هنيئًـا للمَرأة المغربيّة (3) تحية للنساء المغربيات
جريدة طنجة – محمد سعيد اخناشر
الخميس 12 فبراير 2015 – 11:25:55
لقد استخدمت النساء في مجالات محدودة ، حددوها السياسيين وبعض المسايرين لهم لتبقى المرأة محدودة الأدوار ، ومحجوبة عن مختلف جوانب الحياة حتى تخلي الميادين للمهيمنين عليها . ولكن الحكمة التي تقول “ من صار على الدرب وصل ” جعلت النساء المغربين يصرن على متابعة الكفاح والاجتهاد في مختلف المجالات حتى حققن الانتفاضة التي أدت إلى فرض نفسهن .
وتجلى هذا الفرض فيما وصلن إليه من تأسيس لجنة الدعم الخاصة بالنساء ولا دخل للرجال فيها ؟ ومن شأن تأسيسهن لهذه اللجنة إعطاء صورة للنساء المغربيات لكل النساء في العالم . فنحن لا نعلم أن نساء دولة من الدول وصل بهن الطموح والجرأة إلى هذه الشجاعة التي تعطي حقيقة لا خيالا مكانة للمرأة في المشاركة الفعلية في تدبير الشؤون العامة ، وتحطيم السدود التي كانت موضوعة في طريق النساء ، ومنها منحهن حصة حسب رغبة البعض ، هذه الحصة التي تقلل من مكانتهن العضوية والفعلية داخل المؤسسات الوطنية . وإن التاريخ سوف يسجل تأسيس هذه اللجنة التي ستعطي للنساء المغربيات ذكر وصوت وقيمة عند جميع النساء بمختلف الدول.
وستدل إن شاء الله أن المغربيات لهن من الحكمة والبصر والتبصر ما يجعلهن محل الاقتداء . إن من شأن تأسيس هذه اللجنة إن شاء الله أن تطمئن بناتنا ونسائنا على أن دورهن يتعدى ما كن محصورات فيه من قبل. كما ينبه المخططون للسياسة إلى ضرورة اعتبار مكانة النساء المجتمع ، وأن القوة النسائية سواء في عددها أو دورها تتعدى الأفكار الضيقة التي تستحوذ على إمكانيات الوطن وتتحكم فيها وحدها . لقد انقضى زمن وحل زمن ، فمن نظر واعتبر وتنازل عن برجه العاجي كما يقال فلا شك أن ميادين المشاركة مفتوحة . فالمرأة تعبر واسعة الخطر والفكر ، ولدلك تقوم بالعمليات المزدوجة في آن واحد ، أليست هي : زوجة، أم ، ربت بيت، بالإضافة إلى مشاركتها الحالية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
أليس الإحصائيات الرسمية تدل على تصاعد دور المرأة في سد حاجيات الأسرة المادية ، وقد رأيناها تخرج إلى العمل مع صلاة الفجر، وقد تعمل بشكل تناوبي حيث تعمل ليلا . فلجنة الدعم النسائي نتمنى للمشرفات عليها أن يتعقلن ويدركن أن هذه اللجة ليست خاصة بالمؤسسات لها ، وإنما هيئة ملك للنساء المغربيات جميعا . وأن تحدد شروط الاستفادة بشكل واضح يتيح سبل عديدة للراغبات في الاستفادة منها . ولا تسقط فيما سقط فيه المسئولون الحزبيون والنقابيون وأصحاب المنظمات الوطنية حيث جعلوا في أغلب الأحيان قضايا الاستفادة ” في المقربين أولى ” وفي ” الطائعين أجدى ” . إن هذه الأحوال هي التي دفعت النساء المغربيات للنضال من أجل تحقيق وجود هذه اللجنة.

فلا تفرغنها من أوصافها أو منافعها، وتحصرن تلك المنافع بين فئات معينة . فــالمبالغ التي ستحصلن عليها هي ملك للجميع واحتكارها كاحتكار السلع لا يجوز احتكارها ، كما لا يجوز احتكار مناصب في مكاتب اللجنة ، وأن يفسح المجال لأكبر عدد من النساء للمشاركة، ومن الأحسن أن تحدد مدة المسئولية في المكاتب وأن تقتصر على دورة واحدة لا أكثر حتى تتاح الفرصة أمام النساء .
كما أن الدعم يقتصر على مرة واحدة لا يتعداها حتى لا تفسد أبعاد اللجنة ، وحتى لا تقتصر المساعدة على فئة واحدة . فالشيطان أخرج أبونا آدم وأمنا حواء عليهما السلام بمدخلين : الملك والخلد. وهدان العنصران منبثين في أعماق أعماق كل إنسان رجل كان أو إمرأة .