سطور أدبية
جريدة طنجة – حمزة الحسّاني بنطنيش :
الجمعة 20 فبراير 2015 – 09:46:26
دَقّ المُنبّه بَعْـدَ سَاعـة من 07:00 صباحا، تصفحت جرائد الصباح، وبعض الأخبار الهامة، بعد الاستيقاظ وطقوسه مباشرة، عند ذلك أشرت إلى سيارة الأجرة في اتجاه “الحافة” بعروسة البوغاز، اتخذت مكانا مطلا على البحر بمقهى 1921، والذي حظي بزيارة العديد من الأدباء والكتاب وأهل الفن، من مشاهير الوطن والعالم، أتاني النادل فطلبت منه أن يعود بعد حين، رمشت عيناي بمشاهد البحر الناعم، ومشاهده الرومانسية الصباحية، في جو حنين، أخذت الجهاز، وأكملت كتابة سطور قلائل، وما إن قرأت بضعة أسطر من رواية “الحب في زمن الكوليرا” حتى رن الجهاز، في مكالمة للأستاذة الأديبة، استجمعت قواي ونظرت، فإذ بها قد اقبلت في حلة متواضعة، قليل من الأوراق تتأبطها ، وروايتها التي ألفتها فبل سنة بيدها ملتصقة بالجهاز، إضافة إلى القلم الذي لا يفارق اناملها، وهي تمشي على استحياء، متشبعة بطعم التواضع والأدب، وقفت إجلالا لوصولها، حتى سلمت واستنبأت عن حالي، تبادلنا كلمات الود، وأذنت لها في الجلوس قائلا: تفضلي مولاتي، أخذتها حمرة خجل استمرت لما بعد الجلوس لبضع دقائق، حتى اندثرت شيئا فشيئا، تبادلنا الحديث والرأي، إلى أن استوقفتها قائلا: أليس من حقنا أن نأخذ وجبة فطور ؟ ابتسمت وقالت أنتظر القول منك، قدم النادل وجبة مغربية أصيلة، تزداد أصالة بجوارنا للبحر، كانت مائدة إفطار روحي غني، أكثر مما هو مادي محسوس، ما إن استمر الحال على نفس المنوال، حتى أخجلتني سيدتي بالقول: هل يمكن أن تشرفني بتوقيع على الصفحة الأولى من روايتي هاته كما وعدتني قبيل أيام ؟ احمر خدي وقلت هذا مما يعليني إلى منصة الشرف، ولكن بحضرتك كل شيء ممكن !
ابتسمت سيدتي ابتسامة فخر وثقة، تبادلنا أطراف الحديث، من هنا إلى هناك، حتى أفصحت عما خبئ من قبل، واستفهمت عما لم تكن تعلم، في عدة أمور ونوايا …
كان من آخر ما ختمت به سيدتي هو سؤالها: هل يمكن أن أكون بطلة روايتك ؟ هنا فقدت تلك الحواجز المخيفة، واستغلت الفرصة المناسبة، فقلت مما قلت في نفسي: لهي ذات نفسية جريئة في مواطن الجرأة، خجولة في مواطن الخجل.
على كل أجبت سؤالها بقولي: إن أحسنت السبك فيما بين الجمل، وكنت موضوعية في التنسيق بين التراكيب، واستمر تعبيرك على الحال الذي عرفتك به أول الأمر…
يبدوا أنا أرضينا أنفس بعضنا البعض، وافترقنا على مائدة التراضي والعطف والتفاهم، فمن ذلك استودعتني الله، وراحت قبيل الثانية عشر زوالا بدقائق، على أمل اللقاء في فرصة شبيهة