في عيد المرأة : وما نيل المطالب بالتمني….
جريدة طنجة – سُميّة أمغار
الثلاثاء 10 مارس 2015 – 10:15:45
وفَجْــأة، كذلـك ، أفـرَجـت بسيمة الحقـّاوي التي تعرفون عنها الكثير، عن مَشْروع القَـانُون التّنْظيمي المُتَعلّـق بـإحْداثِ هيئة المُنَـاصفة ومُحـاربـة التّمْييز ضـِدّ المَـرْأةِ.
هكذا يَبْــدو المَشْهَـد، و كأنـّهُ ضَـرْبٌ مِنْ ضُـروب المُفـاجآت المُبـاغِتـة.
وبعد انْجـلاء الحَقيقة، يتّضحُ أن لا دخل لعُنْصُـر المُفـاجأة في الإفـراج عن القانونين معـًا ..
إنّهـَا، و برأي أهل الخبْـرَة والحكْمَـةِ ، عملية استْبـاقية لامْتِصَــاص غَضَب المَرْأة المَغربيّـة من مواقف الحكومة المتذبذبة بشأن عـالـم الأنثى ، ونحن على بعد سُوَيْعـات منَ الاحتفالِ بــاليوم العالمي للمرأة، وقد أعلنت فَعـاليات نسائية ، سياسية وجمعويـّة وحُقوقيـة من مُخْتلَــف المَشارب والإيديولــوجيات، قــرارها بـالنُزول إلى الشارع ، في مَسيراتٍ ضد رئيس الحكومة ، تنديدًا بمَواقفــهِ التراكُمية ضِدّ من أسماهم “العيالات”، ومنهن من لا يرقى هو وجماعته إلى عُلو كَعْبهـن، علْمـًا و ثقـافـةً وموهبة وخبْرَةً ومَهــارةً في السياسة و الإدارة وتدبير الشأن العــام على مُختَلف الأصْعِدَة .
الـرّئيس جَرَّ عليه غَضَب نسَاء المغرب بصفة مَجــانية ، وفـي أكثر من موقع ومُنـاسبة، بالبرلمان وخارج البرلمان، حين شبههن بـالثـريـات واعترض، ضمنيـا، على خُروجهن للعمل، مُستنْفرًَا قــواعده للتّحـْريض على مُوَاجَهَـةِ طُمـوحـات المــرأة المشروعة في المساواة التّـامَة معَ الرّجُــل في الحُقــوق والـواجباتِ والمسؤوليات وفي محاربة “النظرة الدونية التقليدانية” للمرأة، وفق تصور ذكوري متخلف، يرتب للمرأة أدوارها في الحياة والمجتمع على أساس أنها نوع من “متاع” للرجل، لقضاء الوطر، وهو الحاجة والبغية، على أساس أنها ملك اليمين وأنها “ناقصة عقل ودين” .
إفـْـراج بنْكيران و الحَقــاوي عن المشروعين مَعًا، دونَ أن يجـْرُؤا على إخْراج قـانون مُحــاربة التّحرُش الجنْسِي والعُنْف ضدّ النّســاء، الذي “جَمّـدهُ” رئيس الحكومة، بل وسَخِرَ منه ُفي اجتماع حُكـومــي، جاءَ تحْتَ ضَغْط الشارع النِّسْوي الــذي تحرّكَ بقـُوّة خلال السنة الماضية وبداية السنة الحالية عبر عقد العديد من الندوات والتجمعات والمؤتمرات، تنديدا بعجز الحكومة عن سن قوانين تحمي المرأة من العنف الذكوري الذي تواجهه في البيت والعمل والشارع ، دون حماية لها أو رادع للعابثين بحقوقها ن أهلا وأزواجا وعامة الغرباء ممن لا مروءة لهم ولا خلاق.
