فكرة إصدار ديوان زجلي في المجال الرياضي اختمرت في ذهني بعد إنجازات المغرب التطواني
جريدة طنجة – عبد الغفور الفتوح (حوار السبت)
الثلاثاء 07 أبريل 2015 – 11:47:28
كان له الوقع الإيجابي على كل تطواني. ما جعل أبناء الحمامة البيضاء يتجاوبون مع إنجاز فريق مدينتهم كل حسب اختصاصه. ومن هنا جاءت فكرة ديوان “ذاك العنقود” للزجال الأستاذ عبد الغفور الفتوح الذي يحدثنا عن هذه التجربة من خلال (حوار السبت)، وهذا نصه:
في البداية، عرفنا بنفسك؟
عبد الغفور الفتوح، من مواليد 10 دجنبر 1945 بمدينة مرتيل، إقليم تطوان. خريج المدرسة العليا للأساتذة. حاصل على شهادة الدروس الثانوية سنة 1960، وعلى شهادة الباكالوريا سنة 1963 من ثانوية القاضي عياض بتطوان، وعلى دبلوم المدرسة العليا للأساتذة سنة 1967. في مساري المهني، اشتغلت أستاذا بثانوية ابن زيدون بمدينة سيدي يحيى الغرب سنة 1967 إقليم القنيطرة. و بثانوية ” عبد المالك السعدي” بالقنيطرة سنة 1972. وبثانوية ابن الخطيب بطنجة سنة 1975. و بثانوية الشريف الإدريسي بتطوان سنة 1975، فثانوية ابن زيدون بالمدينة نفسها. وفي سنة 2005 انتهت مهمتي في التدريس.
بعد توديع عالم التدريس، أين صوبت وجهتك؟
بعدها، جعلت من القلم صديقا حميما ومن الكتاب أنيسا، ومن الورق ملعبا فسيحا وفضاء مريحا. وأصبحت الكتابة هوايتي الأولى بعد الرياضة، أرتاح لها وأحس بالسعادة وأنا أعبر عن رأي أو أحلل فكرة أو نصا، سيما أنني اخترت القلم لكرمه، صديقا ملتزما، لا يعرف للبخل نهجا و لا سبيلا يفهمني وأفهمه فيرضيني، و لا يبخل علي برأي أو نصيحة. وكما قلت، جعلت من الحرف رفيقا ومن الكتاب أنيسا ، وجعلت من الورق ملعبا فسيحا وفضاء مريحا، افرغ فيه خواطري، وملجأ أفكاري، يفرج عن كربي فأبوح له بأسراري ومشاعري.
قبل أن نعرج لسؤال حول تجربة “ذاك العنقود”، أسالك، ما هي علاقتك بالمجال الراضي؟
ارتباطي بالمجال الرياضي يعود للطفولة، وكانت الرياضة من قبل هوايتي المفضلة الأولى. سيما كرة القدم، اللعبة الأكثر شعبية في العالم. فقد لعب منذ طفولتي لفريق ” أطلس مرتيل ” ثم لشبان فريق المغرب التطواني”. وبعد حصولي على دبلوم المدرسة العليا للأساتذة سنة 1967، لعب لفريق ” كفاح سيدي يحيى الغرب” بالقسم الوطني الثالث بحكم تواجدي بهذه المدينة سنة تعييني هناك كأستاذ. وبعد انتقالي إلى مدينة القنيطرة سنة 1972. ولعل الجانب الاجتماعي والبحث عن مستقبل مريح كان عاملا أساسيا في اختياري مهنة التعليم على حساب لعبة كرة القدم. فتخليت نسبيا عن ممارسة اللعبة، عكس ما سلكه بعض اصدقائي الذين واصلوا ممارسة كرة القدم. لكن الرياضة بصفة عامة ظلت هوايتي المفضلة التي تلي مجال الكتابة.
