المقابر.. واجهة حضارية للأمم المتمدنة
جريدة طنجة – عبد العزيز الحليمي
الثلاثاء 31 مارس 2015 – 09:50:21
ما هو ملفت أن طبيعة المؤطرين اختيرت من بين الأكاديميين، والباحثين والمهتمين بالتاريخ والمعمار من طنجة وتطوان، ومراكش، بل واكب هذا الجمع زوار أجانب.
التقطنا من الجمهور الحاضر قبل تقديم العروض، ما مضمونه أن هذه الالتفـاتـة جـاءت من طَرفِ من يَقيسون النبض العام للجمهور، فكيف بالأجنبي المقيم على أرض هذا الوطن يهتمون كجـــالية بمقام أجناسهم الأبدي بل حتى حيواناتهم يجعلون لها مقابر كحدائق في مستوى أعزائهم إذ المقبرة مدينة أجساد، سلالتها تعطي للأحياء خبرات ومعارف تستفيد منها الأجيال جيلا بعد جيل، والمقبرة فضاء روحي مهاب يتوجب الاعتناء به.
ركزت التدخلات والعروض وبإجماع على أنه هناك إهمال عام وشامل للمقابر في كل من تطوان، طنجة، والقصر الكبير، والعرائش، بل ذهب بعضهم إلى التأكيد على أن المغاربة يتمذهبون بالمَذْهَب المالكي سُنيّــون، وليسوا وهابيين يهملون المقابر، ويهدمون الأضرحة، بل وقع إجماع على جعل سياج لكل مقبرة، وإدارة تتكفل بها، وتدبر شؤونها بوضع دفتر لتسجيل الموتى، وتخصيص مكان للغسل من ليس لهم أولياء، و بــالنسبة لحَفــاري القبور يجب أن تشرف عليهم إدارة المقبرة مع الإنارة ليْلًا لكُـل أرْجــاء المقبرة حتى لا يخترقها المنحرفون.
وهكذا يمكن أن نصنف هذا اللقاء الفريد بأن جعل المسؤولية مُلْقــاة على المجالس المنتخبة، والإدارات المعنية، رهنا نُسجل أنّ المَقْبَرةَ ، وشكل تخطيطها، وصيــانَتها من المظاهر الحضارية للأمم.