أنا ضد فكرة العودة إلى انتداب حراس أجانب في بطولتنا
جريدة طنجة – محمد الجباري
الاثنين 23 فبراير 2015 – 18:16:35
بداية، كيف تُعرّف بنَفْسك للجيل الحـالي الـّذي لم يُشاهدك حَارسًا للمَرْمى؟
كما تعلمون، اسمي محمد الجباري المنصوري، من مواليد 25 نوفمبر سنة 1969 بمدينة طنجة. متزوج وأب لثلاثة أطفال. تجربتي في كرة القدم حارس المرمى كانت حافلة بالعطاء والتألق. وخضت تجربة هامة مع فريق اتحاد طنجة الذي كانت بدايتي في فئاته الصغرى. ولعبت مع الفريق منذ صعوده إلى القسم الأول ما بين فئة الشبان والكبار، ما بين سنة 1987 و 1997.وخلال موسم 1997 و 1998 خضت أول تجربة لي خارج مدينة طنجة، حيث التحقت بالنادي المكناسي لموسم واحد، انتقلت بعده إلى فريق الفتح الرباطي الذي لعبت له لموسمين من 1998 إلى 2000. بعد ذلك عدت إلى اتحاد طنجة الذي لعبت له من 2000 إلى 2005. كما حملت قميص المنتخب الوطني للشبان في موسم 1989 و 1990. وقميص المنتخب الأولمبي موسم 1991 و 1992.
ماهي أبرَز الإنْجـازات الّتـي حقّقتَها كـحارس المرمى؟
سأظل أحتفظ في الذاكرة بأحسن إنجاز حققته مع اتحاد طنجة بإحراز مركز وصيف بطل المغرب في موسم 1989 و 1990. وهو الإنجاز الأبرز حتى اللحظة في تاريخ الفريق الذي جاء في المركز الثاني بعد الوداد البيضاوي. ومشاركتي في الألعاب الأولمبية ببرشلونة في إسبانيا سنة 1992 رفقة المنتخب الأولمبي، بالإضافة إلى بلوغي مع الاتحاد نصف نهائي كاس العرش موسم 1994 و 1995 وأقصانا فريق أولمبيك اخريبكة.
وماذا عن تجربتك كمدرب حراس المرمى ؟
البداية كانت سنة 2005 مع اتحاد طنجة، واستمرت إلى سنة 2007 مدربا لحراس المرمى بالفريق. وجاءت فرصة للاحتراف في نفس المهام بالدوري الإماراتي، بالتحديد بالفريق الأول لنادي الاتحاد الرياضي الثقافي لكلباء الذي عملت في جهازه إلى سنة 2009، التحقت بعدها مباشرة بالفريق الرديف لنادي الأهلي الرياضي الثقافي.
ومن 2009 إلى 2011 خضت تجربة بنادي أهلي دبي، ثم عدت مجددا إلى اتحاد طنجة لموسم واحد، سافرت من جديد بعده إلى الإمارات للاشتغال بنادي دبي، بالتحديد في الموسم الماضي. وهذا الموسم التحقت من جديد باتحاد طنجة وبكل صدق كانت تجربة هامة جدا مكنتني من الاحتكاك وكسب التجربة.
هل تلقيت تكوينا في مجال تدريب حراس المرمى؟
طبعا يبقى التكوين شيئا أساسيا لتطوير الإمكانيات وتحقيق النجاح في مسارك المهني. ونلت في هذا السياق شهادة تكوين من الجامعة الأندلسية تحت قيادة المدير الفني ( خواكين) في موسم 2005 و 2006. وشهادة تكوين حراس المرمى من الجامعة الملكية المغربية لكرة لقدم، بالمعهد الوطني لكرة القدم ( مولاي رشيد) بالرباط في موسم 2006 و 2007. كما شاركت في دورة تدريبية للاتحاد الألماني خاصة بتكوين حراس المرمى أشرف عليها المدير الفني ماركو كنوب موسم 2009 و 2010. ودورة أخرى في الموسم الموالي، 2010 و 2011 بنفس الجهة وأطرها الإطار نفسه وكانت هذه المرة حول تدريب حراس المرمى. وفي الموسم نفسه أحرزت شهادة تكوين حراس المرمى تحت إشراف المدير الفني كريستيان بوكسيل.
