زمن الخصاص المالي والارتجالي انتهى وقواعد بناء ناد محترف اكتملت
جريدة طنجة – حوار السبت
الثلاثاء 17 مارس 2015 – 09:50:52
و نُدرجُ نَــصَّ الحـــوار في جُزأيـــن، وننشر جُزئه الأول ضمْنَ (حوار السبت) لهذا العدد و هذا نَصه:
عانى نادي اتحاد طنجة صراعات وتطاحنات في فترة سابقة كانت سببا في عرقلة مشروع الصعود أكثر من مرة، ما هي الوصفة التي دبرتموها هذه المرة وأعادت الهدوء لكل مكونات الفريق وجعلته مرجعا بالقسم الثاني وقريبا جدا من تحقيق الصعود؟
بالرجوع إلى سؤالكم بمكن القول أن مغادرة نادي اتحاد طنجة لقسم الصفوة في موسم 2006 / 2007، شكل صدمة كبيرة بالمدينة. خاصة وأن جماهير النادي عاشقة لفريقها بشكل جنوني، وجميعنا يعلم جيدا أن السقوط معناه الانزلاق إلى محرقة يصعب الخروج منها. في تقديري لا أعتبر أن النادي عاش مرحلة صراعات وتطاحنات كانت هي السبب في عرقلة الصعود، لان جميع من تقلد مهام تسيير الفريق كان مسكونا بحبه، لكن أرجح أن السبب الرئيسي لهاته السنوات العجاف هو الارتجال وغياب تصور واضح يحدد بدقة أهداف الفريق على المدى القريب والمتوسط والبعيد، وهذه هي الوصفة التي شرعنا في تطبيقها منذ ثلاث مواسم، فقد خلصنا إلى أنه لم يعد مقبولا أن تبقى مدينة طنجة بمؤهلاتها الاقتصادية وببنياتها الرياضية الهامة من دون فريقها الأول ضمن أندية البطولة الاحترافية، لذلك فتحنا نقاشا عموميا مع الجميع، مسؤولين سابقين، لاعبين قدامى، ممثلي الجمهور، فعاليات اقتصادية، سلطات عمومية، انصب على تشخيص وضعية الفريق، والبحث عن امتلاك جميع المقومات التي ستوفر للفريق مناخا سليما من أجل إعادة البناء لتحقيق حلم الصعود، ثم إرساء منظومة متكاملة لتدبير عقلاني وشفاف كفيلة بوضع النادي على سكة الاحتراف الحقيقي، وها نحن اليوم نسجل بالملموس أن نتائج هاته المقاربة بدأت تلوح في الأفق، وليس أمامنا إلى متابعة التنفيذ بنفس العزيمة وبإشراك الجميع.
ظل ممثل البوغاز وهذا أمر يعلمه الجميع يعيش خصاصا ماليا رهيبا في فترة سابقة. نود منكم السيد الرئيس ان تقربونا حاليا من وضعه المالي ومدى استجابته الممكنة لشروط دفتر التحملات التي تتطلبها الممارسة بالبطولة الاحترافية؟
الخصاص المالي نتيجة حتمية للارتجال وغياب استراتيجية متكاملة وواضحة الاهداف. ولذلك نحن حينما قررنا طي صفحة الماضي، والبحث ن مستقبل مشرق للفريق، سطرنا مجموعة أهداف محددة في الزمان، وفي مقدمتها ضمان إستقرار مالي للفريق يجنبه أي ارتجاجات يمكنها أن تعرقل مساره نحو الصعود، ولأجل ذلك وإيمانا منا أن الفريق هو فريق لمدينة بأكملها وهو واجهتها الرياضية بامتياز، ويجب عليه أن يلعب دوره الإشعاعي بما يليق ومكانة عروس البوغاز، وبفضل الدعم الغير المشروط للسيد والي طنجة، فقط انخرط مجلس المدينة ومجلس جهة طنجة تطوان ومجلس عمالة طنجة أصيلة، في توفير دعم مالي منتظم منذ ثلاث سنوات، كما عملنا على فتح نقاش مع العديد من المؤسسات الاقتصادية بالمدينة من أجل توقيع عقود الدعم والرعاية أسفرت عن نتائج مشجعة، ولنا اليقين أن أسلوب التدبير الشفاف والمعقلن الذي ينهجه النادي سيدفع الكثير من الفعاليات الاقتصادية والمجموعات الاستثمارية إلى الانخراط في إستراتيجية النهوض بالفريق وتأهيله ليلعب أدوارا طلائعية تليق بمكانة مدينة طنجة ولذلك فنحن واثقون من القدرة على وضع اسس صلبة ومتينة ستمكن الفريق من موارد مالية تستجيب لدفتر التحملات التي تتطلبها الممارسة في البطولة الاحترافية..
