إشادة بالمنتزه الطبيعي “بوهاشم” خلال زيارة لمنتزهات إفران ومكون بأزيلال لتبادل الخبرات بلمختار: “المجتمع المدني ساهم بشكل كبير في تطوير التعامل مع البيئة وكيفية الحفاظ عليها”
جريدة طنجة – محمد السعيدي
الجمعة 06 مارس 2015 – 09:57:04
وفي هذا السياق، قال أحمد بلمختار، رئيس مجموعة الجماعات الترابية لمنتزه “بوهاشم”:”اللقاءات كانت جادة وهادفة في إطار تبادل الخبرات في كيفية الاستغال على مستوى المنتزهات الطبيعية وأهدافها النبيلة، سيما الحفاظ على البيئة. وأهم ما لاحظناه اهتمام المجتمع المدني المغربي بالبيئة و إهتمامه البالغ بها وانخرطه في المجال بشكل كبير. كما لاحظنا في زيارتنا، كيف أصبح التعامل مع البيئة سواء من طرف الرجال أو النساء وكذا الأطفال، وكيف يحاولون الحفاظ عليها بطريقة متقدمة. و ارتفاع درجة انخراط المجتمع المدني بشكل كبير في هذه المنتزهات، هذا ما يؤهلنا لنصل إلى رتب متقدمة في مجال المحافظة على البيئة في بلدنا”.
وأشادت جميع الأطراف المسؤولة عن منتزهي “إفران” و”مكون” بمنتزه “بوهاشم” من خلال العرض القيم الذي قدمته نسرين علمي، مديرة مشروع ” المنتزه الطبيعي بوهاشم”، نظرا لتكامل ملف المشروع ومميزاته وانفراده بالصيغة الجهوية التي يتميز بها.
وانطلقت أشغال الزيارة من مدينة إفران التي استغرقت يومين ( 18 و 19 فبراير 2015)، قام خلالها وفد جهة طنجة تطوان بزارة إلى مقر “المنتزه الوطني بإفران” الموجود بمقر المندوبية السامية للمياه والغابات بأزرو
حيث اطلع في اجتماع بقاعة المقر على تجربة منتزه إفران، من خلال عرض قدمه المهندس دور عبد الرحيم، مدير المنتزه الذي الذي تحدث عن اسس وأهداف المنتزه الوطني الذي أنشئ في أكتوبر 2004 على مساحة 53.768 هكتار في إطار مخطط مديرية المتنزهات المحمية. ويغطي 7 جماعات قروية . وهو مشروع ذو أبعاد باعتباره وسط طبيعي محمي يساهم في استقطاب أكبر عدد من السياح المغاربة والأجانب من هواة الطبيعة الخلابة وكذلك انعكاساته الإيجابية اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا. بالإضافة إلى المحافظة على الموارد الطبيعية ودورها في تحقيق التوازن البيئي كجانب أصبح يحظى بالأهمية من طرف المسؤولين في المغرب.

كما تطرف المتحدث إلى تكوينات المنتزه من الأرز الذي يتمثل 48.000 هكتار، أي ما يعادل ربع المساحة العالمية الغابوية. وتمثل الغابة 56%، حوالي 300.000 هكتار تتوزع على كل من غابة آزرو سيدي مكيلد، غابة جبل عوا وللاميمونة وغابة الجعبة، كما يتكون الفضاء من 44% من المسارات. كما تم رصد التنوع الحيواني الذي يزخر به المنتزه يتوزع بين الثدييات بنسبة 35%. وطيور مائية بنسبة 42%. والزواحف والبرمئيات بنسبة 32%.
ويساهم المنتزه بمجموعة من الأهداف، نظير حماية التنوع الإحيائي للوسط الطبيعي، احترام التكامل الثقافي للساكنة المحلية، المساهمة في الاقتصاد المحلي وتحسيس السياح باحترام الأشخاص والفضاءات .
وأكد دور عبد الرحيم، أن الرهان على المنتزه يكمن في خلق نوع من التواصل وتوعية وتحسيس أكبر عدد ممكن من الناس من خلال تنظيم رحلات تربوية بالوسط الطبيعي واكتشاف الحيوانات من أنواع متعددة.
