مركز مصري: هذه “مكاسب وخسائر” ضرب المغرب للحوثيين
جريدة طنجة
الأربعاء 01 أبريل 2015 – 15:43:45
وأوردَ الباحثُ المُتَخصّص في وَحْدَةِ التَحـــوُلات السياسية الداخلية، أحمد زكرياء الباسوسي، أن هذا العدد القليل من المقاتلات ينطوي على وجود دلالة رمزية للمشاركة، دون التورط بشكل كبير في الصراع، إذ يمكن أن يحقق المغرب عددا من المكاسب، دون أن تخلو من حدوث تداعيات سلبية وخسائر محدودة النطاق”.
وبخصوص المكاسب من مشاركة المغرب في “عاصفة الحزم“، أفاد الباحث بالمركز أنها كثيرة، من بينها حماية النظام الحاكم لذاته، من خلال تأكيد المملكة مشاركتها بهدف دعم الرئيس اليمنى الشرعي، عبد ربه منصور هادي، في مواجهة الميلشيات الحوثية غير الشرعية”.
واعتبر المركز المصري أن هذه المشاركة تعتبر “حصن أمان للنظام وكذلك في ملف قضية الصحراء، على نحو يجعل المشاركة المغربية في تلك الحرب باعتبارها جزء من حرب الدول في مواجهة الجماعات المسلحة ما دون الدولة”.
وثاني المكاسب، تبعا لتحليل المركز البحثي، تحجيم النفوذ الإيراني في الإقليم، باعتبار أن إيران تقدم كافة أنواع الدعم، سواء اللوجيستى، أو السياسي، أو العسكري لجماعة أنصار الله الشيعية، وبالتالي، سيطرة الحوثيين الشيعة على اليمن يعني هيمنة طهران عليها، بالتزامن مع اتساع النفوذ الإيراني في سوريا والعراق ولبنان.
وتابع شارحا بأنه “لم يعد أمام النظم السنية، خاصة المغرب، القائمة على نظام إمارة المؤمنين، والأردن التي يتمتع فيها العاهل بشرعية دينية، سوى محاولة تحجيم النفوذ الشيعي في المنطقة، وهو ما لا يمكن تحقيقه في حالة إحكام الحوثيين سيطرتهم على اليمن، لذا، بادرت الدولتان بالانضمام لهذا التحالف لإسقاط الحوثيين في اليمن”.
وثالث المكاسب، يضيف الباحث المصري، استغلال الحدث للتهدئة مع المعارضات الإسلامية في الداخل، مبرزا أنه في المغرب تعد حركة العدل والإحسان الإسلامية السنية أبـْرَز فَصائــل المُعارَضـة ، والتي تَرفُض بشكل قاطع حدوث أي تمدد شيعي ليس في المغرب، وإنما في المنطقة كلها”.
ويسترسل بأن النظام المغربي ـ كما الأردني ـ سيلقى دعما داخليا في تلك الحرب حتى من قبل التنظيمات والحركات المعارضة، وهو ما سيساهم في تَهْدئــة الأجْـــواء ولو نسبياً داخل تلك البلدان، ويخلق مساحة وسيطة بين النظم الحاكمة والمعارضات الإسلامية، يمكن اعتبارها نواه لمزيد من التفاهمات في المرحلة المقبلة”.
وزاد المركز المتواجد بالقاهرة مكسبا آخر يتمثل في تأكيد الشراكة الإستراتيجية مع دول الخليج، فالمغرب والأردن يسعيان منذ فترة للتقرب من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث وصل الأمر لوجود اقتراح بضم كل الأردن والمغرب لمجلس التعاون الخليجي، في مرحلة ما بعد حراك 2011“.
وأما الخسائر فوجدها المركز البحثي قليلة مقارنة مع المكاسب، ومنها أولا “إمكانية حدوث خسائر بشرية بين صفوف المقاتلين من الدولتين لاسيما بعد واقعة حرق تنظيم داعش الطيار الأردني معاذ الكساسبة، لكن يظل هذا الخطر محدودا إلى حد بعيد لاسيما مع انخفاض مستوى المشاركة المغربية والأردنية”.
وأما الخسارة الثانية، وفق المصدر، فتتمثل في تأثير هذا التدخل على مسارات علاقات المغرب والأردن مع إيران، موضحا أنه رغم بداية حدوث انفراجة في العلاقات بين الرباط وطهران، فإنه تثار تخوفات عدة بشأن حدوث تأثيرات سلبية على عودة العلاقات، سيما أن المملكة المغربية تحتاج بوضوح لمساندة طهران لها في قضية الصحراء.
Source D’image : globalaviationresource
* المصدر –هسبريس