هنيئا للمرأة المغربية
جريدة طنجة – محمد سعيد اخناشر
ومن المَعلوم أن المصطلحات تتغيّر بتَغيُــر الأزمنة وتغير الأجيال ، فالمصطلح الذي لم يحض بالرعاية والتطبيق ولم يفهم مغزاه وبعده بين كثير من الناس فإنه يصبح مصطلح مهدد بالانقراض .
وهذا ما وقـعَ لمصطلح المساواة ، فقد استغلَ من قبْل البعض لأغراض سياسية محضة . فنحن لا نجد لهذا المصطلح إلا وجودا في الأجهزة الإدارية ، فهناك كان المصطلح مطبقا نظرا لكونه عاريا من اللعبة السياسية . فالدرجات الإدارية تطبق بالمساواة بين الرجال والنساء ، والأجور في الإدارة تسير في نفس المنوال .
وبالرغم من أن جميع الدساتير المغربية أكدت على المساواة بين المرأة والرجل في جميع ميادين الحياة الاجتماعية فإن جل التنظيمات السياسية والنقابية فإنها لم تولي لهدا الجانب الأهمية البالغة ، فتركت النساء والشباب يحومون حولها آملين أن يسمع صوتهم ولكن لا حياة لما تنادي .
الإنصاف … الإنصاف …
والإنصاف مصطلح جديد يدخل بثقلهِ إلى المجــالِ السياسي ، وتفسيرهِ الحَقيقي يَفوقُ مُصْطلـح المُسَاواة ليُركّـز علــى ” النصف ” .
فـالمُنــاصفة هي المحور الذي تطرحه المرأة المغربية من الآن فصاعدا ، لأنه هو عدتها ومحـورها الأساسي في التعامل على جميع الأصعدة .
فدور المرأة في المجال السياسي تصاعد عن طريق تجارب زمنية طويلة حتى بينت عن قدرتها وإمكانياتها العلمية والتجارب التي خاضتها من أجل تحقيق غاياتها في المشاركة الفعلية وليس المشاركة الصورية .
والمشاركة الفعلية تنبني في المجال السياسي على العددية . فإذا لم تكن للسيدات المغربيات العددية داخل الهيئات المنتخبة على مختلف درجاتها فإن صوتها سيكون ضعيفا . وقد آن الأوان لتمتلك المرأة المغربية الأغلبية الساحقة داخل الأجهزة الحزبية والنقابية والهيئات المنتخبة كما امتلكها الرجال ومند أمد طويل .
فمصطلح المناصفة أصبح مصطلح القرن 21 وهو يناسب الأجيال الدين يعيشون في هذا القرن ويلائم أوضاعهم ويسمح لهم بالتعبير عن فكرهم وشرح أوضاع حياتهم .
فمن المعلوم أن الشيوخ و الهارمون يصعب عليهم فهم الأجيال الجديدة ، وعند ما أقول الأجيال الجديدة فإني أعني ما أقول .
فالمعلومات التي يمتلكها الشباب والشابات والمصطلحات التي يـُروجونها لا يستطيع لا الآبــاء ولا الأمهات ولا الأعمام ولا العمات ولا الخال ولا الخالات إدراكها ولا تفسيرها .
وهذا الكلام يمكن لكل جد أو أب أو أم من المسنين أن يلاحظوه على أحفادهم ومنذ بداية جلوسهم ، ويمكن المرجع إلى ذلك إذا كان الطفل أو الطفلة معتادين على مشاهدة الرسوم المتحركة .
بل ما أن يصل الأطفال إلى سن الثالثة حتى يكونوا أبرع في فهم تلك الرسوم من أهليهم مهما كان علمهم .
إن العصر عصر الإنصاف ، أي إعطاء النصف للمرأة والشباب بلا نزاع ولا تردد . فقد ضاق الشباب ذكورا وإناثا بالتماطل والتردد ولحن القول ، ويجب تطبيق الآية الكريمة ” وتلك الأيام نداولها بين النّـاس ” وبالتالي لا يمكن احتكارها أو تملكها . ومن تواضع لله رفعه .
رابط الجزء الأول
يتبع