يذكر أن هذا المشروع تم تمويله بما يزيد عن 214 مليون درهم بمساهمة الوكالة الفرنسية للتنمية بمبلغ 288 مليون أورو وهو ما يمثل 28%، والمندوبية السامية للمياه والغابات بـ 28%. ، والجماعات المحلية بنسبة 12 %. .
كما تطرق المتدخل لنقط أخرى، ضمنها بعض الإكراهات.
مباشرة بعد هذا الاجتماع، انتقل الوفد لزيارة المتحف البيئي للمنتزه المتواجد بنفس المقر. وهو فضاء يعكس ما يزخر به إقليم إفران من تنوع بيولوجي، حيث أضحى يعتبر منتوجا سياحيا مهما يجذب المهتمين بالسياحة البيئية والجبلية.
حيث قام لحسن أوكمو، إطار بالمنتزه، بشرح اللوحات بهدف تفسير العلاقات والتفاعلات بين مختلف مكونات المنظومة البيئية (حيوان، نباتات، تربة). ويضم المتحف أيضا فضاء لعرض منتجات التعاونيات المحلية كالعسل والزعفران وزيوت النباتات العطرية. ويساهم هذا المتحف البيئي، في خلق دينامية تنموية واقتصادية بالمنطقة وفي النهوض بالسياحة المستدامة والايكولوجية، وتحسيس العموم بضرورة الانخراط في مختلف المبادرات الرامية الى حماية البيئة. ويتكون المتحف البيئي للمنتزه الوطني لإفران من فضاء يعرض تاريخ وجغرافية المنطقة من خلال صور ولوحات وعينات صخرية، تنتمي إلى أزمنة جيولوجية مختلفة، وأدوات. وأزياء مميزة تعكس تاريخ وثقافة وأنماط الحياة بالمنطقة.
و مكونات التنوع البيولوجي للمنتزه من نباتات وحيوانات وأسماك وفراشات.
وأوضح لحسن أوكمو أن المتحف البيئي يشكل مرآة تعكس ما يزخر به المنتزه الوطني لإفران من غنى على مستوى الغطاء النباتي والثروة الحيوانية والموروث الثقافي وفي مجال علم الحفريات، كما يبرز أسلوب الحياة القديمة الذي مكن من رسم معالم المشهد الطبيعي الحالي للمنتزه.

وفي الفترة المسائية، قام الوفد بزيارة إلى بحيرة “رأس الماء” التي تقع على بعد ستة كيلومترات من مدينة آزرو، للاطلاع على محطة لتربية الأسماك التي أنشئت عام 1957 وتمتد على مساحة 12 هكتارا ويسهر على تدبيرها المركز الوطني لأحياء الماء وتربية الأسماك التابع للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر. وتلقى الوفد شروحات من نزهة العادل، مسؤولة بالمركز، أفادت بالدور هذا المركز الذي يهدف إلى رفع معدل الانتاج باستزراع الأسماك، وإنعاش الصيد الرياضي والحرفي، والنهوض بالسياحة البيئية في المنطقة مع المحافظة على التنوع البيولوجي. وتضم المحطة مفرخ وأحواض للسمك وقاعة عرض ومدرسة للصيد هي الأولى من نوعها على الصعيد الوطني.
وغادر الوفد مدينة إفران في اتجاه بني ملال لاستكمال برنامج الزيارة في يوميها الثالث والرابع، حيث زار يوم 20 فبراير 2015 مقر جهة تادلة أزيلال، واستقبل استقبالا حارا من قبل صالح الحمزاوي، رئيس الجهة الذي تحدث في كلمة مقتضبة عن المراحل والأشواط التي قطعتها جهته في مجال التنمية ومشاريع كبرى شملت هذه الجهة التي تمتد من سهل تادلة وجزء كبير من سلسلة الأطلس المتوسط والكبير على مساحة 17125 كلم مربع. ويبلغ عدد الجماعات بهذه الجهة 82 جماعة من بينها 73 جماعة قروية و9 جماعات حضرية.
من جانبه، رد أحمد بلمختار التحية بمثلها وعرض باسم رشيد الطالبي العلمي فكرة زيارة مماثلة لجهة تادلة أزيلال إلى جهة طنجة تطوان، ومبادرة التعاون وتبادل الخبرات بين الجهتين. وهذا ما تم تأكيده في الاجتماع الذي تواصل بمقر الجهة مع نواب الرئيس وأطر الجهة الذين قدموا مزيدا من التوضيحات بشان جهة تادلة أزيلال، سيما مشروع “جيو بارك مكون”، الموضوع الأساسي الذي جاءت من أجله المجموعة في إطار برنامج الزيارة.
