أنا حبيب الله ولا فخر
جريدة طنجة – محمد الشعري
الخميس 26 فبراير 2015 – 10:22:36
نَقل عن الإمام ابن القيم رحمه الله قوله: «كل محبة وتعظيم للبشر فإنما تجوز تبعا لمحبة الله وتعظيمه كمحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام وتعظيمه فإنها من تمام محبة مرسله وتعظيمه، أمته تحبه لمحبة لله له، وتجله لإجلال الله سبحانه وتعالى له. إنها محبة الله من موجبات محبة الله»..
نَحْمَد الله سُبْحـانـه وتَعــالى على ما أسْدى من نِعَم، ونَحمده على النّعمة العظيمة؛ سيّدنـا مُحمد صلى الله عليه وسلم خير من اصطفى من خَلقه واجْتَبـى .
أخرج الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: « جلَس أنـاس من أصْحَـابِ رَسُول صلى الله عليه وسلم فَخـرج حتّــَى إذا دَنــا منهُــم سَمعهم يتـذاكـــرون. قال بعضهم: «إن الله اتّخذ إبراهيم خليلاً»، قــال آخر: «موسى كلمه الله تكليما»، قال آخر«عيسى كلمه الله وروحه»، قال آخر: «آدم اصطفاهُ الله». فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلام وقال: « قد سمعت كلامكم، إن إبراهيم خليل الله وهو كذلك، وموسى نجي الله وهو كذلك، وعيسى روح الله وهو كذلك، آدم اصطفاه الله وهو كذلك. ألا وأنا حبيب الله ولا فخر، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة تحته آدم فمن دونه ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر»
يقول الإمام القاضي عياض رحمة الله عليه في كتابه «الشفا بتعريف حُقوق المصطفى عليه الصلاة والسلام» في سياق تفسير قوله تبارك وتعالى: قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيل الله فتربّصـوا حتّـى يــأتي الله بأمره، والله لا يهدي القوم الفاسقين، فكفى بها حَضاً وتنبيها و دلالة وحُجّة على إلـزام مَحبّتـه و وجوب فرضها وعِظم خُطــاها واستحقاقه لهـــا صلى الله عليه وسلم، إذ قَــرَّع الله تعالى من كان ماله وأهله وأولاده أحبَّ إليه من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأوعدهم بقوله: «فتربّصوا حتَّى يأتي الله بأمره» ثم فسقهم بتمام الآية وأعلمهم أنهم ممن ضلَّ ولم يهده الله.