أغاني جيل جيلالة ودورها في استقطاب جيل بكامله
جريدة طنجة – مصطفى الحراق
االإثنين16 فبراير 2015 – 09:52:45
وكان لزاماً عليهم كمواطنين مغاربة، أولا، وكفنانين، ثانياً، أن يعلنوا موقفهم كأي مغربي من قضية الصحراء وبكل إيمان وقناعة بهذه القضية المصيرية، أنجزوا هذه الأغنية، وكان عليهم أيضاً أن يعبئوا المغاربة لقضيتهم الأولى في البلاد، ولم يكونوا يعلمون أنها ستجر عليهم وابلا من الإشاعات التي واجهوها بفنهم وبحبهم لوطنهم، واستمرت المجموعة في أدائها المعتاد، رغم كل تلك العراقيل.
و”العيون عينيا” من الأغاني التي أزعجت البوليساريو، كما أزعجت الجارة الجزائر، وقد اعتبرت الأجهزة الاستخباراتية الجزائرية أن هذه الأغنية هي بمثابة صفعة، لأن الجمهور في الجزائر سيتغنى بها، كما تغنى بها المغاربة وستدحض المجهود الذي بذل في إقناع الشعب الجزائري بعدم مغربية الصحراء.
في تلك الفترة، كانت إذاعة البوليساريو تذيع بعض أغاني “جيل جيلالة” و”ناس الغيوان” وتقدمها لمستمعيها، على أنها أغان مناهضة تستنكر “الظلم” الذي كان يعرفه المغرب، لكن أغنية “العيون عينيا”، التي أنجزتها المجموعة في ثمان ساعات فقط، ستكذب ادعاءات راديو البوليساريو، فكان رد فعل أجهزتها والأجهزة الجزائرية قوياً، بحيث سيتم إقصاؤها من المشاركة الفنية في الخارج، خصوصاً وأن معظم منظمي الحفلات هناك كانوا ينتمون إلى جمعيات تضم أعضاء من البوليساريو، أو أن المنظمين ينتمون إلى الجزائر.
من هنا سيكون اتجاه الفرقة نحو الشرق العربي، بعد أن أنجزت فيلماً حول مسارها وأعدت عددا من الأغاني القومية ستحط بها الرحال في كل من الكويت والسعودية والأردن والعراق وليبيا وسوريا. وستعود من هناك منقسمة إلى قسمين: قسم “النخبة”، كما يسميها مولاي الطاهر، والتي تضم محمود السعدي والدرهم والزوغي وقسم “عباد الله” والذي يضم مولاي الطاهر وسكينة وعبد الكريم وعبد العزيز الطاهري، لتبدأ مرحلة أخرى من حياة المجموعة ستنتج خلالها أعمالا روعة في الإبداع.