“الثوابت الدينية في المغرب” دورة تكوينية للأئمة والخطباء بفحص أنجرة
جريدة طنجة
الثلاثاء 17 مارس 2015 – 15:17:14
وقد تُليت في البداية آيات بينات من كتاب الله عز وجل. ثم بعد ذلك ألقَى رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الفحص أنجرة كلمة انصبت على الثوابت الدينية للمملكة المغربية مؤكدا على ان على العُقول والأفهام أن تتعرف على هذه الثوابت، وان تعلم مِقدار الحـاجـة اليهــا ، وكيفية الانتفاع بها، وأن المغاربة عبر تاريخهم الطويل كانت لهم ثوابت لخصها عبد الواحد بن عاشر بقوله :
في عقد الأشعري وفقه مالك ** وفي طريقة الجنيدي السالك
بــالإضافـةِ الـى ذلك تَكلّـمَ رئيــس مجلس الفحص أنجرة عن ثابت رابع هو ثابت امارة المؤمنين وبين في هذا الصدد اهتمام أئمة العقيدة الأشعرية بموضوع الامامة أو الخلافة اهتمامهم بأمور العقيدة نفسها، باعتبار المكانة التي يحتلها هذا المنصب العظيم في اقامة أمور الدين والدنيا لكونها من الواجبات الشرعية ، فالإمامة عند الماوردي موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا.كما عرفها ابن خلدون بانها نيابة عن صاحب الشريعة في حفظ الدين وسياسة الدنيا، به سمي خلافــة ، و إمـامـة ، و القـائـم به يسمى خليفة و إمامـًا.
والذي خلص اليه علماء العقيدة الاشعرية وأهل السنة بعامة أن الامامة العظمى قضية مصلحية، بمعنى أنها راجعة الى اقامة مصالح الدنيا، ومعلوم أن مصالح الدنيا في الاسلام محكومة بالدين الذي يقصد الى اسعاد الخلق وأن امارة المومنين هي ضمان ثوابت المغاربة.
وإمارة المومنين في المغرب ميثــاق شرعي مُتجَدد ، فــإذا كانَ عُلماءَ العقيدةِ الاشعرية متفقين على وجوب الامامة، فان نظام المملكة المغربية يجسد هذا الأمر انطلاقا من منصب امارة المومنين الذي يستمد مشروعيته من الدين الاسلامي الحنيف، ويتحقق بعقد البيعة الشرعية والاجماع الذي يعد الدستور المغربي أحد مظاهره، حيث أن الملك أمير المُـؤمنين وحامي حمى الملة والدين والضامن لحُرية مُمـارسة الشُؤون الدّينية .
واختُتمت هذه الدَوْرَة التكوينية بالدُعـــاء لأمير المؤمنين وقراءة البرقية المرفوعة الى الديوان الملكي بهذه المُناسبة .