حوار مع السيدة مارية الشرقاوي الباحثة في شؤون المرأة
جريدة طنجة – مارية الشرقـاوي ( حوار )
الإثنين 20 أبريل 2015 – 15:35:26
• قـام الأديبُ الأستـاذ عياشي ثـابت، بـإجـراءِ حــوار خــاص مع الأستاذة مـاريـة الشرْقـاوي رئيسة وحدة دراسات الأسرة والنوع الاجتماعي بالمركز الدولي لتحليل المؤشرات العامة حول وضع المرأة المغربية في ظل الإكراهات التي لا زالت تعيق مسيرة المرأة في نضالها المرير والطويل من أجل الوصول إلى كافة حُقوقها الطبيعية في مجتمع يسير ببطء كبيرفي مجال المناصفة والمساواة.
ونَظرًا لأهميّةِ هذا الحـوار فـإنّنـا نعيد نشره تَعْميمـًا للفـائدة.
ج : بكل بساطة أنــا امرأة مغربية ، مُتزوجة ولي ولدين ، تربيت في كَنفِ امرأة عِصامية ، أمية امتهنت كل الحرف بما فيها التجارة لتوفير لقمة العيش لخمسة أطفال ، عملت على تربيتنا و تعليمنا والحمد لله قدمت لوطنها أبناء صالحين، حصلت على الإجازة في القانون الخاص ، تلقيت خمسة تداريب في مدونة الأسرة ، اشتغلت لمدة 8 سنوات كمنسقة وطنية لمراكز الاستماع التابعة للاتحاد الوطني لنساء المغرب الذي تترأسه الأميرة الجليلة للا مريم
س : من المفيد جدا أن يتخذ الكاتب لنفسه مجالا محددا من حيث الأجناس الأدبية أو من حيث مجالات البحث، ترى ما سر اهتمامك بمجال المرأة بشكل عام؟
ج : حينما حصلت على شهادتي الجامعية كانت تراودني دائما فكرة الاشتغال في المجال الحقوقي ، سيما وأنني مارست العمل الجمعوي وانا في الثامنة من عمري في الحركة الكشفية ، فانا حاملة للشارة الثلاثية الان ، وشاءت الأقدار أن تكون وظيفتي كما أخبرتك سابقا في الاتحاد الوطني لنساء المغرب ، وهي جمعية تهتم بقضايا المرأة ، فعلا وجدت نفسي في هدا العمل ، لكن ما جعلني ابرع فيه لحد ما ربما هو معايشتي لمعاناة المرأة سواء ما عشته مع ماما رحمها الله أو ما استمعت إليه من خلال النساء الوافدات على مراكز الاستماع .
س : تحاضرين وتساهمين في النقاشات التي تهم المرأة المغربية في مختلف الملتقيات والمحافل والندوات، سواء داخل المغرب وخارجه، كيف تقيمين وضع المرأة في ظل الإكراهات الموروثة في مجتمع أبيسي يتحول ببطء نحو الانفتاح على الحقوق المدنية للمرأة وغيرها؟
ج : المراة المغربية الان قد قطعت اشواطا مهمة فيما يخص المجال الحقوقي ، والدي توج بدستور 2011 من خلال الفصل 19 ، فالمغرب يتوفر على ترسانة قانونية مهمة رفعت الحيف عن المراة فاتحة لها باب التمكين سواء على المستوى السياسي او الاجتماعي او الحقوقي او الثقافي وما الى دلك ، كما اننا نجد مجموعة من الخطابات الملكية تصب في هدا الموضوع ، وقد سلطت الضوء على هدا في المقال الدي نشرته مؤخرا تحت عنوان ” المراة المغربية في ظل ثورة الملوك الثلاث ” لكن وجود قوانين دون تفعيلها على الوجه الاكمل تظل نصوصا عقيمة .
س : يلاحظ أنه رغم توفرك على رصيد هام من المقالات الصحافية المنشورة عبر منابر إعلامية متعددة، لم تلجئي بعد عالم التأليف الورقي، هل لديك نية في إصدارات مستقبلية؟
ج : هده مسالة حاضرة في دهني ، فانا انوي بحول الله أن اعمل على تأليف كتاب وهو سيكون عبارة عن دراسة وبحث حول المرأة المغربية سأحاول من خلاله تجميع كل الانجازات التي حققتها المرأة المغربية وسأعمل على تبويبه حسب المجالات ، ليكون إن شاء الله مرجعا للباحثين سواء من داخل المغرب أو من خارجه ، وهده الفكرة راودتني حينما كنت اشتغل على مقال ” العبقرية والنبوغ سمة نساء مغربيات رائدات بين الأمس و اليوم ” لأنني من خلال البحث عن أسماء النساء اللاتي برعن وتلألأ نجمهن سواء في الماضي أو الحاضر ، دهشت أمام الكم الهائل لهؤلاء النساء وللمجالات التي استطعن أن يحققن فيها التميز ، ولم استطع ذكر كل الأسماء لان المقال لا يسع لدلك ، ورغم دلك كان مقالا طويلا جدا ، بحيث عمدت المواقع الالكترونية والجرائد الورقية على نشره في جزأين .
