مَحبّة الرّسول صلى الله عليهِ وسلّم ترفَعُ صَاحبها إلى الجنـانِ ..
جريدة طنجة – محمد الشعري
الجمعة 27 مارس 2015 – 18:37:54
بشر رسولنا عليه الصلاة والسلام في ما أخرجه البخاري ومسلم والترميدي وأبو داود عن أنس رضي الله عنه أن رجلا سأله: «متى الساعة ؟» فقال له « و مــاذا أعددتُ لهــا ؟ » قــال الـرّجُــل: « لا شيء، إلا أنني أحب الله ورسوله » وفى رواية: ما أعددت لها كثير الصلاة ولا صيام ولا صدقة ـ يقصد التطوع والنافلة ـ فقال له حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم مبشرا إياه وكل محب إلى آخر الزمان: «أنت مع من أحببت».
قال أنس فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلوات ربي عليه: «أنت مع من أحببت»، ثم مالبث أن قال متوسلا بحب خير البشر وأصحابه الكرام عسى أن يحشر في صفهم: «فأنا أحب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وأبو بكر وعمر، ورجائي أن أكون معهم بحبي إياهم إن لم أعمل بمثل أعمالهم».
من اللطائف أن أبو لهب رئي بعد موته في المنام وقد سئل عن حاله فقال: «في النّــار، إلاّ أنهُ يُخَفّـف عني كــل ليلة الإثنين، وأمص من بين أصبعي مـاء بقدر هذا ـ وأشارَ لرأس أصبعه ـ وإن هذا بــإعتــاقي لثويبة عندما بَشّرتْني بــولادة سيّدنــا مُحمّد صلى الله عليه وسلام».
فإذا كــانَ هذا أبو لهب الذي نزل القرآن بذمه، قد جوزي بالتخفيف من عذاب النار بفرحه ليلة ميلاد سيد الأولين والآخرين ﷺ ، وهنا يسأل: كيف يكون حال الهائم بحبه السالك لمنهاجه ؟! والله ثم و الله ليكون جَزاؤه من الله الكريم صحبته ورفقته والإغتراف من حوضه صلى الله عليه وسلم وآله ﷺ .
وقال الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي:
إذا كان هذا كافرا جـاء ذمـه وتبت يداه في الجحيم مخـلدا
أتى أنـه في يـوم الإثنين دائـما يخفف عنه للسـرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره بأحمد مسرورا ومات موحدا