لهجة “طنجاوا” في “الغنا دالعيال” بداية القرن 20
يعد كتاب (Textes arabes de tanger) أو ما يمكن أن يقابله باللغة العربية “النصوص العربية لطنجة” لصاحبه “ويليام مرسي” (William Marçais) من بين الكتب الزاخرة بالمعلومات عن مدينة طنجة في بداية القرن العشرين، معلومات عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية، والأدهى من ذلك، أن هذه المعلومات مكتوبة بلهجة أهل طنجة.
الكاتب ويليام مرسي الذي كان قد زار طنجة مرتين، الأولى في غشت 1900، والثانية في شهر غشت أيضا من سنة 1907، وضع في هذا المؤلف الذي صدر سنة 1911، نصوصا حكائية على ألسنة بعض الاشخاص من طنجة يحكون فيها بلهجتهم المحلية كل المواضيع المتعلقة بالحياة اليومية لأهل طنجة وعاداتهم وتقاليدهم وطريقة عيشهم وحتى أغاني الصبيان التي يغنونها بين الازقة والدوروب.
وعمل الكاتب على نقل هذه النصوص المنطوقة بلهجة أهل طنجة بدقة بالغة مُعْتمًدا على بعض طلبة طنجة الذين التقى بهم في الجزائر العاصمة بعدما كانوا قد بعثوا إلى هناك من طرف المفوضية الفرنسية لدرسة الطب. فنقل تلك النصوص بالحروف العربية ثم أعاد كتابة هذه النصوص بالحروف اللاتينية كما تنطق بالعربية، ثم بعد ذلك قام بترجمة معانيها إلى اللغة الفرنسية.
فنجد هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام، في القسم الاول النصوص الحكائية الطنجية مكتوبة بالحروف العربية، ثم في القسم الثاني هذه النصوص مكتوبة بالحروف اللاتينية موجهة للأجانب لتعلم نطق لهجة أهل طنجة، ثم القسم الاخير نجد تلك النصوص مترجمة إلى الفرنسية.
ويضم الكتاب 5 مواضيع على شكل حكايات طويلة بلهجة طنجة، وهي على التوالي “الحْكَاية د الفْرًان” و “العْنصرة فالجبْل الكْبِير” و ” الطٌرُومْبَة” و ” الحْكَاية دْالطٌلبة” و” الغْنَا دْ الْعيَال“، وكلها تأتي على ذكر ووصف العديد من الاماكن والعادات والتقاليد في طنجة بداية القرن العشرين بلهجة طنجاوية خالصة تبقى من أقوى وأبرز “حسنات” هذا الكتاب.
وويليام مرسي هو من مواليد مدينة رين الفرنسية سنة 1872 وتوفي في 1 أكتوبر من سنة 1956، وكان مستشرقا فرنسيا درس بمدرسة اللغات المشرقية في باريس وتخصص في اللغة العربية واللهجات بالمغرب العربي، وصدر مؤلفه المذكور سنة 1911 بباريس.
محمد سعيد أرباط