س : تبقى مقالاتك عن النبوغ النسوي في بلادنا من أبرز المقالات التي تعطي صورة مشرقة عن المرأة المغربية، في رأيك هل يتماشى واقع المرأة المغربية المظلومة والمهمشة والتي تعاني الأمرين في البوادي والمدن أيضا مع هذا النبوغ الذي يبدو استثناء غير مؤثر؟
ج : حينما كتبت عن النبوغ النسائي المغربي ، أردت أولا أن أفصح عن المسكوت عنه وأقدم للقارئ نماذج نسائية استطاعت الوصول إلى الريادية في مجالات شتى ، مما يعني في المقابل أن المرأة باستطاعتها العطاء في جل المجالات ، ولم لا ان تكون لها القيادة سواء في الحكومة أو الأحزاب السياسية وما إلى دلك ، لكن تهميش المرأة وظلمها وبصفة عامة التفكير الدكوري هو من يحول دون دلك . أما عن التهميش والظلم الذي تعاني منهما المرأة في البوادي والمناطق النائية أو ما يسمى بالمغرب العميق فهو نتيجة حتمية لسياسات تراكمت عبر عقود من الزمن ، من طرف مدبري الشأن العام الدين توالوا على المسؤولية ولم ينجحوا في إيجاد حلول حقيقية لهاته الإشكالية التي أعتبرها جريمة ترتكب في حق النساء القاطنين بهده المناطق .
س : آسفة سيدي رئيس الحكومة…الواقع شيء آخر، بهذه العبارة تتوجهين إلى رئيس الحكومة بعتاب شديد اللهجة عن رأيه في خروج المرأة للعمل لماذا؟
ج : هاته العبارة توجهت بها الى السيّد رئيس الحكومة ، بعد ان سمعته مباشرة في إحدى الجلسات الشهرية بالبرلمان يقول بان البيوت انطفأت من نورها بخروج المرأة إلى العمل ، صراحة حينما سمعته يصرح بهدا الكلام داخل قبة البرلمان شعرت باستفزازعميق جعلني احمل القلم لحظتها وارد عليه ، لدرجة أنني سالته من خلال المقال وقلت : ترى سيدي رئيس الحكومة هل تشرعون لمجتمع لا تنتمون اليه ؟ فكيف يعقل ان يصدر هدا الكلام من رئيس حكومة بلد دستوره متقدم جدا وينص على مبدا المساواة في الحقوق بين المراة والرجل ، وجلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني وجلالة الملك محمد السادس نادوا في مجموعة من خطبهم السامية الى ضرورة مشاركة المراة في التنمية الى جانب صنوها الرجل وبعض المقتطفات من هده الخطب دكرتها في مقال ” المراة المغربية في صلب ثورة الملوك الثلاث “
س : بوصفك فاعلة جمعوية، ووجها ثقافيا بارزا على الصعيد الإعلامي وبفعل حضورك الدائم في العديد من المنتديات والملتقيات، يرى فيك كثيرون وجها نسويا قادرا على تحمل مسؤولية وزارية، هل لديك طموحات سياسية في هذا الباب؟
ج : اخترت الاشتغال في قضايا المرأة ، عن قناعة وعن رَغبة ، نتيجة ما عاينته شَخصيا عن واقع المراة ، لكن مسالة تحمل مسؤولية وزارية غير واردة عندي ربما اتمنى ان اشتغل في اطار مؤسساتي عمومي لسبب واحد هو قُدرتي حينها على المساهمة في حَلّ بعض القضايا التي تعاني منها المراة بوتيرة اسرع ، لانني راكمت تجربة كبيرة في هدا الموضوع
س : لديك أيضا اهتمام بكتابة القصّة القصيرة ومولعة بقراءة الشعر كذلك، كلمة عن الكتابة والإبداع.
ج : بصفة عامّـة أنــا عاشقة للغة العربية واعشق الكلمة ، مولعة بقراءة الرّوايات و الشعر لا يهمني إن كان الشـاعــر أو الروائي دو شهرة أم لا ، اهتم بـالشعر و الــرّواية ككلمة حتى ولو كانـا لشاعر مغمور .
أما عن كوني اكتب قصصا ، فعلا قد كتبت بعض القصص الصغيرة ، لكن دائما ما تجدني ارمي من وراء هاته القصص إلى استخلاص العبر ، وتسليط الضوء عما تعانيه المرأة في خضم حياتها اليومية.
-أخيرا رأيك في:
*المناصفة
المناصفة أراها ضرورية في كل ما يتعلق بالمناصب التي تكون بالتعيين في المؤسسات العمومية أو غيرها ، لكن في المؤسسات المنتخبة لا لأن ولوج هاته الأخيرة يجب أن يتم عبر الانتخابات ما عدا دلك سيكون ضربا لمبدأ الديمقراطية الذي يفرض وجوب الاحتكام إلى صناديق الاقتراع .
*مُدونة الأسرة
مكتسب مهم جدا ، وان كنا كنساء نطمح للمزيد من المكتسبات ، لكن على مستوى التفعيل لدى محاكم قضاء الاسرة فقد شابتها مجموعة من النواقص والاختلالات ، سلطت عليهما الضوء من خلال مقال ” عشرية على مدونة الأسرة …..تأملات في الإشكالات والأحكام “
*الفايسبوك
موقع التّواصل الاجتماعي ، أصبح وسيلة إعلامية جد مهمة ، ربما فاقت سرعته في إيصال المعلومة باقي وسائل الإعلام الأخرى ، كما انه فضاء يعبر من خلاله الشخص عن أفكاره وأرائه حول مجموعة من القضايا ، ويحافظ كذلك على العلاقات بين الأصدقاء ويفضي إلى اكتساب صداقات جديدة ، إلا انه لا يخلو من سلبيات .