عاشت المرأة المغربية : 8 مارس لسنة 2015 كان لها نغم خاص
جريدة طنجة – محمد سعيد الشركي اخناشر
الأربعاء 18 مارس 2015 – 10:50:50
إنَّ كَثير منَ الأوْضـاع السلبية في الحَيــاةِ تُشكّـل قـُوة دافِعَــة نحو الأهداف الكبيرة ، وتحيي في النفوس اندفاعات إيجابية في الاتجاهات التي كانت تعتبر بعيدة المنال .
و ظَهـرَ هـذا واضحـًا في سِجل المَـرْأة الّـتـي كـانت الهيمنة الرجالية تجعلها قابعة في المنزل تحرصه وتسهر عليه رغم ما كان لها من أوقات لم توجه إلى طرق استغلالها خوفا من هيمنتها .
لقد كــانت أصْوات المُثّقفين و الحـزبيين والنقابيين تصدح بمصطلح المساواة ، و كان الظن قـائمًـا عندهم أن هذا المصطلح من مَنـابت عقولهم وأفكارهم بالرغم من ترديدهم لنشيد آخر يتمثل في قولهم ” النساء نصف المجتمع ” وقولهم الدائم ودون مراعاته وهو ” النساء شقائق الرجال في الأحكام ” ناسين أن الله عز وجل سوى بين المرأة والرجل ، والرجل والمرأة قبل وجود الرجال والنساء ، فقد قال الله عز وجل في كتابه القرآن الكريم ” المومنون والمومنات بعضهم أولياء بعض ” .
فعيد المرأة 8 مارس في سنة 2015 يبقى صورة واضحة عما فرضته المرأة فرضا ، وما اصبغ عليه من حلة خاصة أثبتت تضحيات النساء المغربيات حتى رأينا بعض الإدارات تسرع في الاحتفال بهذا العيد وتظهر فيه الفرحة بالمرأة وبوجدها في تلك الإدارات .
وقد كانت التنظيمات الحزبية والنقابية مهرولة للاحتفال بهذا العيد قاصدة إبراز الحفاوة بالمرأة المغربية ، وكأن هذه المرأة كانت مدفونة وهم أخرجها من القبور .
ما سبب هذه الاحتفالات في هذا العام ؟
إن كل التصرفات تحتاج إلى قراءات متعددة ، ولكل واحد الحق في أن يدلي برأيه .
ومن خلال تتبعي للتنظيمات السياسية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني ونشاطاتها وَجدت أن الهَـزة لكل من حاول إظهار الفرح بعيد المرأة هذا العام من إدارات وتنظيمات مختلف مصطلح جديد واحد هو :
الإنصاف و عند ما يقال الإنصاف فــإن الأمـرَ يدلُ أن حقوق المرأة كانت ضائعة ، ولم تكن منصفة في المجتمع .
وهذا الإنصاف لا يستطيع أي تنظيم أو إدارة أن يدعي أنه كان له دور فيه . ذلك أنه هبط على جميع التنظيمات هبطة سريعة هزت أركان التنظيمات المختلفة ، حيث نزل هذا المصطلح دستُوريـًا ، فاتتحت الأفواه دهشة ولم تحس إلا والمغاربة يقرون الدستور ليصبح المصطلح قائما بارزا لا يمكن تغطيته أو الاجتهاد في قمعه أو الالتواء عليه .
فهنيئـًا للمرأة المغربية بعيدها ، ولتحرس على مصطلح الإنصاف ولا تتركه يتغطى بالأقوال والمفاهيم الملتوية.
ولتتمثل بالحكمة المعروفة عندنا والتي تقول : من صار على الدرب وصل ” وها قد وصلت المرأة المغربية للطريق السيار ، فلا تقف ولا تتأخر وتتقدم ، وإن الاستحقاقات الآتية ستكون شهيدة على إثبات النجاح أو عدم إثباته ، ونحن نتمنى لها النجاح والتوفيق إن شاء الله تعالى .
و هُناك حِكْمـة عِلميّـة أخرى يجب تَذكُرهـا و العمل بها . تَقولُ الحكْمَة : ” لا يكْفي تحقيق الهَدَف ، بل أهم من ذلك المُحـافظة على الهَدَف ” .
يُتبع