قصة من الواقع : عنْدَمـا بَكى مُسن من ذَوي الاحْتيـاجـات الخـاصة بالمُسْتَشفى “دوق دي طـوفـار”!
جريدة طنجة – م . إمغران
الجمعة 27 مارس 2015 – 10:36:25
استسْلمَ الرَجُلُ المُعــاق أمام جَفـاء الدُكتــورة ، واعترته ارتعاشة لافتة، حيث أمسك به بعض الحضور، وأجلسوه على مقعد خارجي، في الوقت الذي كان يفرغ ما في جوفه من كلام مشحون يريد من خلاله التنفيس عن مظلوميته: “أنا أولى من كل هؤلاء بالإصغاء إلي،حيث إن حالتي الصحية واضحة أمـامكـم”.
المَشْهد أثـّرَ على الحُضــور، خـــاصة عندما أجهش المعاق المسن بالبكاء، مما دفع حتى بالمرضى وبعض الزائرين إلى الالتفاف حوله ومواساته، في الوقت الذي أخرج من بين وثائقه بطاقة سلمت له من طرف الدوائر العليا للبلاد، وبدأ يلوح بها لهم، وهي بطاقة توصي بمعاملة تفضيلية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، قبل أن يمزق المريض كشفه الخاص بتخطيط القلب، ثائرا في وجه الجميع، مفضلا الانصراف، رغم تضامن مطلق، لقيه من طرف سيدة، فـاعلة خير ، كــانت ضِمْنَ الحُضــور، والتـي عَرضتْ عليهِ نقلهُ إلى أيّ مكـــان يـريـــد العلاج به والاطمئنان على صحته.
لكن المريض رفض، وأطلقَ عُكــازيه للريــح ، مُتـوتـِّـر الأعْصــاب، محطم الأنفاس.! وما هذه القصة إلا نموذج مصغر للواقع المظلم للمستشفياتنا، ولفئة ذوي الاحتياجات الخاصة والتي بالمناسبة تجدر الإشارة إلى التساؤل حول موقعها من الإعراب في التعامل اليومي معها في جميع الخدمات العمومية والخاصة، وهو التعامل الذي لا يرقى إلى المستوى المطلوب والذي توصي به الدوائر العليا.



















