لا كراهية في الإسلام
جريدة طنجة – حسّاني بنطنيش :
الخميس 12 فبراير 2015 – 10:25:13
إن الإسلام منذ عصره الأول، مع الجيل الخير، الصحابة الرضوان، تحت قيادة الرسول الأكرم، ورعاية الله الأعز، لب الدين وخير الفهم، بحضرة من لا ينطق عن الهوى، الرحمة المهداة، نجده صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم حارب الكراهية، والبغض، في شتى مواقف، وكثير حالات، وكان يغضب لذلك وتحمر وجنتاه الشريفتين، استقباحا لهذه الخصال الذميمة، ومخافة أن تعشش في أحضان المسلمين.
ممّا رواهُ أهل السير و التاريخ والحديث، حادثة مشْهورة وقعت بين رجلين عظيمين، أحدهما أقرأه جبريل السلام عن طريق رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم، وبشره أن ملائكة السماوات تعرفه، بكثرة قراءته سورة الإخلاص قل هو الله أحد، أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، وعظيم ءاخر سمع الرسول صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم خشخشته بالجنة ليلة الإسراء والمعراج، بلال بن رباح رضي الله عنه؛ فذات مرة ارتفع حديث بين الكريمين في أمر ما، حتى عير أحدهما الآخر بعرقه، فناداه بالقول: يابن السوداء، فسمع ذلك مربينا، وناصحنا، ومؤدبنا، ليرد صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم “يأبا ذر أعيرته بأمه ؟ إنك امرؤا فيك جاهلية !
مرة أخرى يتنازع الصحابة في التعصب لعرق وكره ءاخر، وسمع ذلك خاتم الأنبياء بعد أن حانت السيوف من ضرب الرقاب، فغضب غضبا شديدا واحمرت وجنتاه وقال: أبدعوى الجاهلية، وأنا بين أظهركم ؟ دعوها فإنها منتنة !
إن الإسلام كان في شخص الرسول محمد جليا، مُشخصا، مُترجما، هادًيا، لا يُكفر، ولا يفسق، ولا يبدع، و هَكذا يُريدنـا أن نكون، هُداة مُهْتَديـن ، سَواحون في أرض الله بـأخـــلاق رسول الله، فالرجاء الرجاء، لا نأخذ الدين من فلان أو علان، لا داعش ولا ماعش، ولا سلفية، ولا العدل والإحسان، ولا ولا … الإسلام يشرب من معدن القرءان والحديث الشريف، ولتأخذ كل فئة بمذهب بلدها حفاظا على الوحدة.
أنصح كل الغيورين، والمهتمين، بالاعتكاف على مدارسة السيرة النبوية، والوقوف مع الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، حتى نزيل الغبار عن جميع الأفكار المتأسلمة، ونأخذ بالدين الحق، دين التسامح، التعايش، المحبة، الصفاء… دين أكرم اليهود، وعاشوا في كنفه بالمدينة المنورة حتى نقضوا هم، وعاشوا بما عرف “بالملاح”، ولم يرتكب الإسلام في حق أي بشر ما ارتكب زعيم النازية هتلر في اليهود، ولا ما ارتكب هولاكو في حق بغداد، ولا محاكم التفتيش في الأندلس، ولا ما فعل الأوربيون في سكان القارة الأمريكية الأصلييين (الهنود الحمر) من إبادات، التاريخ يشهد، وهو خير حكم، يشهد بان الإسلام دين فتح لا استعمار، ودين المحبة والتعايش.
ألتمس مُجدّدًا من كُــل أبناء الإسلام، أن يدافعوا عن دينهم، بالالتزام والتعريف به، وخاصة في تدويناتهم على المواقع الاجتماعية، والملتقيات، والنقاشات، بأن ينشروا قيم الإسلام السمح، لكل الدنيا، ويتخلصوا من الطائفية القاتلة.
خطوة هامة قامت بها المملكة المغربية، في شخص الأب الروحي لكل المغاربة، أمير المؤمنين محمد السادس أدام الله عزه، إذ قدم للعالم اجمع، رسالة ملؤها الود والحب والسلام والتعايش والتسامح… من قلب فرنسا التي ضربها الإرهاب قبل أيام، وذلك بتوشيحاته السامية، لثلاث شخصيات نشطة بالحقل الديني، تمثل الديانات السماوية الثلاث (الإسلام، النصرانية، اليهودية) قدمتها الأميرة لالة مريم.
الإسلام دين يحب الجميع، يمكن أن يكرهنا الناس، إلا أنا لا نكره أحدا، لأننا نؤمن بجميع الأنبياء والرسل والكتب كعقيدة، بخلافهم، فلنكن أوفياء لرسالة الدين، متمثلينها في سلوكاتنا.
الإسلام للعالمين