تعددت “الوقفات” والهمّ واحد
جريدة طنجة – عزيز كنوني :
وأمام صمت المسؤولين المحليين والاقليميين و غضهم الطرف عن مطالب الأطر والمهنيين، وأمام التدهور المستكمر لظروف العمل وتظلمات المواطنين من سوء أحوال المستوصفات والمستشفيات، فإن مهنيي الصحة العمومية ينوون الاستمرار في نضالهم بالوسائل المشروعة حتى تستجيب الوزارة لمطالب هم ومطالب المواطنين في خدمات صحية تحفظ لهم كرامتهم وحميميتهم.
وتزامنت هذه الوقفة الاحتجاجية مع تقرير صادم أنجزته القناة الثانية للتلفزة المغربية حول قسم الولادة بمستشفى محمد الخامس في الوقت الذي تتعدد تصريحات الحكومة والأحزاب والمنظمات الحقوقية بالمغرب حول تقدم المغرب في مجال حقوق الانسان وأيضا حول السير نحو إكرام المرأة وأقل صيغة لذلك هو توفير ظروف كريمة للولادة في المستشفيات الوطنية.
وقد نقلت القناة الثانية صورا “فاضحة” تكذب مزاعن المسؤولين فيما يخص توفر ميزانيات ضخمة للتجهيز وشراء الدواء، بعد ما عرضت القناة صور مجموعة من النساء الحوامل وهن يفترشن الأرض قرب المراحيض، منهن من وضعن في ظروف سيئة ومنهن من ينتظرن في ظروف أتعس كما سجل التقرير نقصا حادا في التجهيزات الصحية بالمستشفى، والعديد من التجاوزات الغير مقبولة بتاتا.
عشرة آلاف سيدة يتوافدن سنويا على المستشفى المركزي ولكنهن يصطدمن بافتقار المؤسسات الصحية العمومية لأبسط ضروريات “الوضع الصحي” الحافظ للكرامة البشرية والمحترم للمواطنة المغربية.
فما الغاية إذن، من الحكومة والبرلمان ومؤسسات الدولة بميزانياتها الضخمة إذا لم يكن المواطن غاية كل مخطط من مخططات الدولة. وعلى “رقبة” من، في الدولة، نسجل وفــاة حامل أو وفاة رضيع سببه إهمال الدولة وعدم حرصها على توفير طروف العلاج الكريم للمواطن المغربي.
حقيقة إننا نسمع ونرى على التليفزيون الوزير الوردي يصدح بالتشكي من قلة اليد ويعترف جملة وتفصيلا بالنقص والعجز والاختلالات في تدبير مرافق وزارته، ولكن لا نرى أو نسمع عن تدابير شجاعة اتخذت من طرف مسؤول بهدف تقويم الوضع بما يخدم مصلحة المواطنات والمواطنين..
أم إن الغاية هي التسجيل في الانتخابات والتصويت في شتنبر المقبل، لتبقى دار لُقمان على حـالهـا.