اتحاد طنجة والسياسة…
جريدة طنجة – محمد العمراني
الإثنين 20 أبريل 2015 – 16:35:56
تحقق حلم الصعود أخيرا…
هو إنْجــاز يُحسب لجميع مُكونــات الفـريـق ، إدارة تقنية، لاعبين، ومسيرين، لكن يجب الاعتراف أن البطل الحقيقي لهذا الحدث، يبقى من دون منازع هو الجمهور، لقد أبان طيلة دورات هذا الموسم عن عشقه الجنوني للفريق، فلولاه لما تحقق الحلم…
الآن وبعد أن انتهينا من الرهان الأصغر، يجب الانتقال إلى الرهان الأكبر…
طنجة القطب الاقتصادي الصاعد بالمملكة، والمدينة ذات الصيت العالمي، لم يعد مسموحا للقائمين على تدبير شؤونها، أن يبقى فريقها الأول لكرة القدم، مجرد نادي صغير ، يتقن لعبة الصعود والاندحار، تتحكم في مصيره الأهواء والنزوات، رهينا للحسابات الضيقة…
يجب التفكير بهدوء في وضع استراتيجية متكاملة، عبر إشراك الجميع، بهدف وضع أسس متينة لبناء لفريق بمواصفات احترافية…
لكن العديد من المؤشرات القادمة من المطبخ الداخلي للفريق لا تبعث على الاطمئنان…
التصريح الأخير لحميد أبرشان لم يكن موفقا بالمرة، ما معنى أن يصرح بكونه غامر بمستقبله السياسي الناجح حينما قرر تحمل مسؤولية الفريق في ظروف صعبة، ونجح في إخراج الفريق من الظلمات إلى النور؟…
التصريح إياه رسالة مشفرة لمن يهمه الأمر، بكون النادي صار أصلا تجاريا مملوكا لحميد أبرشان، الذي غامر حسب تصريحه بقبوله تحمل مسؤولية رئاسة الفريق، وبالتالي لا حق لأحد في منازعته على منصب القيادة!!!…
الواجب يفرض على الجميع الاعتراف بما أسدى السي حميد من خَدَمـاتٍ جليلـة للنّـادي، وبما قام به من مجهودات جبارة، له عليها واجب الشكر الجزيل، لكن لا يجب أن يتحول بأي حال من الأحوال إلى دين على رقبة الجميع، وأن يتحول النادي بمقتضاه إلى ملكية محفظة باسم حميد أبرشان…
لسبب بسَيط جدًا، هو أن كل من ساهم في تحقيق هذا الإنْجـــاز، يفترض فيه أنه قام بذلك حبا للفريق وليس منة عليه….
نادي اتحاد طنجة على أعتاب مرحلة جديدة، وأمام مفترق طرق، وعليه أن يختار بين التأسيس لنادي بمواصفات احترافية، أو تغليب الطموحات الشخصية والمصالح الذاتية، وبالتالي سيندحر الفريق إلى القسم الثاني بعد سنة أو سنتين…
حب الفريق لا ينبغي أن يُقرَن بالتحكم في دواليب تسييره…
أول قرار يجب اتخاذه خدمة لمصالح الفريق، هو الفصل النهائي بين المهام الانتدابية في المؤسسات المنتخبة، وبين تحمل مسؤولية تسيير النادي…
عند إعادة قـراءة تـاريـخ نــادي اتّحــاد طَنْجـة بصفـة خــاصة والرياضة بصفة عامة، نجد ان الانتكاسات التي شهدتها الفرق الرياضية بالمدينة، ارتبطت بالتطاحنات السياسية بين شخصيات كانت لها طموحات انتخابية، وبطبيعة الحال عندما يتعلق الأمر بالصراعات السياسية، يصير كل شيئ مُستباحا، ولو تعلق الأمر افتعال الأزمات داخل النوادي الرياضية، لحرمان من يسهرون على تدبيرها من الاستثمار الانتخابي لأي إنجاز قد يتحقق، والرياضة هي من تؤدي الثمن أولا وأخيرا…
من حق أعضاء المكتب المُسَير أن تكون لهم انتماءات سياسية، لكن حفاظا على المصالح العليا للنادي، يجب أن يبقى المنتخبون بعيدين عن التدبير المباشر لشؤون الفريق…
طنجة تعج بالكفاءات القادرة على تسيير النادي وفق المعايير الاحترافية، فقط هي في حاجة إلى وضوح الرؤية، وإلى تنقية الأجواء و توفير المناخ السليم داخل محيط النادي…
و حتى لا يتهم أي أحد هذا العبد الضعيف إلى كونه من دعاة قطع الصلات بين ممثلي الساكنة وبين الرياضة، فإنه على العكس من ذلك تماما، أعتبر أن دعم الرياضة يجب أن يتصدر أولويات المؤسسات المنتخبة، وهنا لا بد من فتح قوس للإشادة بالدعم المادي الكبير الذي قدمه كل من مجلس المدينة، مجلس العمالة، ومجلس الجهة، لنادي اتحاد طنجة، وهو الدعم الذي لعب دورا حساما في ما تحقق من نتائج…
نادي اتحاد طنجة مِلك مُشْتَرك للمدينة، ولا يحق لي أحد أن يحتكره لوحده، وعلى جميع ممثلي الساكنة أن يتنافسوا في تقديم الدعم، وتوفير الشروط لتأهيله، وجعله ناديا تنافسيا وطنيا وقاريا…
من العار أن تحتضن مدينة طنجة مؤسسات مالية وصناعية عملاقة، لا تساهم في تمويل الأندية الرياضية بالمدينة، وهذا هو الدور الذي يجب أن يلعبه منتخبو المدينة، وكذلك الوالي اليعقوبي بطبيعة الحال…
هم من يجب عليهم أن يشكلوا لوبيا للضغط على هاته المؤسسات لمنح الدعم للرياضة بالمدينة، وهذا في صالح الجميع، لأنه سيساهم بشكل أو بآخر في تحريك عجلة النمو الاقتصادي بالمدينة…
من تابع الاحتفالات الحاشدة والعفوية لآلاف الشباب من أبناء المدينة، العاشقة لفريقها حد الجنون، يجب عليه أن يستوعب ما أصبحت تشكله كرة القدم بالنسبة لهؤلاء الشباب، الذين هم في عمر الزهور…
لقد منحهم هذا الإنجاز الأمل في المُسْتقبـل…
رجاء أيُّهـا المُنتخَبــون لا تفسدوا عليهم أحلامهم في غَد مُشْرق…


















