كيف أنتم مع العلاقـات ؟
جريدة طنجة – حمزة الحسّاني بنطنيش :
الأربعاء 04 فبراير 2015 – 11:48:37
إن الإنسان محكوم بعدة علاقات يفرضها عليه المحيط، بداية بالبقال الذي يقتني منه ما يقتاته حتى أعلا العلاقات، برب الأرض والسماوات.
الله
أول علاقاتنا وأكثرها اهتمـامـا، هي الأخيرة ، العـلاقـة التـي تجْمَعُ العَبْـد بربّـهِ منذ العهد الذي أخذه علينا “وإذ اخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى” هذا أول عهد قطعناه على أنفسنا كإنسانية، وأول التزام تعهدنا به لمن لا يضل ولا ينسى، على السمع والطاعة والعبادة، والانقياد والخضوع، وهي العلاقة الوحيدة التي يعلم كل ما يحيط بها، وما يتعلق بها، من تربطنا به، فلا كذب ينفع، ولا عذر يُسمع، ولا نقض يُقبل، فطوبى لمن زكى نفسه، ووصل بالتدين ذروته (الإحسان = التصوف)، ويالخسارة من لم يفلح بعلاقته، ولم يوفق في أمره.
الوالدين
ومن أكثر العلاقات أهمية، علاقة الفرد بأبويه، أعظم شخصيتين –بعد العالقات الروحية- في تاريخ أي بشر مهما نمق من كلمات في حق غيرهما، حتى ولو استعمل أسمى الأساليب، وسبك أحلى الجمل في إرضاء حبيبة له فهو كذاب خائن لعلاقته الأولى، نسي علاقة نشأته برحم أمه، وأيام الرضاع، وليالي السهر، وتناسى أو تناست عرق جبين أبين أبيها في سبيلها، وتحمُّله أعباء الحياة في سبيل لقمة عيش تسد مخمصتها، فكيف نحن مع هاته العلاقة ؟
مهما فضل الشخص الفردانية والوحدانية، فإنه محكوم بالجماعة، رغم أنفه، جماعة الباص، وجماعة الطاكسي، وجماعة الدراسة، وجماعة المسجد، وجماعة العمل، وجماعة الطابور…ناهيك عن الجماعة التي تنتج له ما يستهلكه من ملبس ومأكل ومشرب…فالوحدانية لله !
الزوجية
وعن علاقة جنسين مختلفين حديث طويل، يصول فيه العارفون ويجولون، وبحره لجي ليس من السهل السباحة به، ولكن لا بد من إبصاره ولو بنظرة.
صراحة أنا لا أرتاح لعلاقاتنا العربية المحكومة بكثير من التقاليد العرجاء، والمفاهيم العوجاء، وأقولها صراحة ولا أخشى في إبداء الرأي لومة لائم: ما زلنا ننظر إلى المرأة نظرة عار ! كم من مرة يلتقي أحدهم صديقه رفقة زوجته أو أمه أو أخته… فما يكون له من تحية غير ابتسامة مسروقة، بينما إن كان معه لا يمل الجلوس، وينفر الرحيل، فما الدافع وراء ذلك ؟ وما سبب رفض التحية ؟ وما سبب الرجل العربي الذي ما زال لا يسير مع زوجته بالشارع رجلا برجل ؟ ولماذا ما زلنا نخجل من تسمية نسائنا وأمهاتنا وأخواتنا بأسمائهن لأصدقائنا وغيرهم ؟ لماذا ما زالت المرأة محل نقاش في حكم السياقة ؟ لماذا صدرت فتوى تحريم الإنترنت والهاتف على المرأة ببيتها ؟ لماذا ما زال الزواج العربي في الغالب فقط لغاية الإنجاب ؟ فهل المرأة خُلقت للإنجاب !
ليست هاته القضايا عامة، فهناك مستثنيات ولكن قليل ما هم.