اي دور لمجلس المدينة والمجالس المنتخبة على مستوى دعم الفريق وخدمة مشروعه؟
إيمانا بدورنا كممثلين لساكنة المدينة، واقتناعا منا أن المؤسسات المنتخبة يجب أن يكون دعم القطاع الرياضي في صدارة اهتماماتها، فقد لقينا تجاوبا من مختلف مكونات مجلس المدينة الذي أتشرف بتحملي لمنصب رئاسته، على تقديم الدعم المالي الذي يليق بحجم وتاريخ النادي، ويستحضر كذلك الرهانات المنتظرة منه، وعلى نفس المنوال أيضا انخراط كل من مجلس جهة طنجة – تطوان، ومجلس عمالة طنجة أصيلة في توفير الدعم المالي للفريق، وفق دفتر تحملات يضمن بدقة التزامات نادي اتحاد طنجة، وهو الدعم الذي مكن الفريق من ميزانية قارة، امنت له الحد الادنى من الاستقرار المالي، وهو ما اعطى لجميع مكونات الفريق من مسيرين واطر تقنية ولاعبين الاطمئنان الكافي، والانصراف إلى التركيز على تحقيق النتائج الإيجابية وإرضاء جماهير النادي المتعطشة لتحقيق حلم الصعود، وبهاته المناسبة لا يسعني إلا أن أحيي عاليا التضحيات الجسام التي يقدمها جمهور اتحاد طنجة الرائع، الذي عبر دائما عن وفائه وإخلاصه للفريق، وكان سندا له على امتداد السنوات، ولولاه لما استطاع الفريق أن يحقق هاته النتائج الباهرة، وعليه المعول كذلك لاستكمال ما تبقى من مباريات هذا الموسم.
سمعنا مؤخرا عن وجود صراعات وتيارات مختلفة الانتماء هدفها السيطرة على بعض الفرق لخدمة مصالحها، هل يمكن القول أن اتحاد طنجة معزول عن هذه الخلافات الضيقة؟
أعتقد أن الدينامية التي انخرطت فيها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من أجل إرساء مناخ سليم لتأهيل كرة القدم الوطنية، عبر اعتماد منظومة متكاملة لتسيير الأندية الرياضية وفق منهاج احترافي سليم، من شأنه أن يقطع الطريق على أي صراعات وأي تيارات تسعى للسيطرة على بعض الفرق لخدمة أهدافها الخاصة كيفما كانت طبيعتها، وأعتقد أن العقليات التي ما زالت تفكر بهذا المنطق لا مستقبل لها، بل صار من المستحيل عليها أن تحقق اهدافها التي ستلحق أكبر الضرر لكرة القدم الوطنية. أما في ما يخص نادي اتحاد طنجة، فنحمد الله على أن الأسلوب الذي ارتضيناه لتسيير الفريق، والمحكوم بضوابط التدبير الحديث الشفاف، شكل سدا منيعا أمام كل من يحاول جر الفريق إلى الوراء، والعودة به إلى منطقة الزوابع والاضطرابات. كما أن لنا الثقة في جماهير النادي، التي ستتصدى لكل من يحاول العبث بمستقبل فريقها، وهي اليوم واعية بأن الفريق قد خطى خطواته الاولى نحو التأهيل الشامل على جميع المستويات.
عانى الفريق كثيرا مع شركة سونارجيس وسمعنا عن ديون تفوق 300 مليون سنتيم وهي كلفة استغلال الملعب بالمباريات التي استفاد منها الفريق، ما هو دوركم بهذا الخصوص على مستوى تمكين الفريق من استغلال الملعب باقل تكلفة ؟
لست هنا بصفتي مسؤولا داخل اتحاد طنجة تقييم تجربة سونارجيس في تدبير ملعب طنجة الكبير الذي كلف الدولة ازيد من مليار درهم. فهذا الامر موكول للوزارة الوصية.
اما بالنسبة لنا بقدر ما نعتقد أن التدبير الناجح لتحفة رياضية بحجم ملعب طنجة يحتاج إلى كفاءات بأسلوب تدبيره حكماتي وإلى رؤية تستحضر الحفاظ على هاته المعلمة مع إتاحة الفرصة للفريق الأول داخل المدينة لاستغلاله وفق شروط تعاقدية تهدف إلى توظيف جيد للملعب خدمة للرياضة بالمدينة وانسجاما مع الأهداف التي سطرت عند إنجاز الملعب، وليس هاجس الربح المهووس هو من يجب أن يحكم منطق مسؤولي شركة صونارجيس. وبخصوص علاقة مكتب اتحاد طنجة بإدارة هذه الشركة يمكن القول أنها لا تحكمها أي رؤية، خاصة وأن مرحلة استكمال الملعب وفتحه أمام الفريق تزامن مع أزمة خانقة كان يعيشها النادي مما صعب من مأمورية إيجاد صيغة ملائمة للشراكة تخدم تطلعات الفريق وتضمن حقوق الملعب والشركة، أما بالنسبة للديون التي ترتبت على الفريق منذ أن تقرر الانتقال من ملعب مرشان إلى الملعب الكبير، وهي ليست على كل حال بالرقم الذي أوردته ، ولكن في جميع الحالات نحن في المراحل النهائية لتوقيع عقد يجمع اتحاد طنجة وشركة صونارجيش مع الجماعة الحضرية لطنجة، سيمكنها في نهاية المطاف من تجاوز هاته المرحل.