ماذا يمكنك أن تقول حول مهارة حراسة المرمى في لعبة كرة القدم؟
حارس المرمى هو آخر خط دفاعي وآخر أمل للفريق ضد مهاجم يكون قد تخطى لاعبي الدفاع ، وعلى حارس المرمى أن يتوقف كثيرا نتيجة المباراة إما فوز أو هزيمة . وحارس المرمى يعتبر مساويا لكل الفريق عندما يحافظ على مرماه نظيفا ، وبالعكس من ذلك فانه يوجه إليه اللوم والنقد إذا ما أخطا وتسبب عن ذلك تسجيل الفريق المضاد هدفا في مرماه . وحارس المرمى يتدرب على المهارات الأساسية الأخرى للعبة كرة القدم مثله مثل أي لاعب آخر، ويستحسن أيضا أن يدرب المدرب لاعبي الفريق على مهارات وخطط حارس المرمى، وهذه نقطة هامة لا يجب إغفالها. والمهارات الأساسية لحارس المرمى متعددة.
هل تعتقد أن مستقبل حراسة مرمى اتحاد طنجة بخير؟
نحن في الوقت الراهن نتوفر على حارسين، هما محمد بيسطارة ونور الدين بلكميري. وبكل صدق أعترف أن اتحاد طنجة إذا افتقد للحارسين سيكون مضطرا لانتداب حراس جدد. صحيح أننا نتوفر على حراس شباب أمثال يونس البراق الذي انتدبه الفريق من أجاكس طنجة وبدر الحمادي. لكن الحارسان ينتظرهما عمل شاق وكبير، وليسا جاهزان في الوقت الراهن. وقد يمكننا الحديث عنهما بعد ثلاث أو أربع سنوات.
ألا ترى أن البطولة المغربية اصبحت تشكو أزمة حراس مرمى في السنوات الأخيرة؟
أكيد، والدليل لجوء أندية من حجم الرجاء والوداد والجيش الملكي لانتداب حراس مرمى من أندية أخرى. والسبب يعود إلى عدم اهتمام الأندية المغربية بالعمل القاعدي المرتبط بتكوين حراس المرمى. ثم عدم تأهيل مربين متخصصين في ذلك. وجل الأندية تعتمد على القدماء من حراس المرمى. يفتقرون إلى التكوين الأكاديمي، العلمي. لأن المجال تطور ولا بد أن نتطور معه.
هل أنت مع الرجوع إلى انتداب حراس مرمى أجانب؟
أبدا، أنا ضد الفكرة، لأننا نعلم أن بعض الأندية المغربية كانت تنتدب حراس أفارقة، واليوم وكما تابعنا بطولة الأمم الإفريقية الأخيرة بغينيا، لاحظنا تواضع حراس جل المنتخبات المشاركة. فالأزمة عامة. والحل يكمن في ضرورة إعادة نظر الأندية المغربية في الاستراتيجية التقنية على مستوى هيكلة الإدارة التقنية وتعزيزها بمدربي حراس المرمى الحاصلين على شواهد تكوين عليا والمكفاءة.
وإلا سيكون مدرب حراس المرمى المغربي شبه عاطل، ودوره لا يتجاوز السهر على تسخينات الحراس الأساسيين في التداريب وقبل المباريات.
هل نعتبر اتحاد طنجة في القسم الأول بعد النتائج الإيجابية التي يحقها هذا الموسم؟
لا شيئ تحقق بشكل رسمي لحد الساعة. صحيح أن الفريق يوقع على نتائج إيجابية منحته الشيطرة على الزعامة منذ انطلاق البطولة. وهو يتعامل مع المنافسات مباراة بمباراة، ويمكننا أنه خطى خطوات هامة نحو الصعود.