الجمعية المغربية للفنون والموسيقى بطنجة تحتفل بالذكرى الخالدة 9 ابريل 1947
جريدة طنجة
الأربعاء 22 أبريل 2015 – 13:31:28
تَميّـزَ الحَفلُ بخِطابــات قصيرة و لكنّهـا مُفيدة بليغة تَعلّقت بالمَوْضـوع، و خـاصة الكلمة الموجزة التي ألقاها السيد مندوب وزارة الثقافة بطنجة حيث تلقاها الجمهور الحاضر باحترام.، وخاصة جمهور الشباب حيث كان الخطيب ذكيا وعرف كيف يبلغ ويحسس الشباب بقيمة هذه الذكرى التي عمرها الآن 68 سنة، فالأجيال الشابة بدأت تتلاشى عندها بمرور السنين وقلة التذكير. والذي أعطى ميزة خاصة لهذا الحفل، هو النشيد الوطني الذي ألف كلماته مجموعة من الفدائيين وهم معتقلون بسجن طنجة القصبة سنة، 1954 لما كان الملك محمد الخامس في المنفى. خرجت الكلمات بطريقة أو بأخرى من السجن وتلقفها الوطنيون من شباب طنجة وبدؤوا يتلونها كشعر يؤكدون به ولاءهم لمحمد الخامس.
فوصل صدى هذه الكلمات إلى مسمع الظل آنذاك وهو الفنان محمد العربي العوامي وعمره 12 سنة، فتأثر به وقام بتلحينه وكانت أول محاولة بدأ بها ألحانه. وصادفت هذه الأيام من سنة 1954، حلول عيد عرش محمد الخامس وهو في المنفى. وكات سلطات الاستعمار تمنع الشعب المغربي من أن يحتفل بأي عيد وطني، وخاصة عيد عرش ملك منفي ومستبدل بملك آخر. وبحي المصلى بطنجة كانت توجد ثلة من الشباب المؤمن بملكه الشرعي.

فأبى إلا أن يتحدى الحذر الاستعماري وقرر أن يحتفل بعيد عرش محمد بن يوسف. فأقام الحفلات في الحي، فاغتنم الفرصة محمد العربي العوامي وغنى أول ألحانه، هي تلك الكلمات التي جاءته من السجن. وكان الناس يرددونه معه بحماس منقطع النظير.
مطلع الكلمات تقول:
محمد يا ملك البلاد تفديك أرواح العباد لك في القلوب مكان
هي كل يوم في ازياد جلس شيخ مسود على عرشك قوة واغتصاباً من بعدك ………
هذا النشيد سكن قلوب وعقول الناس، فكانوا يرددونه لعدة سنوات، ولا يزالون يذكرونه.
لما غنى الفنان محمد العربي العوامي والفرقة الموسيقية هذا النشيد بحضور جمهور غفير، أغلبيته شباب، تفاعل معه وأحس كأنه يعيش تلك الحقبة التي ولد فيها هذا النشيد.
تنوعت فقرات الحفل بأغان متنوعة، قدمها فنانون وفنانات الجمعية، كالفنانة نادية فاضل وهاجر الأشهب والطفل الموهوب أيسر أزام والأنسة فردوس.
كما أطرب الحضور الفنان الأستاذ محمد العربي العوامي بمجموعة من أغان متنوعة.
الفضل في نجاح الحفل يعود إلى الأساتذة ، كالعربي السوسي ومحمد البشير بنيحيا والفنان المخضرم عبد السلام حجاج ، وعبد الواحد الصنهاجي ومصطفى أولحاج امحند وعبد الحميد الوزاني ومحمد أولحاج. الحفل من تقديم هاجر ادويرة. قام بتصوير الحفل الأخوان، محمد وإلياس زنفة، بينما المحافضة العامة، فكانت لأكدي أحمد قاسم.