خطوط حمراء
جريدة طنجة – حمْزَة الحسّاني بنْطَنيش
الخميس 02 أبريل 2015 – 11:50:54
قـرأت في الأيـّام الأخيــرة، – خــاصة بعد أن تـمَّ تَــوْقيف مـا عرف بـ (بطاقة الشرفاء) من لُدْن الدّاخلية المغربية لأسباب، هم أعلم بها – مواضيع مُتعَدّدَة في هذا الموضوع، إلاّ أنــي ما بيْنَ فينَة و أخرى كنت أستقبح وقـاحـة الأقــلام الضّـالـة ، التـي تمـُس بثَوابتِ لا يمْكن النَيْـل منْهــا.
ما فضح هَــؤُلاء، هو شِدّة تـأثُرهم ، بــالفكْر الأوروبــي، والغربي عامة، إلى أن جعلوه ساري المفعول على كل أمورهم، حتى على قبور أجدادهم، وأديان آبائهم.
ممّـا أضْحَكنــي كثيرًا، من بــاب (كثْرَة الهَم يضحك) هو نعت أحد هَــؤلاء للأضْرحَــة بـالمغــرب، بتميزها بالنظام الطبقي، فمنها ما هو من الطبقة البورجوازية، والآخر من الطبقة الكـادحــة … من غير أن يدرك القبول، الذي يهبه الله لأوليائه الصالحين، قدس الله سرهم.
هكذا أمْسكَ هذا المُهرطق قَلمهُ ، وانكب في نبش قبور أولياء الله، الذين قال عنهم في الحديث القدسي: (من عادا لي وليا فقد آذنته بالحرب)، بهكذا وقاحة، يستطيع الفرد وبسهولة، أن يتحول من كاتب عالي المستوى، إلى نباش للقبور، مع تركه لآلاف الأحياء الذين لا يقوى على نقدهم، وصدق الحكيم إذ قال:
**والحيّ يغلب ألفَ مَيّت**
وفي مَقال آخر لنفس الكاتب، قرأنا له وهو يتحدث عن الإرهاب، وبالتخصيص، عن حركة بوكو حرام المتطرفة، وهو الأمر الذي جعله ينجر للحديث عن الأديان السماوية، وأنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، بطريقة، تتحاشى عنها حضرتهم الربانية، لا تنبئ عن علم مسبق، ولا فهم راجح، إذ جعل الكتب السماوية محصورة بين موسى وعيسى و محمد ﷺ ، عليهم من الله أفضل الصلاة وأزكى السلام ، مُتَجـاهلًا صُحُف إبــراهيم و نَحْوهــا ..
حَذار من مِثلِ هـاتــه الأقْــلام، ومن مثل هاته الأفْكـــار التي تضع السُم في الدَسم، و تَتجرأ بكُـل وقَـاحـة على أدْيــان الله ، وهــو الأمر الذي يأباه كل متدين، في ديانته، مهما كانت، ولو للحجر وآلهة الحلوى، كما دافعت عنها العرب، ولكل واجب الاحترام، وكما يقول الشمس التبريزي قدس الله سره: كل يصلي بطريقته.
الدين الإسلامي لن يحترمه الآخرون، إلا يوم يُدافــعُ عنْهُ أبْنـــاؤه بفكر نَيّــر ، وحِوارات راقيـة ، و الدّفـــاع عن دين العالمين، بـآداب سَيّد البَشَر.