أي حضارة عند العرب اليوم؟
جريدة طنجة – العودي محمد
الثلاثاء 10 مارس 2015 – 09:49:49
اليوم نرى أن العَرب تخلوا ليس فقط عن حضارتهم بل حتى عن ثقافتهم واعتنقوا حضارة وثقافة الغرب طوعا بالنسبة للبعض وكراهية بالنسبة للبعض الآخر عن طريق التعليم والإعلام والعولمة، وعن طريق ما يكمن أن نسميه ببقايا أو مخلفات الاستعمار خاصة منه الثقافي .
الـيـوم للأسف الشديد حين تَخَلف العرب عن اللّحـاق بِرَكْـبِ الحضـارة ، صارَ على كُـل من يريد أن يكون مُتحَضرًا أن يَشْتَري الحَضارة التـي يصنعها الغرب، مثلها مثل الثقافة، عليه أن يشتريها كما يشتري منهم بضائعم من سيارات وهواتف وانترنت وغير ذلك، وإلا ظل متخلفا عن ركب الحضارة والثقافة التي صنعاها هؤلاء، بل أسوء من هذا سيظل بدائيا ووحشيا.
يبق السؤال، هل من سبيل لاسترجاع حضارتنا وثقافتنا نحن العرب من جَديد، أم أننا سنظل فقط نَحِنُّ لماضي الأمجاد؟
أعتقد أنه ما لم نسترجع لغة القرآن للتداول تاركين هذه اللغة الدارجة الهجينة المُطَعَّمَةِ بلغة المُستعمِر فلن نستطيع أن نصنع ثقافة تنسجم مع ديننا نحن العرب المسلمين، وأيضا ما لم نُعَرِّب تعْليمَنا بالكامل والعلوم الحديثة تماما كما فعلت الصين واليابان و كـوريــا الجنُوبيّـة لنَنْطلقَ حيْثُ انتهى الغرب، فلن نستطيع أن نصنع حضارة تخصنا وتُميزنا عن غيرنا، بل سنظل مستهلِكين لإنتاجات الغرب ربما مدى الحياة، بل أكثر من هذا سوف نفقد إيماننا وعقيدتنا لأننا سنتقدم بإيناء فارغ بما أننا نسير على درب التقليد والتَبعية والتّخـاذُل أمـامَ الحَضـارة الغـربية الـدوابية الآخذة في الأفـول على مستوى الانسان ، ضـاربـة عرض الحـائـط كل مـا يـرتبط بالآخرة، وهذا أخطر شيء بالنسبة للعرب والمسلمين، لأنهم أُخرِجوا من قواعدهم الذاتية والثقافية وأصبحوا زبناء حضارة وثقافة للغرب، ضعفاء تابعين ومُقلدين، لذا أصبح لازمـًا عليْنَـا نحْنُ العَرب أن نعود إلى ذَواتنـا إذا أردْنــا أن تَكونَ لنــا حضارة، حضارة في الحاضر والمُستقبل وليس حضارة الماضي الذي انتهى ..