أقنعة النفاق
جريدة طنجة – آية الحَسّاني
الخميس 26 مارس 2015 – 10:45:39
براءَتــي دائمـًا تَقودُنـــي للموْت ، ليُنْجيني القَدَر بــأعجوبــة . عَفْويــة طبْعــــي ، دائمة تخلُق لي المَتــاعبَ . أبهَذهِ الحَقــارة أصْبَحـــوا ؟ لا يُعْقَل ! كيفَ لَهُم أن يستدرجُونكَ لمُسْتوَاهُــم ، لتَعاملهم بما عليها أخلاقك ، وفجأة تجد نفسك ضحية ، وهم السفاحون . بيدي منحتهم سكين حتفي ، و لحد مماتي .. هم يرتدون حلة العفة و الطهارة ، و يخفون خلف عباءة الشرف حقارة الأنذال ، ودناسة الأحقاد .. ليحادثونك بلسان لاذغ ، ليسمموا بدنك ، وليشوهوا ملامح بسمتك ! تبتسم في وجههم ، فيصدوا باب الفرحة في وجهك . تضحكهم ليبكونك ، تحتضنهم ليطعنونك . تساندهم ليسقطونك أرضا .. تقبلهم ليعضونك ككلاب شرسة .. أو عفوا ! كثعالب ماكرة .. فلو كانوا يملكون شيئا من وفاء الكلاب لكانوا أحسن بكثير .. لطالما بحثْتُ عن أعْداء كِبــار أكبــَر بهم ! تلك الضفادع الصغيرة التي بالكاد ترى . تنقنف في بابك ، و تقفز في بلاط أعتابك ، وما إن تفتح بابك اللعين لها ، إلا وتتحول الضفادع الهزيلة إلى تنين شرس ! كنت أبحث بعيدا عن الأعداء ! أمعن النظر في من يبعدني بمئات الكيلوميترات . أحتاط من فلان و علان ، من هذا و ذاك .
وفَجْـــأة ! إكتشفتُ أن تِنين قَدَري يُصافــحُ كفي دائمًـا ، يتوسّدُ صَدْري كلّمــــا أحس بـــالضَيــاع . عدوي خلته أقرب أصدقائي ! أتصرف معه بلباقة فيتصرف معي بتملق . أحبه لله وفي لله ، فيكرهني لله و في الله . أنصفه فيخذلني ، أرفعه فيسقط هيكلي أرضا .. الخبيث هدفه من هذه الحياة هو تدمير هذا و تحطيم ذاك .. يستشعر السعادة كلما تعملق رصيد أعدائه .. بلحوم غيره يتغدى ! وبسفك دمائهم ينتعش .
إخلعوا أقنعة النفاق ، وذَروا الشقاق و سُوء الأخلاق . سَئمتُ تصنعكم و تَملُقكم ! من يريد مُصاحبتي فباب قلبي مَفتوح ، ومن أراد الإنسحاب . فليتفضل ، وليغلق خلفه الباب بإحكام . أعلنت الحرب ، فاحذروا من رصاصة غضبي .. فأنا لم تشقى أمي علي 9 أشهر لأكون لعبة في أيدي السفهاء .. إرحلوا ! وإخلعوا عباءة الطهارة ، لأنني إكتشفت أنها ستار للعهارة ..
حسبي الله ونعم الوكيل .