فخـِلالَ تَغيب اضْطراري عن هذهِ الصَفْحـة ، لبضْعَــة أسابيـع ، تجمـّعَ لدَي العَديد من حـالاتِ العُنْـف الــذي واجهت المـَرْأة المغربيّـة من ضَرْب وجُرْح و تَشْويــه و قَتْـل ، تَعرّضَت لــهُ الصَحـافة الوطنية دون أن يحز ذلك في نفس وزراء “العدالة” و”الحمامة” و”الكتاب” و”السنبلة”،الذين دفعت بهم أقدارنا وأقدارهم، إلى كراسي الحكم في أول تجربة لـ”الخلفية” المعلومة التي كنا نأمل أنها ستنتصر للمرأة التي كرمها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وأوصى بها رسوله الكريم، في خطبة الوداع، وهو يعلم أنه راحل….صلى الله عليه وسلم.
كنا ننتظر، وخـابَ ظنّنـا في من اعْتقدنــا أن على يدهــم الفرج والخلاص، فإذا برئيس الحكومة “يُعلقْنــا” ثريات في الصالـونـــات ، ويخاطبنا تحت قُبّــة البرلمان بـ “العْيــالات“، ويعرج على “الحمام” ليربط جدية مطالبنا بضجيج “حمامات العيالات” ولا يرى في قدراتنا إلا قدرة بعض النساء على حمل أثقال تنوء بحملها الجبال”، في إشارة، لا شك، لمن يسمون بـ “بغلات التهريب” اللائي اضطرن إلى ذلك بسبب إهمال الدولة لحقوقهن وتجاهل المسؤولين لواجباتهم ومسؤولياتهم في توفير ظروف العيش الكريم للمواطنين، وإلا فما الحاجة في حكومة إن كانت تعتقد أن كل همها هو في “تصريف الأعمال” العادية اليومية، بدل التفكير في خلق ظروف الكرامة الوطنية لكافة المواطنين والمواطنات، حتى لا يضطرهن الفقر والحاجة إلى حمل “أثقال تئن منها الجبال” من أجل دريهملات، نعم، دريهمات قد لا تكفي لشرا قطعة خبر و حك سردين لأسرة بكاملها، بينما تغدق الحكومة على موظفيها الملايين من أرزاق الشعب ومؤوناته…..
يـا خَيْلَ الله ..!!
وبطبيعة الحــال، سَعى بنكيران، خلال الاجتماع الأخير لحكومته ، وكَعـادتهِ ، إلى اتّهــام من لا يسميهم أبدًا إلاّ عَبْرَ مُعْجَم الحيـوانــات بـ “محاولة استغلال قضية المرأة النبيلــة”..هكذ…ا وأكد أن حكومته لن ترد على ذلك إلا ب “العمل” ، رافضا منطق المزايدات، في إشارة خفية إلى المظاهرات النسائية التي تم الإعلان عن تنظيمها يوم ثامن مارس بالرباط للمطالبة بتنزيل الدستور في مــا يَخص المُسَاواة والمُنَـاصَفـة.
إنّ ظُـروفَ إخْراج القانونين معا، توحي، كما التوقيت الذي اختير لذلك،بأن الغاية “انتخابية” بامتياز .ا وأن الدافع إلى ذلك “تسويق” مشاريع اجتماعية خلال الذروة الانتخابية ولو قبل أوانها القانوني، في سياق مخططات معلومة عند عامة الشعب، سبقت العدالة والتنمية إليها أحزاب أخرى تولت “تبدير” الشأن العام خلال نصف قرن من الاستقلال، ما أكسب الشعب “مناعة” ضد هذا النوع من “البروباغاندا” السياسية التي يبدو أنها القاسم المشترك لأحزابنا المتفتتة والمتبعثرة، أياما قبل الاستحقاقات المقبلة .
مع أطيب المتنميات للمرأة المغربية في اليوم العالمي للمرأة..
وإنها لمعركة حتى النصر .
وما نيلُ المَطـالبِ بالتّمَنـي *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابـًا