إختِِِلاس ثوََرات الرَّبيع العَرََبي ؟…(2)
جريـدة طنجـة – عبد المجيد الإدريسي
الثلاثاء 24 فبراير 2015 – 10:11:27
انْضِمَـام مُجْموعة كَبيرة من الشُرطة إلى المُعَـارضة في المناطق المحررة تحت إمرة الحكومة المؤقتة و مأسستها لنشر الأمن ، و من مهامها إيصال الخدمات إلى مواطنيها ؟ أعقبتها آلية التوافق عوض الانتخابات التي سوف تأتي عند إسقاط النظام الذي أوشك أن يحتضر ؟ (على لسان المعارضة) ، إلا الموقف المصري ، استثناء يريد إعادة الأسد إلى الجامعة العربية . لا تغرقوا النحْل و لا تحَرِّكوه ، أيها الانقلابيون ؟… وَ لنْ يَصْلح حال هذه الأمة إلا بما صَلح بها أوَّلها ..
يا عَجبًا الـولي الفَقيه نُسْخة يَمنية عن الشيعة الإيــرانية ، لن تصلح في اليمن ؟ الرفض الشعبي “للإيديولوجية” الشيعية على خلفية الانقلاب المُضاد للثورة مع التجييش الكامل للعصبية ، و الموقف الخليجي الداعم “للشرعية” ،على النقيض فكريا من “آيات الله ” يتصدى “بايعاز” من الغرب للهيمنة الإيرانية التي تتوخى الزعامة بقبضة من فولاذ على الضلع الضعيف في جنوب الجزيرة العربية ، و في خاصرة المملكة العربية السعودية . سياسة التفرقة على غرار رهان قطر على الإخوان و حرية التعبير عكس السعودية و الإمارات بمواقفهما الخليجية (الكلاسيكية ) وهي مجتمعات غير مفتوحة . ثمَّ سحب السفراء من بعض البلدان تبعه التراشق الإعلامي . قد يكون لإيران “يد” في هذه الأحداث بحجة الأقلية الشيعية من مواطني الخليج .
حظي هذا الموضوع باهتمام واسع فتمَّ جبر الضرر بوساطة من عُمان و الكويت من أجل الاستقرار . اقتداء بالحكمة ، أنا و أخي ضد بين عميِّ لم ولن تستطيع بلاد الفرْس تحقيق المكاسب من وراء ذلك . التسوية الخليجية و تصوراتها “ألاشيعية” جاءت لتفادي الدولة العميقة لقطع المد الشيعي في رحلتيْ الصيف و الشتاء الفارسي (سوريا و اليمن ). ثمَّ يخسر من أوصل إلى الخسارة . لا يطلب الشعب العربي العودة إلى الأنظمة السابقة بل السير إلى الأمام لكل ما يُدرَك بالعقل ، من الكرامة و الحُرِّية التى أنعم الله بها على الخليقة .

التوافق ، و ليس في الاستطاعة إلا المُستطاع (موقف حزب النهضة ) هو الذي أوصل تونس إلى برِّ الأمان .الجهل غاية الأعداء للأمة العربية و حقيقة العقل منتهاه ، بآليات حكمة العفو و التراضي . يا من ينشد دين العِلم و الرفق و العفو عن مَن ظلمك مِن أجل إنهاء الاحتقان و جمع الشمل و الكلمة و قطع السُبُل للانجرار وراء الانتقام و القتل و القتل المضاد . كما حصل مع حزب البعْث العراقي في اجتثاته ، و شريحة كبيرة عانت مُعاناة شديدة لإخضاعِها للمُساءلة و لِعدم بَث القضاء في مِلفاتها . هل أتى على دول الربيع العربي أياما و ليالي أشد من “جنون زعماء” أنظمة فاشلة توثق حروبا أهلية تشنها على شعوبها ؟ تسليح الغرب و الشرق للطوائف العربية من مليشيات و النصرة و القاعدة و “الدولة الإسلامية” ، و الحشد الشعبي و العشائر و القبائل و بصفات لا حصر لها و الأنظمة العميقة ، التى تسعى إلى السلطة من أجل السيطرة و إعادة السيطرة ، و الرجعة و قطع خط الرجعة ، بالاقتتال المُميت و كلٌّ يدَّعي النصْر و يهتف “بالله أكبر” و تتساقط الإرواح من بني يَعْرُب .
صعوبة المفاهيم للفرْث و الفِتن و إشكالية النفس العمْياء لا تستيقظ للملايير من الأموال المُهربة على أيدي شخصيات نافذة و ضالعة من الدول العميقة .
منذ الأزمة الاقتصادية العالمية ، وهي عوامل قد تلعب دورا سياسيا في الامْتناع عن عَوْدة الودائع من طرف الدول الغربية مُتحجِّجة بالوضع الأمني في دول الربيع العربي الذي لا يشجع على استرجاعها . في حقيقة الأمر أن الغرب يُساعد على “نهب” الأموال العربية . حتى و إن قدَّم العالم العربي “القرابين” ، فدِماء العرب رخيصة في عيون الغرب . الكمُّ الهائل من رأس المال من النفط العربي ، كان صندوق النقد الدولي يعتمد على المالية العربية (لاستغلالها ) لتقديم القروض لدول أخرى في العالم . عملية الفساد و ظروف الاقتتال الغير الطبيعية ربما مستشكل في نطاق قانوني ، إذ بعض الأنظمة تتردد في إرجاع الودائع العربية المنهوبة . تلك هي الغاية من الحروب الأهلية العربية ، لاستعبادها فكريا و استنزاف خيراتها . ألم يوجد في الخلِية العربية رجل رشيد ؟ أفلح من صدق . ليس في الإمْكان إلا ما كان و ليس في الاستطاعة إلا المُسْتطاع . تفرَّق شمل العرب شذر مذر ، لقول الله جلَّ في علاه :
فجعلناهم أحاديث و مزقناهم كلّ مُمزق …صدق الله العظيم ( س.سبأ 19) .