6 يناير 2015 ” الصندوق المغربي للتقاعُد “
قد يتسَاءل القـَارئ عن سَبب وُجــود هذه السلسلة من التعجُبــات . و هذه التعجبات قـائمة على أربـع اتّجـاهـاتِ :
– الأول : على المسئولين في الإذاعـة الـوطنية .
– الثاني : على معد برنامج قضايا و آراء .
– الثالث : على عضو الحكومة ومعه عضو الأغلبية .
ـ الـرابع : أعضاء المُعـارضة و مـوقعهـم المُعــارض .
هؤلاء الأربعة لماذا اجتمعوا في برنامج قضايا وآراء ؟.
فالمَسؤولون في الإذاعة الوطنية أعلَنــوا قبْــلَ زمَـن تقديــم البرنـامــج على أنّــه مُخصّـص لمُــؤسسة “ الصُنـدوق المغربي للتقاعد ” هذا الصندوق الذي عليه مسئولية رد دين المتقاعدين خلال تقاعدهم والذي أصبح على وشك الإفلاس، باعتراف الحكومة وأعضائها والنواب في المجلسين، وهذا الإعلان يمس مجموعة كبيرة من المواطنين الذين يمكن اعتبارهم شيوخ هذه الأمة بما بذلوا من جهد وعمل حتى أصبحوا في السن الّتـي ترفُـض عليهم أن يُفرغوا مكانهم لمُواطنين آخرين .
وقبل بداية البرنامج طَلع على الشاشة شِعار ” الصندوق المغربي للتقاعد ” ، وهذا يعد تأكيدا للإعلان السابق .
ولكن ماذا حدث ؟ .
حدث أن الأربعة غَيّبـوا نهائيًـا مـوضـوع البـرنـامـج و الـّذي هُو المؤسسة الـوطنية الكُبْـرى ” الصندوق المغربي للتقاعد ” . لماذا ؟
يقـول المغــاربة في حِكمةٍ مُتـداولــة “ اللهم ارحمني ثم ارحم والدي ” وهذا ما طبقه الأربعة المُساهمُـون في البرنامـج .
لا المسئولين بالإذاعة الوطنية اتخذوا موقف الانتباه
ولا معد البرنامج ، وهو الذي أطلق كلمة الصندوق عند بداية البرنامج
ولا عضو الحكومة ومدعمه من الأغلبية تنبهوا للأمر.
ولا عضوا المعارضة فَطنا ونبهو إلى نسيان أساس البرنـامـج .
لماذا ؟ .
لأنهم استَحلّـوا الخَرْجــة .
لأن الموضوع الذي دخــلَ فيه المُتحدّثــون هُو المُناسب بالنّسبة لَهُـم و هل هُنــاك مـوضــوع بـالنّسبة لهم أهم من الانتخـابــات ؟ فليذهب الصندوق وموضوعه إلى أهله فهم جميعًــا لا عَــلاقة لهم به .
فالسادة الوزراء لهم تقاعدهم
والسادة النواب لهم تقاعدهم
أما هذا الصندوق فهو للآخرين قد يأتيه زمان .
أما الانتخابات فهي الهم الأول باعتبار أنها الباب للبقاء في المجلسين . ومن الصعب تحمل غياب النجاح في الانتخابات والجلوس في غير مجلس المجلسين .
فالمتقاعدون كانوا منتظرين للبرنامج ليطلعوا على ما تم في موضوعه ، فمن المتقاعدين ذكورا و إنـاثــًا من لم يعرفوا التطورات فكانت بالنسبة لهم فرصة بحضور هذه النخبة لمعرفة أوضاع الصندوق والمسالك التي يسلكها المسئولون في الإصلاح . ولكن طاش حلمهم عند ما خلط الحاضرون والإذاعة ومعد البرنامج بين موضوع الانتخابات وموضوع الجلسة ورجعوا إلى الحكمة السابقة ” اللهم ارحمنا ثم ارحم والدينا غالبة ” .
فالنقاش الذي جرى خارج الموضوع ، مكانه في المجلسين أكثر ملاءمة ، أما الإذاعة والتلفزة فهي أجهزة للإعلام العام ، وليس للصراعات على المناصب .
ولابد من طرح السؤال من هو المسئول عن هذا الخروج؟
هل المسئولين من في التلفزة ؟
أم المسئول هو معد البرنامج ؟
أم المسئولان عن الحكومة والأغلبية ؟
أم المسئولان عن المعارضة ؟
محمد سعيد الشركي اخناشر