القرآن العظيم باق إلى يوم الدين
جريدة طنجة -محمد الشعري :
الثلاثاء 10 فبراير 2015 – 10:54:15
إن قدر الرسول صلى الله عليه وسلم وشأنه عند الله كبير، قد زكّـَى سُبحانه وتعالى قلبه وعقله ولسانه وبصره وصدره، فقال في آية جامعة: «وإنك لعلى خلق عظيم» ومما يدل على علو مكانته وسمو مرتبته وجلال قدره عليه الصلاة والسلام أن مولاه عز وجل خَصّه بخَصـائـص كثيرة أفرده بها دون غيره، وإليك بعضها :
1 ـ معجزة كل نبي انقرضت، إلا معجزة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ألا وهي القرآن العظيم، وهو باق إلى يوم الدين.
ـ أخبر الله سبحانه وتعالى أنه غفر لرسول الله عليه الصلاة والسلام ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولم يخبر الله تعالى أحدا من الأنبياء بمثل ذلك، فقال رب العزة سبحانه وتعالى: «إنا فتحنالك فتحا مبينا ليغفرلك ما تقدم من ذنبك وما تأخر».
2 – أقسم الله تبارك وتعالى بحياته لمافيها من الخير والبركة فقال: «لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون».
3 ـ كما أقسم الله عز وجل ببلده الذي شرفه بمبعثه فقال سبحانه وتعالى: «لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد».
4 ـ إن رب العزة سبحانه لم يذكر اسم حبيبه عليه الصلاة والسلام مجردا بل مقترنا بصفة النبوة والرسالة، وهي خصيصة، لم ولن تثبت لغيره، تعظيما وتوفيرا لأشرف خلق الله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
5 ـ حتى عند ذكره اسمه قرنه بصفة الرسالة فقال سبحانه: «وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل».
6 ـ إن الله سبحانه وتعالى رفع ذكره فقال: «ورفعنالك ذكرك».
7 ـ يقول نبينا عليه الصلاة والسلام فيما رواه الطبراني وابن حبان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وأرضاه: «أتاني جبريل عليه السلام فقال: إن ربي وربك يقول لك: أتدري كيف رفعت ذكرك؟ قلت الله أعلم، قال: إذا ذكرت ذكرت معي».
8 ـ خص الله سبحانه وتعالى رسوله بالوسيلة وهي أعلى درجة في الجنة. روى مسلم عن عبد الله بن عمر وبن العاص رضي الله عنه أنه سمع رسول الله عليه السلام يقول: «إذا سمعتم المؤذن يؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي، إنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، من سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة». وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه السلام: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع».

هناك، حيث لا يجرؤ ملك مقرب ونبي مرسل، يؤتى صلى الله عليهِ وسلّم الشفاعة العظمى فيؤدن له مخاطبة ربه جل جلاله، يستشفع فيشفع.
إن الله جعل لواء الحمد بيده عليه الصلاة والسلام يوم القيامة. عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه السلام: «أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر، ما من أحد إلا وهو تحت لوائي يوم القيامة ينتظر الفرج، وإن معي لواء الحمد، أنا أمشي ويمشي الناس معي، حتى آتي باب الجنة ، فأستفتح فيقال: من هذا؟ فأقول محمد، فيقال: من هذا؟ فأقول محمد، فيقال : مرحبا بمحمد فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا أنظر إليه »