الحكايـة ذ الفْران ..
جريدة طنجة – نبش في الذاكرة Textes Arabes de Tanger – محمد وطاش
السبت 28فبراير 2015 – 09:52:45
والحنطة متاع تافرانت الكبير ذيالها، هو الأمين اللي كايحكم عليهم ف الأمور ذالصنعة، ف حال دابا المعلم، مايطيب شي الخبز مليحة لواحد الدار، ولا خلاها لهم تحمض، كايمشوا يدعوه عند المحتسب، كايجي المحتسب كايقول لهم هذي الدعوة ما شي ذيالي ذالأمين، سيروا عند الأمين المعلم محمد بوكطاية اللي عندو الفران ف الحومة ذكزناية، هو كايحكم عليهم كان بالمصالحة هاو ماشي يصالحهم وإلا كان شي واحد عندو الحق كايحتم على أخر يعطيه حقه، والصناع إذا تدابزوا مع المعلم كايدعوه عند الأمين عاود النيت، والأمين متاع تافرانت مسمي على يد المحتسب، هو اللي مكلف بالخبز ذالحباسة، وفيها عندو الربح، وكايربح، عاود ثاني شي حاجة من عند المعلمين ذالفران ف حال الذعيرات اللي يحكم عليهم بهم.
والفران مبني من برا ف حال واحد الخزين، وفيه لداخل كاين بيت النار، وبيت النار مقببة من داخل ومن برا، ومدورة والقاع ديالها مفرش بالاجور طويل، اللي كايجي من الهرارش ومن آنجرة، وتحت الاجور مبني فرشة بفرشة بالملح، والحمري، والملح كايقوها باش كاتشبر السخانة، والحمري باش كايقبض الاجور، وقدام فم بيت النار الموضع ف اين كايكون واف، المعلم كاتتسمى الحفرة وفيها كاتكون المديخنة، منين كايخرج الدخان، وعلى اليمين وعلى اليسار كاين تحت منها الجنجار اللي كايمثلوا به ف حال إذا كانت شي موضع ضيفة كايقولوا: «ها الجنجار، ها بيت النار»، ومن فوق بيت النار كاين القبة اللي كايخزنوا فيها الاعواد والقلدات اللي كايجيبوهم من الغابة باقين خضر، وفاين كاين واحد التاسيعة كايخلوها خاوية ف الشتوة كاينعسوا فيها الطرارح اللي ديورهم بعاد، وف الجنب ذالفران كاين الاروى فاين كايربطوا الحمير، والموضع ذالحمير فيها المربط ذيالهم والمذود فاين كايعلفوا، وفوق الاروى كاين واحد السدة فاين كايعملوا التبن والنخال.
والماعون ذمولى الفران، هما الحواول، هما اعواد ذالدلم طوال، ومسلوبين ومن الراس ديالهم رقاق ف حال الدق ذالقصبة ذالحواتة، باش كايقلب بهم الخبز، والمطارح هما ف حال الحوال ولكن عندهم ف القاع ذيالهم واحد البالة ذاللوح مبسطة وراطبة، ومن جهة العود غليظة شويش. من تم وهي هوادة كاترهاف حتى للراس ديالها، وعملت ف حال الدق ذالمضاوة، باش مناين كايجي يجبد الخبز من الفران دغيا كايزهق تحت الخبزة، والكناس حتى هو عود ذالدلم ف حالو ف حال الحوال وف الراس ذيالو مربوطة واحد الكدوارة قد ما ميلها وكلها شرادق ف حال الهندازة ذهداوة، باش كايسيسها المعلم، وكايشطب بها بيت النار، وهذا الكناس كايمثلوا به الناس إذا كان شي واحد موسخ بزاف، كايقولوا ف حاله ف حال الكناس، والبالة باش كايجبد العافية حتى هي غير طرف ذالعكاز وف الراس ديالهو كاتكون واحد البالة ذالحديد أوالقصدير باش كايجبذ بها العافية، الغنجو هو ذالدلم عاود ثاني وف رأسو كاين واحد المخطاف ذالحديد مركز وبه كايجبذ الاعواد اللي بايتين ف الفران كايبسو، والمعلم عندو قدامو الاعواد مستفين ويابسين، وغير كايبغي يدخل واحد العود ف بيت النار كايقشرو بالبلانجة، هي واحد الطرف ذالحديد مقنت من ثلاثة ذالجوايه، وكاتكون ثقيلة والقاع ديالها مبسط، اللي كانت يا حسر ف الهينون ذيالها باليد ذيالها، وكانت بالشان وكايحددوا بها الحوايج ف الديار حتى ولات يدها مهرسة طاحت من الزمامات وما بقى احد كايجسرها ولا كايبالي بها ورجعت ف يد الطرارح كايقشروا بها الاعواد ف الفران، وعند المعلم زوج أو ثلاثة ذالمغارس مزلكين ف واحد الخرصة ذالسلك باش كايبنصر الخبز قبل ما يطرحها، باش منين تكون ف بيت النار وتسخن ما تطرطق شي وكنت ماشي ننسى مولاي العرق ذالثور ميبس واحد التيبيسة حتى كايوقف بواحدو هذاك هو اللي كايرد الطرارح للطريق، غير كايشوفوه وكايسمعوا «ارفد حمل» كاتشوف الطريرح مسكين غير كايتذمم مع الحيوط وكايقول: «أنا متتايب لله آالمعلم عمر ما نعاود» هذاك هو اللي كايكون معلق عند راس المعلم فوق القوس ذالحفرة باش كايشوفوه كاملين وفوق منو المريفع اللي كايكون فوق منو القنديل.
المصدر : Textes arabes de Tanger