اديالي اللّي كبير عليك – عزيز الكنوني
جريدة طنجة – عزيز كنوني :
الثلاثاء 10 فبراير 2015 – 15:48
حتى وإن انتقل بعضهم من دور “المهرج” بأنف أفطس أحمر، إلى لعبة “الستربتيز، بالكشف عن “جمال ” كرشه المترهلة أمام “جماعة المتفرجين، رجالا ونساء….. حتى وإن ضبط بعضهم غارقا في ممارسة لعبة “الكارطا الاليكترونية “والإمام يخطب يوم الجمعة”، حتى وإن تمددت “ممثلة ” بين الكرسي حتى وإن ضبط العديدون وهم مستغرقون في النوم بسبب “الإجهاد” الفكري والبدني، لا محالة، ….
حتى وإن انخرط زعيم حزب سياسي “كبير”، وما كبير غير الله، في لعبة “صراع الديكة” تحت قبة السيرك الكبير، لحظات بعد….مع “رعية” من فاس ، يبدو أنه “خرج” على صاحب مشاريع “جر البحر” إلى “عقيبة الفيران، وبناء “تور إيفيل” وسط “الرصيف” أو بـ “القلقليين”…..ولا تزال في جعبته كثير من “الألعاب السحرية “البايخة” !!!… .
حتى وإن “استعان” بعضهم بأنواع غريبة من حيوانات خط الاستواء…. ضفادع، تماسيح،… ذئاب… غرا… يبدو أنهم يستحلون “نعيقها” وسط “غياهب الجب، ووظف أصحاب “السماوي” المسخرين لـ “العفاريت” في مواجهة “الفساد والاستبداد”، مواجهة يبدو أنها استعصت وتمنعت،… فصار لابد من الاستسلام، قضاء وقدرا، واللجوء إلى “العفو”، والعفو “عند المقدرة” من شيم الكرام !!!.
البرلمان يشهد، هذه الأيام، أسوأ دوراته “الفرجوية“، حيث اختلطت الأدوار، وزاغ بعض “الممثلين” عن “النص” المضبوط والمرصود، وانخرط الجميع في لعبة “الارتجال” المبتذل …وتبخر الأمل.ا
غاية هذه المقدمة الطويلة، أن نضع القارئ في الصورة، بعد هذا “الدخان الأسود” الذي ينبعث ، هذه الأيّـــام، وع لى غير موعده ومكانه، من قبة البرلمان، لتتسرب سمومه الفتاكة إلى كل البيوت، من “الحسيمة إلى لكويرة”….بعد ما ألغت “لارام” البنهيمية، ربط طنجة بعدد من عواصم العالم التي كانت تتواصل معها قبل الفيزيائي العربي، عباس بن فرناس، وبعده بحوالي ألف عام، مع الأمريكين أورفيل و ويلبر، صانعي أول طائرة تحلق بنجاح في العالم….
الكلام الرديء المتداول هذه الأيام بين المواطنين والذي كان مصدره برلمان المغرب، والمغرب يستعد لـ “مغامرة جديدة” في عالم الديمقراطية، نسفت ما بقي لدي الشعب وخصوصا الشباب، من آمال في تجربة يطبعها، على الأقل، نوع من الجدية والمصداقية !….. طبيعي أن تشهد جلسات البرلمان نقاشات حادة، حتى وإن تمحورت حول “تفاهات” وكلام به حدة ونزق، كما هي الحال في بلاد الله المتخلفة، ونحن منها …ولا فخر !!!…
وما جرى خلال جلسة “الثلاثاء الأسود” تحت قبة البرلمان، يبعث على الاشمئزاز، بل وعلى الغثيان ، ليس بسبب الحدث ذاته، الذي صار معلوما لدى الخاص والعام، بل نتيجة التأويلات الكارثية التي أعطيت لحوار عاد بين نائبة مسؤولة ورئيس حكومة عاقل ومسؤول، تعمد البعض، من الجنسين، إدراجه في معجم “الروض العاطر في نزهة الخاطر” للنفراوي، برغبة جنونية في ضرب الخصم “تحت الحزام” والأمعان في إيلامه بهدف “تصفيته” سياسيا!….
