لَو وَرّثتُموهُم !
جريدة طنجة – عزيز گنوني
الأربعاء 15 أبريل 2015 – 09:43:04
وفي هذا الشأن، يرى اليزمي أن على المغرب إدماج هؤلاء المهاجرين ، وجلهم سريون، ليصبحوا “متساوين” في المواطنة مع المغاربة ، من حيث الحقوق الاجتماعية والاقتصادية. أي نعم !!
بمعنى أن على المغرب أن يمكن المهاجرين الوافدين، يعلم الله من أي “طرّة“، من كامل الحقوق الاجتماعية والاقتصادية ، والاعتراف بحقهم في الاختلاف الثقافي، كخطوة على الطريق الصحيح في اتجاه اندماج حقيقي للمهاجرين الأفارقة في النسيج المجتمعي المغربي.
وحيث أن المجلس الوطني لحقوق الانسان يتبنى موقفا مساندا لمنح المهاجرين حق “المشاركة السياسية” فإن ادريس اليزمي اعتبر أن تمتيع هؤلاء المهاجرين بحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وإدماجهم إدماجا فعليا في المجتمع المغربي، يخولهم حق المشاركة السياسية في الانتخابات المغربية، كسائر المواطنين المغاربة !!!…
واليزمي لا يتحدث من باب “المقترحات” أو “المتمنيات”، بل انطلاقا من “حق” ثابت للمهاجرين الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء، بعد أن صادق المغرب على الاتفاقية الدولية للمهاجرين ووجب عليه الآن “تفعيل” بنود هذه الاتفاقية، على أرض الواقع !!!! ….
لمعلوماتكم، فإن جل الدول الأوروبية امتنعت عن المصادقة على تلك الاتفاقية التي تساوي بين مواطنيها ومواطني دول أجنبية يستفيدون من إذن بالإقامة ، حيث إن من شأن هذه المشاركة السياسية “إقحام” أصوات غير وطنية في صناديق الاقتراع، قد تحدث خللا في التوازنات السياسية الوطنية.
اليزمي تحدث أيضا عن “العنصرية” المغربية في اتجاه المهاجرين من أفارقة جنوب الصحراء وتأسف لوجود بعض مظاهرهذه العنصرية في المجتمع المغربي، مذكرا الغافلين بأن التنوع الثقافي هو “مصدر غنى للمغرب” المعروف أصلا بتنوع روافده الثقافية، كما أن الدستور نص على التنوع الثقافي للمغرب، “وهو ما يسهل عملية إدماج المهاجرين في النسيج الثقافي المغرب” ، ولكنه اعتبر أن أغنية “حك لي نيفي” التي جمعت شبابا مغاربة ومهاجرين، “تبشر بأن مستقبل إدماج المهاجرين بالمغرب، سيكون مشرقا” !…
مشرقا وسكتي ؟ !!!…..
الذي استمع إلى اليزمي وهو يلقي خطابه مُؤَخرًا في افتتــاح المنتدى السنوي للهجرة بالرباط، يقع في حيص بيص من أمر هذا الرجل، الذي لا نعلم عن أي المهاجرين يتحدث، وأي حقوق يعني، وأي مجتمع يقصد، خاصة إذا كان يعلم، كما يعلم جميع المغاربة أن الشعب المغربي لا زال “يناضل” من أجل حقوقه الأساسية، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأنه لا زال يفتقر إلى أبسط الضَمـانــات الأساسية للمواطنة ، في التعليم والصحة والعدل والسكن والنقل والخدمات الجماعية المتردية، وغيرها من المصالح الضرورية للحياة الكريمة. وما ذا يعني بالحقوق الاقتصادية، وهو يعلم أن “ظهر الحمار قصير” وأن البطالة ، خاصة “المثقفة” ثقافة عالية، لا علاقة لها بأرقام ونسب مندوبية التخطيط أو وزارة التشغيل …المثيرة للضحك ! وأن الحقوق السياسية لا نحسد عليها ، حتى صار “العزوف” سمة من سماتها ومظهرا من مظاهر فشلها !
اليزمي يَعْلَمُ ، أن المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء أحدثوا “قربلة” في مختلف المجتمعات التي ولجوها بسلوكات تتنافى وما جبلت عليه مجتمعاتنا من أخلاق وعادات. من ذالك التسول الـخانـق ، والسرقة ، والنصْب و الابتِــزاز و تـزويــر العُملات و تـَرْويــج المُخدّرات و مُمارسة الدّعــارة، والسكر العلني، واحتلال شقق بعد كسر أقفالها والاستيلاء على كل ما بداخلها، كما حصل في مجمع العرفان بمقاطعة بوخلف، وفي غيره من المجمعات السكنية، وهي حالات تداولها الإعلام الوطني على نطاق واسع، وتدخلت بشأنه السلطات الأمنية في عدد من المدن المغربية.
المَغــاربة يعْرفُــونَ حساسية الموضوع، و يفهمون التوجه الحـالـي للدولة إزاءَ إفريقيا والأفارقة ويثمنون السياسة الإفريقية الجديدة للمغرب، ويطمحون إلى أن يقع التعامل بالمثل بالنسبة للمواطنين المغاربة الذين يعيشون في بعض الدول الافريقية منذ عشرات السنين، في ظروف قانونية عادية، كأجانب مقيمين. ولكنهم لا يفهمون هذا “التدفق” الهائل لمهاجرين سريين أصبحوا يؤثثون الشوارع والأزقة ويقفون بأبواب الفنادق والمطاعم وبجوار المقابروالمتاجر، للتسول أو لأمور أخرى.
ولا مانع للمغاربة في أن يجعلوا من المهاجرين السريين والعلنيين أولوية في المشاريع الإنمائية فيمكنوهم من السكن اللائق ويفتحوا الفصول الدراسية في وجه أبنائهم، ويجدوا العمل لرجالهم ونسائهم، ويمتعوهم بالرعاية الصحية المجانية الكاملة ، حتى لا يبقى بينهم عاطل أو فقير أو مريض أو متسول….
وما علينا، نحن المغاربة، إلا أن ننتظر، في الطَوابير الخلفية ….
لأننا تعَودْنــا على انتظـار الذي يـأتي ولا يـأتــي …
وقد يأتي !!!!! ……