أمراض العصر في خريف العمر
جريدة طنجة الورقية – محمد الشعري
الأربعاء 08 أبريل 2015 – 17:50:00
إن هذه المنغصات جعلت عددا من العلماء يفكرون في الأسباب الحقيقية لهذه الأمراض والبحث عن جذور المشكلات، هل هذه الأمراض يجمعها قاسم مشترك واحد؟ وهل نعالج فعلا الأمراض أو عوارض الأمراض؟ لقد فسّرَ كَثير من العُلَمـــاء حُدوث أمراض العصر المختلفة؛ والتي يزيد عددها عن ستين مَرضـًا ، بنَظريـّة أسموهــا نظَرية الشوارد أو الأكاسيد الخطيرة أو (المشتقات الطليقة) والتي بدأت أخبارها تملأ المجلات الطبية المتخصصة، فما هي هذه النظرية؟
تقول النظرية إن بعض خلايا الجسم وبعض محتوياته تتضرر بسبب وجود ذرات أكسجين في حالة نشطة، أو ما يسمى في علم الكيمياء (أيونات)،حيث تهاجم هذه الخلايا وتحدث بها اضطرابات تسبب الأمراض، إن الجسم يتعرض لمواد موجودة في البيئة أو الطعام وغيره تساعد على حصول عمليات التأكسد مثل:
1 ـ التدخين: إن كل نفس يؤخذ من السيجارة ينتج عنه بلايين البلايين من الجذور النشطة (العدد 10 وأمامه 17 صفرا).
2 ـ تهتك طبقة الأوزون.
3 ـ استعمال مبيدات الحشرات والمواد الكيميائية في المزارع والبيوت.
4 ـ التعرض المستمر لموجات من الإشعاعات الكهرومغناطيسية المنبعثة من المصابيح الكهربائية والتلفزيون والأشعة التي تنطلق من المفاعلات والتجارب النووية.
5 ـ الدخان الذي يخرج من عادم السيارات والمصانع.
6 ـ الرياضة العنيفة.
إن هذه الضربات المتلاحقة من المؤثوات الخارجية التي تدق جدران خلايا أجسامنا ملايين المرات كل ثانية؛ لابد أن يكون لها تأثير سيء، وهذا مانراه في أمراض العصر وخريف العمر.
ربنا الكريم، سبحانه وتعالى خلق في أجسامنا بعض الأساليب التي تقاوم هذه الشوارد وتحمينا من أخطارها، وذلك عن طريق وجود بعض الأنزيمات الهامة والتي تساعد في التخلص من هذه الجذور الحرة الخطيرة.
أما إذا كانت سرعة تكوين هذه الجذور أكبر من طاقة الجسم الدفاعية؛ فإن الجسم لا يستطيع التخلص منها وتظهر عليه علامات المرض.
إن الوقاية خير من العلاج:
1ـ تناول الخضروات والفواكه والخس والزنجبيل والجزر والفراولة…
2ـ بعض المواد المسماة (فلافونويدز) موجودة في البصل والتفاح وعصير العنب الأحمر والشاي و…
3ـ الإنزيم كيو 10 موجود طبيعيا في بعض الأسماك كالسردين، وقلب الأبقار…
إن جهاز المَنـاعة هُــو السلاح الذي يدافع به الجسم عن نفسه ضد الميكروبات والعناصر الغريبة عنه، ويقضي على الخلايا السرطانية التي تتكون بداخله. لقد زاد الحديث عن هذا الجهاز عندما غزا العالم مرض نقص المناعة المكتسبة، أو ما يعرف اليوم بالإيدز، ضعف جهاز المناعة. إن الأمراض تهاجم من كل صوب واتجاه، دون أن يستطيع الجسم أن يدافع عن عرينه.
يقول أصحاب نظرية الجدور النشطة: إن الأكاسيد التي تتكون بسبب عمليات التأكسد في الجسم تهاجم الخلايا المسؤولة عن المناعة وبالتالي تعرض الجسم للمخاطر، يقول منظرو هذه النظرية الجديدة: إن تناول مواد تمنع التأكسد من شأنها زيادة قوة جهاز المناعة، في تجارب موثقة جرى تحليل دماء أشخاص وضعوا تحت الملاحظة الطبية فوجدوا أن الأفراد الذين يوجد في دمائهم تركيز كبير لمواد مانعة للتأكسد، أقل تعرضا للالتهابات والسرطانات من أفراد يقل مستوى المواد المانعة للتأكسد في دمائهم، خاصة كبار السن منهم.



















