قصة من الواقع القاسي عندما ينهار مواطن مخلص
جريدة طنجة – محمد إمغران (قصة مؤلمة)
الخميس 30 أبريل 2015 – 11:15:09
وهو الأمر الذي لم يتوفق فيه المسؤول لأن أرض المشتل كانت في الأصل تابعة للأملاك المخزنية، فضلا عن أن جميع الأحكام كانت لفائدة المواطن محمد الزياني، قبل أن تعيد إدارة الميـاه والغـابـــات رفع دعـوى الإفـــراغ من جديد ضِدّه ، رُبَمـا بعـد تمكنهـــا من تحفيظ أرض المشتل، يشير المتضرر، وتمضي سنوات بعد ذلك، قبل أن يستيقظ، صباح الأربعاء 22 أبريل الجـاري على وقع قدوم عناصر القوة العمومية، فتم إفراغه من المسكن ورمي بعض أثـاثــه و أغراضـهِ ، فيمَا تَمّ إقْفــال البـــاب على أغراضه الأخرى، منها و وثـائــق وتلفاز و حــاجياته الشخصية كــالأدوية في الوقت الذي تعرض فيه للإغمــاء، نتيجة تـأثُره بـــالإفراغ، لاسيما وأنه مصاب بالأعصاب وداء السكري، حيث نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، وأي علاج؟
أكثر من هذا أنه رغم اشتغاله منذ سنة 1981، فإن إدارة المياه والغابات لم تصرح به لدى صندوق الضمان الاجتماعي، إلا سنة 1985، قبل أن تنفذ في حقه طردا تعسفيا سنة 1991.
وللإشارة، يشير المواطن محمد الزياني (54 سنة) أنّهُ وَطني حتَّى النُخــاع، إذْ شاركَ في المسيرة الخَضْراء ، تلبية للنداء الملكي السامي، وعمره آنذاك لم يتجاوز 14 سنة، ولازال إلى حد اليوم، يتذكر شَجاعته و قُوتـه الشبـابية وحماسه الوطني، غير أنه لم يتصور أبدا أن تكون نهــايته مأساوية بهذا الشكل، فــلاصحة ولاسقف سكن يستره ولا… ولا… هو في الحقيقة لا يطلب صدقة ، بقدر مــا يطالب بـــإنصافه والنظر إلى ملفاته الإدارية و القــانونية، بعين الاعتبار، لعلّهُ يُحس بــأن الـــوطن رحيم عند الشدائد، رَؤوف بأبنائه المخلصين.