ثقافة المساءلة والمحاسبة بالجماعات الحضرية لجهة طنجة ـ تطوان
وحسبَ المُنظّمين، فــإن هـذا اللّقــاء يَهــدفُ إلى النّـهُـوضِ بثقافة المحاسبة والمساءلة على مستوى الجماعات الترابية بالجماعات المحلية للمدن العتيقة العضو في الشبكة، وتأهيل المدن العتيقة والمحافظة عليها عبر مشاريع مندمجة قادرة على التجاوب مع خصوصيات النسيج العمراني والتراثي بالمدن العتيقة، عبر مقاربات تشاركية تسترعي النسيج العمراني والحضاري المشترك في مدن شمال المغرب.
كما يشكل اللقاء فرصة للتفكير بشكل جماعي في عمل تشاركي كأداة للتدبير الجيد، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والترابية، وتبني مقاربة العمل التشاركي في إطار مبادئ التنافس والتكامل، وتوفير ميزانية تشاركية لدعم تدبير الشأن العام المحلي والمشاريع ذات البعد الاجتماعي، وتقاسم الخبرات والاستفادة من التجارب الرائدة في المجال، سواء منها الوطنية أو الأجنبية.
وخِلال هذا اللقاء، قَدّم خبراء إسبان ومغاربة في تدبير الشأن الجماعي الإداري والمحاسباتي والتنموي عروضا أهمت طرق إعداد فصول الميزانية وآليات التواصل بين مختلف الشركاء من مجتمع مدني وهيئات سياسية وإدارة ترابية ومنتخبين .
يذكر أن الشَبكة المُتوسطية للمُدن العتيقة، كجَمعية مكونة من رؤساء ومسؤولي الجماعات الترابية، تعتبر أداة فعالة للمساهمة في تحقيق التنمية المحلية المستدامة، الاجتماعية والاقتصادية، عبر تثمين وحماية التراث الثقافي. وقد انطلق منذ سنة 2010، التفكير في إمكانية إحداث مؤسسة للمجتمع المدني تجمع بين مختلف الجماعات الترابية بالمنطقة والتي تستوعب المسئولين السياسيين والتقنيين التابعين للجماعات المعنية والذين يعملون في إطار تشاركي مع مساهمة ودعم الخبراء والمؤسسات الوطنية والدولية بهدف الرفع من مستوى تدبير المدن التاريخية بشمال المغرب. وفي سنة 2011، تحقق هذا الهدف وذلك بإحداث شبكة المدن المحصنة حاليا ” الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة”، كمؤسسة للمجتمع المدني تم تأسيسها من طرف رؤساء الجماعات الترابية التابعة لجهة طنجة تطوان ومجلس جهة طنجة تطوان والمديرية الجهوية للثقافة بتنسيق مع الجامعة الإبيرية الأفريقية للمدن المحصنة وكذا مدن إسبانية وبرتغالية عديدة.
إن الهدف الأساسي للشبكة هو توحيد الجهود المبذولة من طرف المدن العضو في الشبكة والعمل بانسجام تام من أجل تثمين الموارد المالية واللوجستيكية والبشرية وجعلها كقيمة مضافة لعمل الجماعات في نطاق المحافظة وحماية وتثمين التراث الثقافي (المادي واللا مادي) الجامع المشترك بينها. ومن أهداف الشبكة كذلك، وضع جسور التعاون والتنسيق والشراكة بين مدن ضفتي المتوسط ومدن أخرى في مجال التجارب المشتركة ، وكانت هذه المبادرة محط اهتمام على المستوى الجهوي، كمرجع جهوي في ميدان التدبير الجماعي للتراث عبر تبادل التجارب، إن على المستوى المحلي، أو الوطني أو الدولي.
يتعلق الأمر باستراتيجة جديدة للتدبير الترابي مبنية على مقاربة العمل التشاركي في إطار مبادئ التضامن والتعاضد والتعاون والتكامل، اكتسبت ثقة العديد من المؤسسات الوطنية والدولية، كالمديرية العامة للجماعات المحلية، ووكالة تنمية وإنعاش الأقاليم الشمالية، ووزارة الثقافة المغربية، ومؤسسة أرت غولد لبرنامج الأمم المتحدة” (ART GOLD)، والمنتدى الإيبيري للمدن المحصنة،…
ويبقى هدف المؤسسين الرئيس، هو أن يجعلوا من هذه المؤسسة الجمعوية، فضاء للحوار وتبادل التجارب والعمل الجماعي التضامني في أفق إ نجاز برنامج الجماعات في ميدان التنمية المستدامة للتراث الثقافي الوطني.