طنجة
الثلاثاء 07 أبريل 2015 – 10:11:01
وكانَ الفَقيد يَرقـدُ بــإحْدى المَصحّـات بــالعاصمة العلمية للمملكة، لإصابته بوعكات صحية ألمت به، واستدعت في أكثر من مرة العناية اللازمة، وفق مصادر مقربة من الفقيد، فيما أثرت وفاته على تلامذته وطلبته و كذا المشايــخ ، لاعتبـارها كـانت مُفاجــأة في وقت ما زال فيه العلامة الراحل مستمرا في تأدية واجبه في نشر العلم وتلقينه.
و يَحْكي أحَد تَـلامذته، وهو عبد الله غازيوي، في تصريح لهسبريس، قائلا “كان الشافعي يقول لولا مـالك لضللتُ، و أنــا أقـولُ لولا التاويل لضللت، إنه الشيخ الكبير الأكبر لم أجد له مثيلا في العلم حيث كان مكتبة متنقلة”، معبّرا عن حزنه وحزن المقربين من الراحل الشديد لفراقه، مضيفا أيضا “العلامة التاويل كان ينشر علمه داخل وخارج المغرب ويبث السرور في صفوف طلبته وتلامذته”.
و يــُورد غَــازيوي، الذي لازمَ الرّاحل منذ 1995، أن العالم المغربي مصطفى بنحمزة شهد شهادة في حقه قائلا “ما رأيت عالماً مثله”، مضيفا أن علمه بلغ خارج المملكة، “كان العديد من العلماء المغاربة والأجانب يقصدون بيته، وفي الآونة الأخيرة زاره وفد من البحرين من أجل دراسة رسالة “أبي زيد القيرواني على يده لكنه أحالها علي لأن وضعيته الصحية لم تسمح بذلك”.
ويعد العلامة محمد التاويل، المعروف بـ”شيخ المالكية“، من أبرز العلماء المغاربة في العصر الحديث ومن أعلام القرويين، حيث تميز بغزارة علمه ووفرة ثقافته الفقهية، التي كان لها الأثر داخل المغرب وخارجه، فيما ظل مقترنا بالعلامة الراحل أحمد الغازي الحسيني، الذي تُوفي في مــاي 2012، وهو رفيق درب الراحل في العلم طَلبًـا و تلقينًا.
وحفظ العلامة الراحل، الذي ينحدر من عين باردة بــإقليم تـاونـــات، القرآن وهو صغير، فيما تلقى بعد ذلك علوم النحو والفقه والفرائض وعلوماً أخرى، إلى أن التحق بجامع القرويين بفاس، حيث تعلم الفقه والتفسير والحديث والأصول والنحو والأدب والبلاغة على يد مشايخ كبار، مثل العلامة أبي بكر جسوس والعلامة امحمد العمراني الزرهوني والعلامة العربي الشامي والعلامة عبد العزيز بلخياط وغيرهم.
وحصل الراحل على “العالِـميَّـة” من جامـع القرويين بفاس عام 1957، والدكتوراه من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، كما عَمل أستاذا للتعليم العالي والفقه والأصول بجامع القرويين، إلى جانب كونه، عضوا بالمجلس العلمي وباللجنة الملكية الاستشارية لمراجعة مدونة الأسرة.