كيف جاءت فكرة إصدار ديوان زجلي في مجال الرياضة، وللمغرب التطواني بالذات؟
فكرة إصدار ديوان زجلي في المجال الرياضي، اعتبرها الجميع سابقة في تاريخ الرياضة بصفة عامة و كرة القدم خاصة. وقد اختمرت الفكرة في ذهني بعد ذاك الإحتفال الذي نظمه ” نادي الإتحاد” بتطوان تكريما لفريق المغرب التطواني، لاعبين، مسيرين، وطاقم تقني، بمناسبة فوز المغرب التطواني بدرع البطولة الاحترافية لسنة 2013-2014 في كرة القدم بالمغرب. وهو التتويج الثاني في نفس المنافسات في ظرف ثلاث سنوات. حيث كان مبرمجا من خلال الحفل، إلقاء شهادات و كلمات بالمناسبة، وكنت من ضمن المشاركين في هذا الحدث، وقدمت قصيدة زجلية كشهادة على ما أسداه المكتب المسير من خدمات وما وفره من إمكانيات للفريق، و كذا الاعتراف بدور اللاعبين وكفاءاتهم العالية، دون أن أنسى دور الطاقم التقني و الجمهور التطواني المساند للفريق من خلال تشجيعات المجموعات والفصائل المشجعة للفريق، سيبري بالوما” ، PALOMA SIEMPRE ” مطادوريس”، ” علي باب”، ” القدماء” و غيرها والجمهور الرياضي التطواني عموما”. ومن خلال تشجيعات بعض أصدقائي وإلحاحهم على إتمام المشروع وتحويله إلى ديوان،زجل، يحكي عن ذاكرة الفريق الكروية، توكلت على الله و تابعت المشوار فكان ميلاد “ذاك العنقود”. وعملي هذا هو تتمة لما بدأه غيري من الكتاب المهتمين بالرياضة التطوانية عامة وكرة القدم خاصة، كما هو حال المرحوم الأستاذ الطيب البقالي، و الأستاذ الزبير بالأمين، الأخ والصديق العارف بشؤون ذاكرة كرة القدم التطوانية، أطال الله في عمره. وبالنسبة لي، فهذه كانت البداية، التي انتهت بإصدار هذا الديوان الذي ضم ذاكرة المدينة مع التذكير بأندية تطوان لكرة القدم وأخرى من المنطقة والجهة ككل، من تطوان، طنجة، شفشاون، العرائش، أصيلا، مرتيل، المضيق و الفنيدق، بالإضافة إلى أسماء أبرز لاعبي كرة القدم بتطوان و ملاعبها قبل وبعد الاستقلال. وسعيد جدا بهذه التجربة، التي كانت على العموم مقبولة جدا و لقيت استحسانا معنويا و تشجيعا من طرف كثير من المهتمين بكرة القدم محليا و جهويا. لأن الرياضة عامة بالنسبة لي هي إبداع في حد ذاتها، وكرة القدم هي لعبة أنيقة، بعيدة عن الخشونة، وتتطلب مهارة وقوة لأدائها، كما يتطلب التعاطي لها ذكاء وسرعة بديهة، شانها شأن جميع الرياضات المعروفة. ومن هذا المعطى، كان لا بد أن تأخذ حقها و نصيبها في الوصف لإبراز جمالية اللعبة و تقنياتها بأساليب مختلفة و متنوعة تلفت الأنظار عند مواكبة تغطية المباريات لتتذوق طعمها من خلال السماع دون مشاهدتها. وما بالك بأسلوب لعب ” ليو ميسي ” وسرعة أداء ” كريستيانو رونالدو” وقوة تسديداته المركزة… وغيرها مما يتميز به آخرون، أليس هذا فن وإبداع؟. ولأن لي كذلك، ذكريات جميلة مع كرة القدم منذ أن كنت طفلا. و هي ذكريات الطفولة و الشباب في مسقط رأسي لوقت الشيب والكبر في ملجأي الذي لم أنسه ولن أنساه ما حييت.
هل لك تجارب أخرى في الكتابة، ومشاريع مستقبلية في هذا المجال؟
كانت بدايتي في الكتابة الصحفية من خلال تغطيات صحفية بجرائد محلية ووطنية ( العلم، الشمال، تمودة، جريدة طنجة..)، من خلال مواضيع في مجالات مختلفة و متنوعة (سياسية، فنية، ثقافية، اجتماعية)، أعبر فيها ومن خلالها عن رأيي ووجهة نظري شعرا ونثرا. وهناك تجارب نشرت و صدرت، وأخرى ستعرف النور قريبا، بحول الله منها:” ذاك العنقود”، ديوان “قبل ميات سنة شرقت…”، دواوين “قصة مدينة”، ” وقصة حمامة”و”زهرة المدن…” (عن مدينة تطوان). وكذلك ” أبواب تطاون.. ” ( نثر) – ذاكرة المدينة، بالكلمة و الصورة” مرتيل (نثر). أفلام ، قرات لها، عرفتهان سمعت عنها”( نثر). ” ألف مثل و مثل “(تطوانية). وقراءات في ” لوحات لفنانين و مبدعين تطوانيين في التشكيل( نثر).
ما هي الإكراهات في مجال ؟
إن مجال الكتابة الورقية خاصة فسيح جدا و مبادئه كثيرة و متعددة ، وإكراهاتها لا تحصى، أولها عملية الطبع المكلف و المرهق ماديا وكذا الإنتاج و التوزيع رغم توفر دور النشر. وهي كلها مفتاح تلك الإكراهات، خاصة وأننا نعيش اليوم زمن التكنولوجية – الرقمية ” الانترنيت” ،” الفايسبوك” ” وغوغل” ، وطرق أخرى متنوعة. ناهيك عن أزمة القراءة على الورق المكتوب.