تذمُـر المُواطنين مِنْ نَهْـجِ سِياسة الإقْصـاء و اللامُبـالاة !!
جريدة طنجة – م . إمغران
الإربعاء 14 يناير 2015 – 10:15:53
هذا سُؤالٌ قد يَطرحه كل زائـر ، ساقته الأقدار إلى هذهِ البنـايـة العُمـوميّة التـي قـد تبـدو له مَهْجــورة و خــارج التّغطية .
أحدهم حل بها، في وقت سابق، بغرض تسلم شهادة طبية لفائدة ابنته المريضة، فلم يجد غيرمنظفة وحيدة، وكأنها حَلّـت مَحل المسؤولين المُتَـوارين عـن الأنْظــار، وكــانت الساعة تشيرُ إلى الــواحدة إلاً رُبعــا ، لكن المنظفة لم تُفده في شَيءٍ ، بل لم يسمع منها إجــابـات شافية، بخصوص إمكانية عــودتهِ ثـانية، بعد مُرور ساعــة أو ساعتين عن هذا التــوقيت ، من أجلِ قَضــاء مصلحته الإدارية، بل انهمكت في تبليل أرضية المستوصف، في إشارة منها إلى أنه غير مرغوب فيه، وأن الوقت هو وقت تنظيف.
وأضاف مَصْدر مُطّلـع أنه بعـد هذه الحكاية، كان حل بأرض الوطن مُهاجر مغربي بالديار الأوروبية، قبل رأس السنة الميلادية المنصرمة، فتعرض إلى حادث طارئ، يتمثل في إصابة إحدى قدميه بمسمار، وبما أنه يقيم بحي “كسطيا” أسرع إلى مستوصف “القرب”، لعله يحظى بحُقنة أو أي عَملية إسْعــاف، لتَدارُك خُطـــورة ممكنة، قد تنجم عن مسمار صَدِئ، لايعــرف “الهزل والمزاح“، إلا أنه لم يتم الترحيب به، رغم إفصاحه، وبكل أدب، عن وعكته الصحية التي ألمت بقدمه، بسبب مسمار، وتعبيره عن حاجته إلى تدخل طبي- مؤقت- تفاديا لأي مكــروه مُحْتَمــل، بل -يضيف المصدر ذاته- أن ما زاد في إغضاب المهاجر المغربي، هي الطريقة غير اللَبقـة التـي عــاملته بها بعض الممرضات: “امشي فحالك، ما كــاينْ والُــو هْنــا” ، وبينما هو في جَدال مَعهُن ، تدخَل مُوظــف بالمُسْتوصف ذاته مُقـاطعـًا :” أش كاين أسي، أش هاذ الصداع ؟ ” لحظتها -يوضح ذات المصدر- تمالك الــمُهاجر المغـربي نفسه، فــاستفسر “الموظف الصارخ” إن كان يتحمل المسؤولية بهذا المستوصف، فرد عليه بالإيجاب، مُضيفًا :” ييه مكاين والــو هنا، امشي فحالك، تفتش على راسك فمكان آخر” وهنا فقد المُهَاجر المغـربــي التحكُم في أعصابهِ ، بعد نَفـاذ صبرهِ ، فحَوّلَ من جهتهِ المُستوصف إلى” سوق” للصراخ والسب والقذف في وجه الجميع، ثم انصرف، و”الحكرة” تملأ دواخله.
ولحُسْن حَظـه، فـإنّ إصابتهُ لم تَسْتَفحل، حَسَب ما حَكى فيما بعد ،للمَصْدر ذاتـه ، مُعلّقــًا :” إنّ المسمارَ كان أرحم عليّ منهُـم “.