دين الإسلام هو الدين الأكمل
جريدة طنجة -محمد الشعري :
الخميس 19 فبراير 2015 – 18:33:52
{ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين}.
إن القرآن الكريم معجز في بيانه وبلاغته وتشريعه وكذلك في أسلوبه الخطابي؛ لهذا خشعت له قلوب العرب البلغاء والفصحاء الذين أقروا بإعجازه، فدخلوا في دين الله أفوجا مشتاقين إلى خطابه الذي كان وقعه عظيم على العقول والنفوس والأرواح.
إن رسالة الإسلام عالمية، فلهذا سيبقى كتاب الله محفوظا حتى قيام الساعة:«إنا نحن نزلنا الذكر وإن له لحافظون». وكذلك عجائبه ستبقى مستمرة ومتواصلة وبارزة في جميع العصور؛ من بين هذه العصور عصر العلم الذي تتالت فيه الحقائق الكونية؛ فكان كتاب الله تعالى معجزا للعقول لما ورد فيه من حقائق وإشارات تتصل بمجالات العلوم المختلفة، كما كان معجزا بما احتواه من آيات باهرة متصلة بحقائق خلق الكون والإنسان، في العصور القديمة كان الناس يحملون أسرارها. لقد أكد العديد من علماء هذا العصر من غير المسلمين الذين اهتدوا إلى دين الله وأيقنوا أن القرآن الكريم كتاب منزل من خالق السماوات والأرض فأدركوا أنه (كتاب الله) المعجز بتشريعه وبأخباره.
إن إدراك مجالات الإعجاز في كتاب الله الكريم لم تعد خاصة بفصحاء العرب؛ حيث مظاهر الإعجاز شملت ميادين العلوم الكونية فأصبحت الإنسانية كلها مخاطبة به. إن هذا الكتاب هو خطاب الله سبحانه وتعالى للبشرية كافة «وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا».
إن دور رسالة الإعجاز وإبراز مكنوناتها للبشرية صار مع التطور العلمي الهائل واجبا على المتخصصين من العلماء المسلمين؛ خاصة في مجالات الإعجاز العلمي المتعددة، لأن الحجة القرآنية برزت في شواهد الإعجاز العلمي التي يفهمها من ليس من أهل الفصاحة والمعرفة باللغة العربية وأسرارها.

إن القرآن الكريم بهر العديد من العلماء التجريبيين بما فيه من آيات تتصل بالعلوم وأسرارها، إن هذه العلوم على اختلاف مجالاتها هي نتاج مسيرة المعرفة الإنسانية ـ القرآن الكريم كتاب الله فاطر السموات والأرض ـ فلا عجب أن يتطابق القرآن مع الحقائق المفرزة من مسيرة التقدم المعرفي في آفاق الكون.
لقد جعل ربنا سبحانه وتعالى كتابه العظيم معجزة خالدة متجددة، فيها يتضح للناس على مر الدهور وجه لم يكن قد تبين من ذي قبل، فيكون هذا تجديدا في مجال الدعوة، ولذلك يؤكد المشتغلون في علوم الإعجاز وبحوثه وكذلك العلماء التجريبيون الذين شملتهم هداية الله على أن الإعجاز العلمي يتحدى الملحدين أن يجدوا موضعا للتشكيك بما جاء به القرآن الكريم.
إن الحقائق العلمية التي لم تعرفها الإنسانية إلا في هذا العصر والتي ذكرها القرآن الكريم ستشكل عند كل ذي عقل دليلا محسوسا على أن خالق الكون ومدبر شؤونه وأسراره وحقائقه هو منزل القرآن الذي ينبغي للمسلم أن يتدبر آياته، ويتسلح بها في دعوته، وأن يعرف ما فيها من أسرار وإعجاز وحجج وبراهين تعين على معرفة الله سبحانه وتعالى وقدرته، وعلى تعريف غير المسلمين أهل الزيغ والإلحاد بالحقيقة الإيمانية، وأن خالق هذا الكون هو منزل القرآن.
إن دين الإسلام هو الدين الأكمل والخاتم للبشرية جمعاء