حين خطف أوزين حلم طفل من حي (طنجة البالية)
جريدة طنجة – ع.كنوني
الثلاثاء 13 يناير 2015 – 12:01:07
وقد أثبتَ هذا التّقْريـرُ المسؤولية السياسية والإداريـة المُبــاشرة لـــوزارة الشباب والرياضة وكَذا مسؤولية المقاولة، في الاختِلالات المُسجّلة على صعيد إنجاز هذا المشروع. وتطرق البلاغ بالتفصيل لتلك الاختلالات. وطبقا لأحكام الفصل 47 من الدستور، فقد قرر صاحب الجلالة، نصره الله، إعفاء محمد أوزين من مهامه كوزير للشباب والرياضة.
و أنـا أقــرأ البلاغ، تذكرت تلك اللّيْلة (الحزينة لطفل طنجاوي من حَي طنجة البـــالية)، حين كان يتأهب للدخول و يده في يد ميسي يوم المُبــاراة الـــودية لبرشلونة أمام الرجاء يوم ثـــامن رمضان وكانت نتيجتها كذلك بالثمانية. فاجأتني صورة من داخل الملعب كما فاجأت جميع الحاضرين حين ظهرت طفلة تأخذ بيد ميسي بدل طفل (طنجة البالية). إلى هُنـا كـــان الأمر عادي جدا. لأن الطفلة أوالطفل وأي من الأطفــال الذين يرافقون النجوم داخل أرضية الملعب قبل بداية المباراة تبقى صورة تعودنا عليها.
لكن حين تَصل الأخْبـار بأن الطفلة التي رافقت ميسي داخل الملعب لم تكن سوى إبنة الوزير أوزين فهنا يطرح السؤال… بل أسئلة كثيرة ومتعددة. كيف تم حرمان الطفل الذي كان من المقرر أن يكون إلى جانب ميسي وفق البرنامج الأول؟. ماذا لو لم تكن تلك الطفلة ابنة الوزير أوزين؟ هل كانت ستحظى بذلك. ولماذا ابنة الوزير بالذات؟ ووالأسئلة كثيرة. و لأسف أن أوزين، حين ووجه بأسئلة الصحافيين حينها بخصوص ( الشطط في استعمال السلطة) وذلك ثابت عليه، استشاط غضبا ودافع عن حق إبنته في ذلك. ونحن بدورنا لا نعارض استفادة طفلته من ذلك، لكن ماذا لو لم تكن طفلته؟. وما ذنب الطفل الذي حلم ليلا وحرمه الوزير من حلمه فقط لأنه إبن الشعب من اسرة بسيطة؟
أكيد أنّ الجُمهــور الطنجاوي والمغربي لن ينسى تلك الصورة، ووقف مصدوما، ويده على قلبه، حين عاش تصرفا مثيرا للوزير الذي كان بالأمس يتحدث عن الشفافية والمساواة، وتكافؤ الفرص، وعن العهد الجديد الذي أصبح يعيشه المغرب. إذ ضرب أوزين بهذا الخطاب ( الزوين)، عرض الحائط، وهو يفرض تواجد ( ابنته) رفقة الأطفال الذين دخلوا مع لاعبي البارسا إلى أرضية الملعب يوم المباراة. بل حظيت ابنة الوزير بالوقوف إلى جانب ميسي. والمشكلة لا تقف عند هذا الحد فقط. بل أن الاختيار جاء على حساب طفل كان يأخذ بيد ميسي، وهو يتأهب لدخول الملعب، ليفاجأ بحرمانه، واستبداله بابنة الوزير وبإلحاح من مسؤول عن التنظيم، والذي حاول كذلك فرض طفلين لمسؤول جامعي تم رفضهما بقوة هذه المرة.
وتجدُر الإشارة أن عملية اختيار الأطفال المرافقين للاعبي برشلونة خــلال المباراة تمت عبر تنظيم دوري بالملعب المعشوشب بجوار قاعة ادرادب. شاركت فيه عدة فــِرق، تَــم خـلالــه تـــوزيع جوائز على الفائزين، ضمنها جائزة تمكين لاعبي الفريق البطل من مرافقة لاعبي برشلونة إلى الملعب خلال المباراة الاستعراضية، وكان الحظ حــَالف فريق حي طنجة البالية. وتصوروا معي الحالة النفسية التي عاشها الطفل الذي ربما لم ينم قبل المباراة وظل يحلم لمدة بهذا اليوم، ليأتي الوزير في ليلة ليخطف منه حلمه الجميل.
أهكذا هي الشفافية والمصداقية وتكافؤ الفرص، والمغرب الجديد الذي كنت تتحدث عنه سيدي الوزير؟.
على العموم “إن الله يمهل ولا يهمل“.