ما موقف التنظيمات السياسية والنقابية من نساء لجنة الدعم النسائية ؟ .
جريدة طنجة – محمد سعيد اخناشر
الأربعاء 18 فبراير 2015 – 11:33:13
وهدا الحدث “ تأسيس لجنة للدعم النسائي ” لم يكن يطرح في أفكار المسئولين السياسيين ، فالذين يستكينون إلى الأوضاع دون اعتبار التطورات البشرية كثير ما يغرقون في أمواج تفوق ما كانوا يتداولون في نفوسهم وبين بعضهم البعض .
فـــالمرأة المغربية كان لابد وأن تنتفض يوما ما ، لأن الوضع الذي كانت تعيشه لم يعطيها مكانتها التي تستحقها .
وكما قالت أمكلثوم : ” إنما للصبر حدود ” ، فـالمُؤسسات السياسية والنقابية والمنظمات التي أسسها الرجال كانت – من خلال الملاحظات – تعتبر المرأة زينة ودعما ، مع العلم أن الإسلام كَرّمَ بني آدم نساء ورجالا ، وحمل كل واحد منهما دوره ومساهمته في الحياة الإنسانية العامة .

فطَمس دورًا من الأدوار من طرفِ أشْخَـاص ، أو تَنْظيمـات يُعتبر تَقْصيرًا في الحُقوقِ العامّـة التي يَتساوَى فيها جَميع النّــاس رجالاً ونساءَ .
ويبقى السؤال الذي طرح في العنوان ذو أهمية بالغة في اللحظة الراهنة ، فجميع التنظيمات قائمة على قدم وساق في شأن الاستحقاقات القادمة ، فهي تُعَبّئ الأفراد رجالا ونساء ، وتعقد جلسات على مختلف المستويات من أجل دعم مكانتها بين المواطنين .
ولكن العقبة التي برزت في هده اللحظات تبدو في الموقف الذي يجب اتخاذه من قبل كل التنظيمات دون استثناء من ” لجنة دعم النساء “.
فــالنساء المغربيات لاشك أنهن عازمات على المشاركة في كل الاستحقاقات القادمة وعلى مختلف مستوياتها ودرجاتها . وهذه المشاركة قائمة على المُناصفة ، نصف للنساء ونصف للرجال ، فكيف يكون موقف الرجال ” الآن ” من هدا الأمر ؟ .
إن كل يوم في الحياة جديد ، وأغلب الناس لا يلاحظون ذلك ، وهذا اليوم شهيد على كل واحد منا ، وفي كل يوم تحدث مواقف قد تغير من وجهة نظر الفرد والأفراد ، وقد تبدل وجهتهم .
ولاشك أن أمر تكوين هده اللجنة التي لاشك أنها من اللجن الدستورية باعتبار أنها سيخصص لها دعم مادي للمشاركة في الاستحقاقات كما تحصل عليه الأحزاب .
ونعود إلى السؤال ما موقف الأحزاب والتنظيمات النقابية والوطنية من هده المزاحمة النسائية ؟ .
لقد صالوا واجالوا وحدَهُم في المَيْدَانِ ، ومنهم من اعتبَروا أنفُسهم وحدهم الـوَطنيون ، وأن نِضالهُم كانَ أساسًا للاستقلال حتَّى جَعَلوا أنفسهم أصْحـاب التّـــاريخ ، بل طاش ببعضهم العقل والتفكير حتى أسْنَدُوا لأنفسهم الشرعية التاريخية ، وكأن المغاربة جميعهم كانوا نائمين ، ولم يكن لهم دور في التحرير الوطني .
ولكن لكل وقت أوضاعه ، والنـائمون فعْلًا هُم من يــركنون إلى جمع العبارات والمفردات لأجل إيجاد ارتياحا نفسيا يستندون عليه ويفرحون به ، ناسين أن الزمن متقلب ، وما أكدناه سابقا من أن التغيير مفروض وأن النمو اختياري هده الحالة لا يمكن اللعب بها أو نسيانها إلا من قبل البعض لأنهم مرتاحون لأوضاعهم . والارتياح للأوضاع دون ملاحظة التغييرات تفاجئ الكاثيرين ، وما يفتحون أعينهم حتى يجدوا ما تخيلوه قد تبدل وتغير .
فما موقف الأحزاب والتنظيمات النقابية والمؤسسات الوطنية مع وضعية النساء الجديدة ؟
ليس لهم إلا موقف واحد لا ثالث لهما وهو :
عقد المؤتمرات الوطنية للأحزاب .
وهدا مَا نتناولـهُ في المَقال المُقبل إن شاء الله تعالى .
يتبع