القصة وما فيها، كما أوردتها منابر إعلامية وطنية عدة، أنه خلال جلسة مساءلة رئيس الحكومة، وفق الفصل كذا، من الدستور الذي “لم ينزل بعد تنزيلا محكما، ….حصلت مشاداة كلامية “لغطوية” بين بعض الفرق البرلمانية، “الاستقلال” و”الأصالة” و”الاشتراكي” بوجه خاص وبين رئيس الحكومة بموضوع الانتخابات المقبلة. ورغم التشنج الواضح في خطاب كلا الطرفين، فإن الوضع ظل “تحت السيطرة”حتى عندما حاول الاستقلالي بنحمزة استفزاز بنكيران بسؤال حول تخليه عن بعض اختصاصاته لجلالة الملك، …
ولكن النقطة التي أفــاضت الكأس ، وتسببت في “الرد المشهود“، جات من جهة “الجرار”،حيث قاطعت ميلودة حازب رئيس الحكومة وهو يرد على النائبة الرويسي، التي هددته بـ “انتفاضة” نسائية مع ما يصحبها من نزول إلى الشارع وتظاهر واعتصام، بخصوص “المناصفة”، الرئيسقال في رده إنه لا يخشى “ثورة نسائية”، ودعا مسائلته إلى التظاهر والاحتجاج مذكرا إياها بـ “الشوهة” التي طبعت مظاهرة سابقة، دعيت إليها “الصحافية المعلومة”، ومع ذلك لم يفلح المنظمون في حشد فوق المائة امرأة، ثم عيرها بحزبها الذي قال عنه ، إن له “أصل تجاري فاسد”.
إذاك انتفضت ميلودة حازب، رئيسة فريق الأصالة والمعاصرة، وخاطبت رئيس الحكومة متحدية ومهددة: “خل عليك حزب الأصالة والمعاصرة في التقار، لأنه حزب محترم وحزب كبير عليك”!..…
وبعد لحظات صمت، انفجر بنكيران ضاحكا وتوجه بالخطاب لميلودة حازب قائلا لها ، “حتى أنا غادي نجاوبك : ديالي اللي كبير عليك ” .ا…..قالها وانصرف، بينما ارتفعت في القاعة قهقهات السادة والسيدات، النواب والنائبات وهم يغادرون، في حين استمرصوت نسائي في الكلام الصاخب إلى أن أطفأ التليفزيون “كاميراته” وانصرف، هو أيضا، لما يهمه!…
وجن جنون قيادات بعض الأحزاب التي انتهزت الفرصة للانقضاض على رئيس الحكومة واتهامه بارتكاب كبائر الاثم والفواحش، ما ظهر منها وما بطن، في حملة مجنونة استعملت فيها عبارات نابية وألصقت بالعبارة المعلومة إيحات جنسية ، سوقية، ساقطة، لا تصدر عن مواطن متزن ومسؤول ، يعلم أن كل كلمة صفة “السلكطة” ــ بالكاف المعقوفةــ على بنكيران بسبب رده الذي وضع، في نظره، وللمرة الأولى في أدبيات الفحش “المغربي” ، مسألة المقارنة في “الحجم”، بين “الذكر والأنثى”، فيما لها و له من “أسرار الكون” ……
ولو قمنا بعملية “تشريح” لتدخل حازب ورد بنكيران، لوجدنا أن الخطاب سليم وبعيد كل البعد عن التأويل الخاطئ والمغرض والفاسد والفاسق الذي ألحق به، سواء على المستوى السياسي أو عبر تعليقات منابر التواصل الاجتماعي.
قالت حازب : خل عليك حزب الأصالة والمعاصرة. الحزب ديالي كبير عليك.
رد بنكيران : حتى أنا غادي نجاوبك. اديالي اللي أكبر من اديالك!
وكلمة “اللي” اسم موصول يعود على “الحزب” الذي جاء في تدخل حازب، ولا علاقة له بغير ذلك، ولا يمكن أن نتصور غير ذلك، من رجل مثقف وقريب من جلالة الملك، ومؤتمن من جلالته ومن الشعب المغربي على شؤون بلد أوصله أبناؤه إلى حيث يوجد.
خلاصة هذه “المندبة”، أن الحوار القصير الذي جرى بين رئيس الحكومة والنائبة ميلودة حازب، من حزب الأصالة والمعاصرة، انطلق من سوء فهم واضح، وقع استغلاله بسوء نية للنيل من هذا الجانب أو ذاك، والحال أن كل ما راج بشأنه من قول فاجر فاحش ودنئء، إنما يسيء إلى الشعب المغربي وإلى الشباب المغربي الذي يسعى الجميع لحمله على المشاركة في الحياة السياسية، من أجل الخروج بالمغرب من “التقوقع” الحزبي الذي يعيشه و السماح بظهور نخبة جديدة شابة من الرواد والقادة، قد ينجحون في القطع مع سلطة الزعماء التقليديين الجاثمين، منذ الاستقلال على صدور الشعب، والذين أوصلوا الخطاب السياسي إلى ما هو عليه اليوم من انحطاط وترد وتفاهة.
بقلم : عزيز كنوني