حلال أم حرام
جريدة طنجة الورقية – سُميّة أمغار
الجمعة 17 أبريل 2015 – 12:44:16
لَيْسَ هَــذا ما يَهمُنــا فـي الـوقْت الـرّاهـن ، و نَحْــنُ نُشـاهــد حـالـة التـرَدّي الــذي وَصلَ إليهِ المَشْهَــد السياسي في البلد وتنامي تبادل التُهَم الرّديـئـة بين الزُعَمــاء ـ يـاحَسْرَة ! ـ على مَشارف انتخـابـات جديـدة نـأمـلْ أن يستفيدَ النَــاخبونَ من انحِطــاطِ مستوى الخطاب السياسي الحزبي الرّاهــن، يَمينًا ووَسطًا ويَسارًا، ليلقّـنوا الأحزاب السياسية المسؤولة عن تردي الــوَضْع بــالبـــلاد، الدرس المناسب !…
و أعود للماجدة الحقاوي وقد اخْتــارَت قلْعَـة بنسليمــان لتُفـاجـأنــا بـأنّ حزبهـــا ذا المرجعية التي تعرفون لا اعتراض لديه على انخراط المغاربة اليهود والمغاربة النّصــارى ــ بعد أن التحق عدد من “المسلمين السابقين” بياسوع المسيح، وتسللوا إلى “الفيلات الكنائس” المُعدّة مسْبَقــًا لذاك الغَــرض ، وهُو مَـــا سبق وأن أشارت إليه تلك الصحافة “المشوشة” ــ والعيــاذ بــالله !….. ولكن الـــوزيرة الماجدة اشترطت على اليهود والنصارى شرطين أساسيين، أن يكونوا مَغـاربة أقْحـاحــا، وأن يحترموا “المرجعية” ( ! )
وللنساء منهم حق عَدم ارتــِداء الحِجــاب لأن الحــزب العتيد لا يشتَرطُ في المُنخَرطــات ارتـداء الحِجــاب ، يعني غطاء الرأس بخرقة، حتى ولو كانت من حرير الهند أو باكستان …..دَرْءًا للفتنة، لأن شعْر المــرأة إذا “بان” حرك في الرجل “الدواخل”، فيتيه الشعراء بين من يرى جمال الشعر في سواده واسترساله، ومنهم من يراه في جعــودته و تَثْنيه ومنهم من يرى أنه إذا كان أثيثـًا مُسْبَكـّرًا أسْحَم وأرسل على القَفـا والــوجه كـان رائعـًا مُثيرًا……ومُلهمــًا ! …..
و لِـذا “وَجبَ” عَدم التساهُل في مسألة غطاء الشعر . إلا أن الــوزيرة العـــالمة بـأسرار المِلّـة و الدّيـن ، اسْتَدركت فـأقـَرّت بـأنَّ المُنْخَرطــات الجديدات السافرات “سريعا ما يتأقلمن مع “الوضع ويبادرن إلى أقرب متجر “إسلامي” لشراء “الخرقة” التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك، أنهن جديرات بالانتماء إلى العدالة والتنمية.
المسألة كل المسألة في أن يكون الإنسان مُقتَنعـًا بمَـا يَعتقد و مُخلصًا في مــا يَخْتــار دونَ إكـراه أو مُحـابـاة أو نِفاق.
الــوزير لم يَرُقهــا خلال لقـائهـــا “التواصلي” في بن سليمان، أن تثار مسألة “اللغط” الحــاصل بخصــوص “إشاعات” لاكَتْهــا الألسن حوْل قِصَة حُب داخل أروقة الحكومة ــ هذه الإشاعة التي استغلها سياسيون أنذال لغايات دنيئة ــ فردت بعنف بما معناه أنه على افتراض وُجـود عـلاقــة حب بين وزيـر و وزيـــرة….. هل الحب حرام ؟…..
لا لا لا ياسيادة الوزيرة. لعنة الله على من قـالَ إنّ الحُب حَرام ! ……
إنه حلال طيب ولا وزر على من أصيب به أو ابتلي به أو صَبــا إليه ، أو حتــى مات “شهيدا” في سبيله …
وكيف يكون حراما وهو أجمل ما أنعم الله به علي عباده في هذه الدنيا التي لا يصمد أمام أهوالها وكوارثها إلا من سكن صدره قلب كبير يهوى ويعشق ويحب !…. ويردد مع شاعر متيم قوله:
إذا شِئْتَ أن تَلْقى المَحـاسِن كلّهـا
ففي وجه من تهوى جميع المحاسن !…
و يَقول غَيْـرَه:
فيا ليت هذا الحب يعشق مرة
فيعلم ما يلقى المحب من الهجر !!…
و يُرَدّد ثـالث:
ولولا الهوى ما ذل في الأرض عاشق
ولكن عزيز العاشقين ذليل !!!…
الحب يا سيدة، حلال طيب بالنسبة للخلق عامة، فما بـالُك بــالـوزراء، على افتـِراض أن يكون الله قد زرعَ في قلوبهم بذرة حب أو ذرة حب، حب الخلق الذين سلطهم عليهم إن من ثقب الصناديق المعلومة أو بالطرق الأخرى المعلومة أيضا…ويبدو أن الطريقين يفضيان إلى نفس النتيجة: الوضع الاجتماعي المقلق لما يطبعه من مظاهر الاجرام والاغتصاب والخوف والحكرة….سيل جارف من الكوارث الاجتماعية التي لا تدفع الإنسان اليوم إلى الاطمئنان إلى قدرته على حماية “الكليات الخمس” ، وضع تدفع “الأنثى” ثمنه غاليا من شخصها وكرامتها وعفتها، والحكومة تتلكأ في استصدار القوانين الهادفة إلى حماية المرأة وصيانة كرامتها و تَمْتيعهــا بحـقـوقهـــا الطبيعية بعيدا عن المُزايدات السياسية والانتخابية … !
الحب حلال ، ولكن في حالة الوزراء، يشترط وجود “محرم” ما دام العمل في مكاتب الحكومة يفترض “الاختلاط”، الأمر الذي يمكن أن يعتبره فقهاء “النــوازل” و”المَقــاصد” “خُلْــوة” لا شرعية ، تستـوجـب وُجــود مَحْرَم !!!……