وتم تقديم شروحات بخصوص فكرة إحداث “جيوبارك مكون” بجهة تادلة أزيلال التي جاءت بمبادرة من جمعية حماية التراث الجيولوجي بالمغرب، وتم التوقيع على اتفاقية إحداثه سنة 2004 من طرف مجلس جهة تادلة أزيلال ، المجلس الإقليمي لأزيلال ، مجموعة جماعات إقليم أزيلال وبني ملال ، وجمعية حماية التراث الجيولوجي بالمغرب، كتتويج لمسار طويل من المشاورات والتشارك بين مختلف الهيئات المؤسسة للمشروع. ومن مميزات مشروع هذا المنتزه الذي يزخر بمؤهلات طبيعية، وجيولوجية، وثقافية وبشرية، و يربط تنمية المنطقة بعمقها وتراثها الجيولوجي النادر. أنه حظي باعتراف منظمة اليونسكو وتم إدماجه في الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية، خلال ندوة دولية نظمت يوم 22 شتنبر 2014 بكندا.
وتضم الشبكة العالمية للمنتزهات 111 فضاء موزعا على 32 بلدا، في أوربا، وآسيا، وأمريكا. وسيشكل “جيوبارك مكون” بالمغرب، نواة للشبكة الإفريقية للمنتزهات الجيولوجية. سيما أن المغرب أضحى البلد الوحيد على المستوى العربي والإفريقي، الذي استطاع أن يحصل على مقعد بهذه المنظمة.
وتميز اليوم الرابع من برنامج الزيارة، والثاني في بني ملال، 21 فبراير 2015 بزيارة لمتحف علوم الأرض بأزيلال، وهو متحف قيد الإنشاء، ومن المنتظر أن يفتتح رسميا في دجنبر من العام الحالي. حيث سيعرض هيكل الديناصور”عملاق الأطلس” الذي كان قد استخرج من مقبرة الديناصورات بدوار آيت عيسى بجماعة تيلوكيت دائرة واويزغت، التي يصفها الخبراء والباحثون الجيولوجيون بجنة البحث الجيولوجي والتراث الأبدي، الذي يعود بالسائح العادي والباحث المتخصص إلى أعماق التاريخ الإنساني. كما تمت زيارة مكان محاط بسياج إسمنتي يضم أحجام مختلفة لخطى الديناصورات وبأعداد تفوق بكثير مثيلاتها في مناطق أخرى من العالم، وتمثل أكبر مقبرة لهذه الكائنات الأبدية وحيث كان يرقد عملاق الأطلس.
وتبقى شلالات (اوزود) من أبرز محطات الزيارة وهي من اروع الشلالات الشهيرة في المغرب حيث يقصدها الالاف من السياح المغاربة والاجانب على مدار السنة طلبا للراحة والاستجمام والتمتع بسحر الطبيعة الذي لا يقاوم. وتقع في إقليم أزيلال، التي تبعد ب 80 كلم عن مدينة بني ملال. ويبلغ ارتفاع الشلالات حوالي 110 متر. ويعتبر الموقع هو الأكثر زيارة في المنطقة على مقربة من وديان خضراء، طواحين، بساتين و دائرة رائعة من حناجرِ و ينابيع نهر العبيد.
يذكر أن وفد مجموعة الجماعات الترابية لمنتزه “بوهاشم” ضم كل من أحمد بلمختار، رئيسا للمجموعة، و نــائبه الأول، عبد السلام قسطيط عن جماعة تنقوب بــإقليم العرائش، و أعضاء المجموعة، أحمد السحيمي عن مجلس جهة طنجة تطوان، محمد الهدار عن جماعة بني ليث، إسماعيل أملال عن جماعة الواد ، ونواب عن بعض أعضاء المجموعة. بالإضافة إلى أطر وموظفي الجهة، وهم نسرين علمي مديرة مشروع ” المنتزه الطبيعي بوهاشم”، ومصطفى العباسي، المسؤول عن الشؤون الإدارية والقانونية، والبشير العلمي، المكلف بالمالية، وسميرة بوكرين ومحمد السعيدي عن خلية الإعلام والتواصل.
موفد الجريدة إلى إفران وبني ملال:محمد السعيدي