“الله أكبر” هل أصبحت صيحة إرهاب؟ هل حولها بعض المسلمين إلى صيحة عنف وكراهية؟
جريدة طنجة الوَرقية – العودي محمد
الأربعاء 01 أبريل 2015 – 16:01:13
هؤلاء الأوصياء المزعومين يعيشون على فِكْرة الجهــاد فقط ليتبتوا ذواتهم المهزومة معنويا واجتماعيا وفكريا ودينيا أيضا، والتي لم تستطع لحد اليوم أن تتأقلم مع مفهوم الحضارة الحديثة، مع مفهوم الديمقراطية والتشاركية والتسامح والتعايش مع من يخالفونها إيديولوجيا وعقائديا، ففي الأخير هم نتيجة استبداد بعض الحكام العرب، لأن الاستبداد كما نعلم هو المادة الأولية لإفراز مثل هذه الجماعات وهذا التطرّف وهذه التنظيمات التي أبطلت مفهوم الإجتهاد وفعلت مفهوم الجهاد، تريد أن تنشر الدين بالأسلحة والتفجيرات الإرهابية، وما هو بجهاد بل انتقام جبان.
نعود ونؤكد أنه لو لم يكن هناك ظلم نزل وحَاق بالمسلمين في بلادهم وأوطانهم، لما انبعثت كل هذه الحركات المجنونة المتطرفة، التي صار أكثر من يعاني منها الآن هم المسلمين أنفسهم، في بلادهم وعلى أرضهم.
اليوم حتى العرب المسلمين أصبحوا يهابون هذه الصيحة، فَلَو رأى الواحد منا مجموعة من الشباب المسلم الملتح يُهرعون إلى مكان ويكبرون، سينتابه الخوف والرعب مما سيقدمون عليه، وسيتسائل خوفا، يذبحون من؟ يقتلون من؟ ينسفون ماذا؟
لقد أصبحت هذه الصَيْحَة، بل جعلناها بأيدينا، بأسلحتنا المستوردة، بسَكاكيننا، بأحزمتنا النّـاسِفة، جَعْلنـاهـا صيحة كـَراهية، صيحة إرهاب، صيحة تدمير، بينما في واقع الأمر هي صيحة رحمة، صيحة إعجاب بالرحمة، ونداء للصلاة أي دعوة إلى الله وليست دعوة إلى التفجير والقتل والإرهاب.
فــ الله أكبر من هؤلاء المُتعصّبين الجــامدين الإرْهـابيين التّدْميرين الّـذين شَوّهُـوا ديننــا، وأرْهَبــوا نُفوسنا وقَوّضُـوا حيـاتنــا.